الأسد ولافروف وفيسك ولعبة
مين شافها حط عليها وكل اللعبة على الحبة
زهير سالم*
هذه لعبة عالمية عرفت ذلك بعد إقامتي في لندن . كنت أمر بورشاتها وأصحابها من ( الشبيحة ) في أحياء حلب ( الكشتبان والحبة ) . واليوم أمر بهم هنا على جسر ( وست منستر ) في لندن . للحقيقة يجب أن أشهد وإن عن بعد للشبيح السوري بفضل براعة عن الشبيح الانكليزي . الكشتبانات الثلاثة وحبتهم أصغر بكثير من الكؤوس اللندنية الثلاث . يزعم الخبراء الحلبيون أنك لو أبعدت الشبيح عن لوحته وكشفت الكشتبانات الثلاثة لما وجدت تحتها حبة قط . الحبة تكون مختبئة تحت أظفر المخادع الماهر ..
بدون أي احترام لأي من المذكورين أعلاه سأكشف لكم في هذا الصباح عن خبيئة الكؤوس اللندنية أو الكشتبانات الحلبية وأترك الأمر بدون تعليق لتحكموا بأنفسكم أو لتعلقوا كيفما تريدون على لعبة ( مين شافها وحط عليها ) التي أصبحنا نتابعها بين أصابع كبار الساسة والإعلاميين المفترض فيهم ولو حد أدنى من الاحترام ...
والحبة الغائبة أو الموضوع المطروح هو : السلاح الكيماوي السوري تخزينه وأمنه ومصدر الصواريخ المستخدمة في غوطة دمشق ..
أبدأ ببشار الأسد في حديثه للتلفزيون الرسمي الصيني :
يقول بشار الأسد في مقابلته الطازجة مع التلفزيون الرسمي الصيني إن الأسلحة الكيماوية في سورية مخزنة في شروط خاصة وهي في أمكنة حصينة وأيد أمينة لا يمكن للإرهابيين القادمين من وراء الحدود الوصول إليها وإليكم نص كلام بشار لأن بعض الناس لهم رأي في الرواية بالمعنى قال بشار للتلفزيون الرسمي الصيني نشر اليوم ( إن الأسلحة الكيماوية مخزنة في ظل ظروف خاصة لمنع أي إرهابي من قوى مدمرة أخرى من العبث بها .وهي قوى مدمرة يمكن أن تأتي من دول أخرى .
ومن ثم فليس هناك ما يدعو للقلق . الأسلحة الكيماوية في سورية في مكان آمن مؤمن وتحت سيطرة الجيش العربي السوري ) هكذا قال بشار
وكان للكذاب الروسي الأشر رأي آخر طازج أيضا ..
وأقول طازج لكي لا يقول لي قائل أنني أستفيد من تفاوت زمن التصريحات مع تغير المستجدات ..
يحدث لافروف الشعب الروسي على القناة الروسية الأولى فيقول إن المعطيات لدى بلاده تؤكد أن الإرهابيين في سورية قد سيطروا أكثر من مرة على مواقع الأسلحة الكيمائية واستولوا على كميات منها . ولا ينسى أن يذكر المراقبين الذين سيتابعون موضوع الأسلحة في سورية بضرورة استلام هذه الأسلحة وتدميرها ( إنه الإخلاص ) وإليكم كلام لافروف بنصه الصحفي حيث أكد لافروف للقناة الروسية الأولى ( أن المعطيات لدى بلاده تثبت وقائع سيطرة المسلحين على مناطق كانت توجد فيها مستودعات سلاح كيمائي مؤكدا أنه أثناء عمل خبراء لمنظمة الأسلحة الكيمائية يجب أن تسلم المعارضة ما استولت عليه من أسلحة ..)
أما ثلاثي أثافي الإفك و( أجاثا كريستي ) حل اللغز البوليسي بخياله المفبرك روبرت فيسك فله توليفة أخرى على صفحات الأندبندت هذه المرة يقول
إن الرئيس بوتين يملك الأدلة القطعية على أن الإرهابيين هم من استخدموا هذه الأسلحة في الغوطة فقتلوا 1400 سوري من الأبرياء . الرئيس بوتين يجد نفسه محرجا من تقديم الأدلة لنظيره الأمريكي . إنها ثمرة خطيئة سوفيتية قديمة . بوتين يكتشف في غوطة دمشق ولدا سوفيتيا زنيما من علاقة قديمة محرمة مع اليمنيين أو الليبيين أو المصريين وإليكم نص الرواية ..
ويقطع علينا السيد روبرت وعلى العقل البريطاني الطريق سلفا بقوله ( المعلومات الواردة في الرواية لا يمكن التأكد منها في وثائق رسمية !!!!! ) الصاروخ التي اكتُشفت أشلاؤه في غوطة دمشق سوفياتي الصنع . وهو من مواليد 1967 وتم بيعه إلى اليمن أو مصر أو ليبية . يأسف فيسك لعدم القدرة على توثيق هذه المعلومات ولكنه الخيال البوليسي يفترض .
( إن كميات هائلة من الأسلحة السوفيتية الصنع قد وقعت في أيدي الجماعات المتمردة ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة بعد سقوط نظام القذافي ) هذا ترشيح للقول إنها قد تسربت إلى أيدي المعارضين السوريين وينسى البريطاني الحصف أن القذافي قد دمر كل أسلحته الكيمائية قبل سنوات طويلة من سقوطه .
ولا ينسى وهو يقدم اختراعا تفسيريا لبشار الأسد والروس أن يطالب الروس بإيجاد الوثائق المؤيدة لنظريته العلمية التاريخية فيقول ( وفي حال كان الروس قادرين فعلا على التعرف إلى علامات محددة في شظايا صاروخ عثر عليها فعلا . وأنها فعلا من ذخائر لم يتم تصديرها إلى سورية فإن ذلك سيجعل نظام الأسد يتباهى ببراءته ...
المهم في كل ما أكتب إليكم أن أكثر من عشر يوميات إعلامية عربية موقرة نقلت نظرية فيسك عن الاندبندت البريطانية الرصينة على أنه خبر وحقيقة حتى قبل أن يعثر الروس على الأدلة التي تثبت التوهمات الفيسكية ...
على العقل العربي دور وكل اللعبة على الحبة ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية