خواطر ثورية من وحي الأحاديث النبوية 10
نور الدين العبيدي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
روى أبو داود وأحمد وابن ماجه عن عَنْ عَائِشَةَ قَالَ رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَحِقَ بِالنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- لِيُقَاتِلَ مَعَهُ فَقَالَ « ارْجِعْ ». ثُمَّ اتَّفَقَا فَقَالَ « إِنَّا لاَ نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ ».
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رفض الاستعانة بمشرك على قتال المشركين فياليت شعري كيف يطلب المسلمون اليوم المعونة من المشركين؟! ولقد ساءني ما كتبه أستاذ كبير يعتبر من منظري الإخوان المسلمين ومفكريهم الأستاذ عبد الله طنطاوي من رسالة الى الوضيع باراك أوباما يعتب فيها عليه عدم مناصرته لثورة الإخوان في مصر، وعدم ضغطه على الانقلابين ولكأنه نسي أن أساس منهج ورسالة أولئك القوم (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وكيف تطلب نصرة من قال الله فيهم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
فضيلة الأستاذ الكبير: لعله لم يجف من ذاكرتك مال قال الأستاذ الكبير الذي تربيت على معالمه وظلاله: كنت في أكره دعوة الإخوان المسلمين وابتعثتني الحكومة المصرية سنة 1949 إلى أمريكا من أجل دراسة المناهج –وكان مفتشاً في وزارة المعارف حينها- قال وهناك حدثت لي قضيتان شدتا ناظري ولفتتا انتباهي:
القضية الأولى: أنني في الثالث عشر من فبراير 1949كنت في إحدى المستشفيات الأمريكية فظهرت معالم الزينة والأفراح في المستشفى فسألت أحد الممرضين أي عيد هذا الذي يحتفلون فيه؟ قال الممرض بكل بساطة ودون تفكر: اليوم قتل عدو النصرانية في الشرق اليوم قتل حسن البنا!! قال سيد: هذه الكلمة هزت السرير تحتي وجعلتني أنتبه، لا يمكن لإنسان يكيد له العالم إلا أن يكون على حق
القضية الثانية: ما قاله مسؤول الاستخبارات البريطانية في السفارة البريطانية في أمريكا: هنالك حزبان مرشحان لوراثة الحكم الملكي في مصر إما الشيوعية وإما الإخوان ونحن نرجح أن الإخوان سيستلمون الحكم في مصر لأن التيار الشعبي العام معهم، وإذا استلم الإخوان فستدخل مصر مرة ثانية في عهود الظلام، ونحن نهيب بأمثالك من المثقفين أن لا يتركوا المجال لهؤلاء أن يصلوا إلى الحكم حتى لا تتجمد الحالة وحتى لا تتوقف مصر عن النمو فقر سيد من ذلك الوقت الانضمام لجماعة الإخوان.
فكيف بك يا أستاذ أن تتوقع استجابة من أوباما وهذا عدائهم هم واليهود لحركة الإخوان منذ نشأتها فيا عجباً لمن يطلب الرحمة للحمل من الذئب؟!! فالحرب يا أستاذ خرب عقائد ومبادئ وحضارات ووصول الإخوان الى السلطة تعطيل للمشروع الصليبي واليهودي، أوما قرأت ما قالته صحيفة أحرنوت منذ عشرات السنين: لقد استطعنا بفضل أصدقائنا إبعاد الإسلام مع معركتنا مع العرب!! قوم هذا شأنهم كيف نرجو منهم الخير والشفقة وأي عاقل يطلب الرحمة للحمل من الذئب؟!!
أيها الأستاذ الفاضل: كنت أتمنى منك أن تعلمنا أنه لا عزة لنا إلا بالله (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
وكنت أتمنى لو أنك علمّتنا أن لا نهن ولا نحزن فما زلنا في بداية الطريق (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) وأسقطت معاني أحد على واقعنا المعاصر كيف وقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يربي أصحابه في الملمات والشدائد وأصيب من أصحابه سبعون وبقي معه اثنا عشر شخصاً ف حين قَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ قَالَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ قَالَ إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُم.
أيها الأستاذ الكريم: إن أبناء مدينتك الفتية الشباب الذين لم يكن لهم نصيب من توجيهاتك وتعليماتك وتربيتك عندما حرروا مدينتك وهي أول مدينة تحرر وقفوا على ظهور الدبابات وقالوا: من أعزاز إلى القدس فكيف بهم لو رأوا موقفك هذا؟!
وأخيراً يا أستاذنا: كنت أتمنى لو أنك وجهت تقريعك وعتابك الشديد لمن يعز علينا أن نراهم يؤيدون الباطل ويلبسونه الغطاء الشرعي...... فيا ليت لو أنه وجه خطابك هذا للأزاهرة ولشيخ الأزهر الذي ألبس الانقلاب ثوباً شرعيا، وليت أن تقريعك وجهته للشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية وللسادة الصوفية والإخوة في جماعة السلفية الذين كانوا ينكرون عليكم الديمقراطية فغرقوا في أمواهها الآسنة, وناصروا النصرانية القبطية ضد الجماعات الإسلامية، وكانوا جسراً للعلمانية التي تعارض الشريعة الإسلامية!!