قبل عرض الوساطة الروحانية

ليت روحاني يسحب جنوده الذين يقتلوننا

ليت عقائدهم منعتهم من خنق أطفالنا بالكيماوي !!!

زهير سالم*

[email protected]

ليس عجيبا عند السوريين ما يسمعونه من قادة إيران حين يعرضون الوساطة بين المعارضة والنظام ، فالسوريون بحكم العلاقة التاريخية وقرب الدار من الدار؛  أدرى بالقول وبقائله وبمراميه وأبعاده ، وبظاهره وباطنه ، وبما يقال على وجه التقيّة أو بلغة الإخراج ( الدبلوماسي ) كما طمأن منذ يومين روحاني جنوده من الحرس الثوري ، وبين ما يقال على وجه الحق والحقيقة والصدق واليقين .

العجيب حقيقة أن يخدع بما يقال قادة وزعماء وسياسيون عالميون لا يستطيعون رغم كثرة التجارب أن يميزوا بين حق وباطل ، وبين ما يقال ( تقيّة أو دبلوماسية وبين ما يقال على وجه الحقيقة والالتزام . وأن يبادروا إلى التعويل على زخرف القول وزًبَدِه وغروره ويظنون أنفسهم قد حصدوا غير هشيم وقبضوا على غير الريح ..

ليس عجيبا عند السوريين جميعا أن يقرؤوا للسيد حسن روحاني يكتب في الواشنطن بوست ( إن إيران مستعدة للوساطة بين النظام والمعارضة في سورية ) ، إن  أبسط ما يرد به  الإنسان السوري على السيد روحاني : أحقيقة تكتب هذا الكلام أم تقيّة ؟! تقيّة تزعم أنت وصحبك أن سيدنا امير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى أربعة وعشرين عاما وراء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعا تقيّة أي خداعا ورياء وكان يقول لهم ولمن حولهم ( زورا ) من القول أو كما قلت لأتباعك من الحرس الثوري منذ أيام ( دبلوماسية ) تموه الألفاظ ولا تمس الحقائق ..؟!

يطلب السوريون من السيد روحاني قبل أن يعرض الوساطة بين طرفين  ، هو الممثل لأحدهما ، أن يبادر أولا إلى سل ثيابه من ثياب القاتل الظالم الفاسد فيجعل بينه وبين خطوة ، ولن يفعل ذلك إن لم يقم مباشرة بسحب القتلة المجرمين من جنوده من دمشق وحمص وحلب . أي أن يتوقف عن قتلنا ، نحن السوريين ، الذين يعرض علينا الوساطة بيننا وبين قاتلنا . ثم أن يتوقف عن دعم المجرم بالخبراء والسلاح والمال ، وأن يعترف ثالثا بتقرير لجنة المحققين الدوليين في جريمة الإبادة التي وقعت في الغوطة ، وأن يعقب على كل ذلك بإدانة المجرم ووأن يسميه باسمه بعد أن أصبح لا يجاحد في اسمه إلا القتلة المجرمون . ربما تكون هذه المقدمات جديرة لتجعل من عرض السيد الروحاني أمرا جديرا بالنظر قبل الترحيب .

السوريون ومعهم كل العرب والمسلمين يعرفون كيف يفهمون فتوى روحاني ومن قبل فتوى خمنئي : إن عقائدهم تمنعهم من اقتناء السلاح النووي ومن استخدامه . يفهمون هذه الفتوى على ضوء ما حدث في الغوطة الدمشقية ليلة 21 / 8 / 2013 عندما قررتم وأد أطفال الغوطة وناسها بالغاز عديم اللون والرائحة ؟! أليس من حق السوريين والعالم أجمع أين كانت تلك العقائد التي يتوارى الإيرانيون مرة أخرى وراءها وهم يكذبون على العالم ، في الوقت نفسه الذي يقولون فيه لأدوات القتل العاملة بأمرهم وعلى لسان روحاني نفسه وفي السياق نفسه : لا يغرنكم زخرف اللفظ إنها الدبلوماسية التي لا تغير من حقيقة الأمر بالقتل شيئا .  

 أن يرحب الرئيس الأمريكي بوساطة حسن روحاني على السوريين الذين يقتلهم ، وأن ترحب ميركل الألمانية بهذه الوساطة وأن يرحب كل الغرب بها ؛ يعني أحد أمرين إما قصورا معرفيا – لا نظنه – يقود القوم في متاهات الضلال ، وإما لا مبالاة بسورية وبالسوريين الذين أصبحت ثورتهم عبئا يتمنى قادة الغرب أن تتوقف أخبارها عن إزعاجهم ..

روحاني يقول ما يشاء ، ونحن نسمع فنعرف القول من لحنه . والحق أبلج ، والباطل لجلج . وللصدق علامات . وللجد مقدمات . وقد تعلمنا من قول ربنا ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) .

نظن كلام السيد روحاني من ذلك الكثير إلا أن يسبقنا بالدليل ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية