من يعي عني هذا.. ما زال في التاريخ العلمي والمجتمعي لأقطار المسلمين حضورها
وأنت إذا عدت إلى المجاميع الفقهية تقرأ عناوين من مثل "فقه أهل الحجاز- فقه أهل العراق- فقه أهل الشام- فقه أهل مصر.." بل وزادوا فأفادوا فقالوا هو في السماع على مذهب أهل الحجاز، وهو في الشراب على مذهب أهل العراق…
ثم عظّموا النكير على المفتي من قطر، يفتي لمستفت من قطر آخر، وهو لا يعلم ما استقر عليه العرف في قطره.. وقال ابن القيم في هذا قولا عظيما..
وأنا هنا لا أتحدث عن المفتين على الفضائيات فقط؛ بل أريد أن أؤكد أننا في الشام لنا مدرستنا العلمية والفقهية التي يتمسك بها جمهورنا…
بل أقول ولا أبالي أنني حين أضطر مراجعة حكم في يوم من الأيام على الشبكة، لا أعتبر من مراجعي ما قال ابن فلان .. وابن فلان..ولا آبه به، ولا أتوقف عنده.. بل أبحث عما قال فضيلة الشيخ المفضال من علماء الشام..
فقهنا على مر العصور شامي… فلا تعكروا ولا تكدروا
وعمامتنا منذ وعيناها عثمانية. الشاش الأبيض على الطربوش الأحمر.
وأذكر لكم هذا وعندما نشأت حتى السابعة والثامنة كانت هذه جلّ عمائم أهل الشام.
ولكن في عام 1953 أو 54 أصدر العقيد أديب الشيشكلي مرسوما أفسد فيه تراتيب ما سماه أرباب الشعائر الدينية، وكنت يومها تلميذا في العطلة الصيفية، في مدرسة كان يديرها الشيخ بكري رجب، والشيخ أحمد القلاش، والشيخ مصطفى… رحمهم الله جميعا، وكان الثلاثة بالعمائم العثمانية، ورأيتهم عصر أحد الأيام يتهامسون..
وفي صباح اليوم التالي رأيتهم تحولوا إلى العمامة البيضاء.. القلنسوة وما عليها..
اليوم لا تفسدوا علينا لا عقيدتنا ولا فقهنا ولا تستبدوا بمنابرنا… ولا تستوردوا لنا لا علما ولا فقهاء…وأكره ما نكره على ألسنة المدعين: التبديع والتفسيق والرمي بالشرك بقسميه، وبالكفر بطبقتيه..
نريد أن نقاربكم فبالمثل عاملونا..
سنحتفل بالمولد النبوي الشريف وننشد
عطر اللهم قبره الشريف
بعرف شذي من صلاة وتسليم
وسنحتفل بالنصف من شعبان، وندعو:
اللهم يا ذا المن ولا يمن عليك
ظهر اللاجين.. أنت ظهرنا يا رب..
وجار المستجيرين..
ونحن حين نذبح لا تغضب لذبحنا أمريكا ولا تحتج عليه فرنسا..
ليس لنا أحد نشتكي إليه ظالمينا غير مولانا. وقد ثبت لكم رأي أعينكم أنه يمهل ولا يهمل…
احذروا لا يعتلي منابرنا أزعط أمعط زعنطوط…
ونعوذ بالله من الريبة وأهلها...
وسوم: العدد 1116