يقولون أنهم لن يسمحوا بإسقاط نظام الطغمة!!
عقاب يحيى
تقول إيران على لسان أبواقها : أنها لن تسمح بإسقاط نظام الطغمة !!! ..
والسؤال المتفرع : أي علاقة هذه ىالتي تربط الطغمة بالنظام الإيراني ؟؟ ..
ـ وكيف سيمنعون سقوطه ؟؟..
نعم العلاقة ليست طبيعية، ولا تشبه علاقات الدول القائمة على المصالح، ولا حتى التحالفات . هنا نلمس نوعاً من علاقة أقرب إلى حبل السرة، وإن أردنا التمعّن فيها لوجدنا مضمونها فئوي بامتياز، أو استخدامي لأغراض تخص الطرف الأقوى صاحب المشروع ، وليس لصالح الطرف الأضعف الذي يقوم بدور الناشر، والمطية .
ـ منذ قيام " الثورة الإيرانية" وانعطافاتها المذهبية، وعجزها أن تتغلب على الجانب الفئوي، والقومي لتكون إسلامية بحق تعني جميع المسلمين بشتى مذاهبهم، والعلاقة مع نظام الطغمة أخذت ابعاداً تفوق المنطق، والعادي.. إلى ما يمكن اعتباره حالة اختلاطية .
ـ الطاغية الأكبر، مدعي الشعارات القومية، الذي امتطى البعث لذبحه وتمريغه بأوحال الموبقات.. يفترض، وفق المعلن أن يكون في الخندق القومي، وفوق المذاهب، وأن يصطف في خندق المبادئ التي ذبحها تكراراً وتعهيراً.. لكنه كان على عكس ذلك ...
ـ طوال الحرب العراقية الإيرانية ـ العراقية لم يكتف بدعم إيران سياسياً وحسب، بل قدّم كل الإمكانات اللوجستية، والذخيرة والطيران، ناهيك عن التآمر الداخلي، وكان فرحاً بسقوط بغداد على أيدي آيات الله عندما كانت تهدد بغداد.. بما يخالف كل المعلن عن الانتماء القومي، ويتجاوز الخلافات البينية مع النظام العراقي إلى ما هو أعمق وأخطر .
ـ وحين أرسل السيد موسى الصدر إلى جنتوب لبنان للتبشير إلى " حركة المحرومين"، فأمل.. بكل ما يحيط تلك الحركة من ملابسات ونتائج خطيرة كانت البوابة لتحويل الجنوب إلى ما يشبه البلوك الطائفي المحتكر للعمل الوطني والمقاومة... منحه " صكاً" يعترف فيه بأن " الطائفة العلوية جزء من الإثني عشرية"، وتداعيات ذلك المتعدد ، وموقع تلك الفتوى من ذهن الأسد الطائفي ـ الازدواجي .
ـ كان الجنوب اللبناني على مدار التاريخ خزان العمل الوطني والقومي واليساري، ولم يكن حالة مذهبية خاصة، فانتشرت فيه جميع الأحزاب بمختلف مشاربها، واحتضن المقاومة الفلسطينية سنوات صعبة ومديدة، ومنه انطلقت المقاومة اللبنانية الوطنية : متنوعة الاتجاهات السياسية.. لكن، وعلى قاعدة البنية الفئوية، والمشروع الإيراني القومي ـ المذهبي تمّ تحويل الجنوب إلى احتكار لتنظيم واحد يتبع المرشد الأعلى، ويشكل جزءاً من منظوماته اللوجستية، بغض النظر عن الدور الكبير الذي قام به " حزب الله "في مقارعة الاحتلال الصهيوني، وتحرير الجنوب، وحجم التأييد الذي ناله بسبب ذلك..ثم قوقعته ضمن أسر تلك العلاقة التي حاصرته وسجنته، ليظهر كذراع إيراني غير قادر على الانفكاك ولو في التكتيك .
ـ من حق إيران ـ بالقطع ـ أن يكون لديها مشروعها الاستراتيجي، وامتلاك السلاح النووي.. لكن سؤالين متراكبين يطرحان نفسهما بقوة : الالتباس في جوهر المشروع الإيراني كمشروع قومي فارسي يركب على الدين، والمذهب كحامل تسويقي، ويعمل على نشر حالة مذهبية في المنطقة، شكلت وتشكل عامل تفتيت وفرقة وحروب أهلية، وتقسيم.. وقد كان الوطن العربي ساحته الرئيس، والثاني يتعلق بالستخدام السلاح النووي فيما لو نجحت إيران بإنتاج قنبلتها. هل فعلاً ستتجه إلى الكيان الصهيوني، أم سيكون الخليج العربي ميدانها للتحكم والابتزاز وما هو أكثر ..؟؟...
******
يمكن للدجول المتحالفة أن تتبادل الدعم فيما بينها عندما يتعرض طرف منها لمخاطر ما.. لكن أي مخاطر تعرض ويتعرض لها نظام الطغمة ؟..
هذا نظام يقوم بحرب إبادية ضد الشعب، ويقف ضد صبواته في الحرية والكرامة ويستخدم أبشع، وأقسى وسائل الفتك والجريمة المعممة، وحتى الإبادة الجماعية الموصوفة في القانون الدولي.. ومع ذلك يبتلع النظام الإيراني كل الشعارات الشعبوية ليكشف عن وجهه المعادي لحركة الشعب السوري، وعدم الاكتفاء بالمواقف السيباسية بل بتقديم كل وسائل الدعم اللوجستي والعسكري وحتى قوات خاصة من الحرس الثوري، كما تشير عديد الوقائع.. ويمنح الطغمة كل الأضواء والتغطيات للإمعان في حربها الشاملة ضد الشعب والبلاد..
ويصطف حزب الله، وزعيمه بشكل درامي أقرب للكاريكاتوري، وقد تقشّرت كل الشعارات والأصبغة، وبرز الرباط المذهبي جوهراً ومبتغى .
ـ إيران وعلى لسان بعض الأبواق تقول : أنها لن تسمح بإسقاط حليفها، لكن كيف ؟؟...
ـ هل ستدخل علانية المعركة ضد الشعب السوري فتزجّ بقواتها مباشرة ؟؟.. وأية نتائج راهنة ومستقبلية يمكن أن تترتب على ذلك، والتي تتجاوز الساحة السورية إلى خارجها ؟..
ـ لا أعتقد أن إيران ـ البارغماتية ـ يمكن أن تذهب إلى مدى تعرض فيه أمنها، ومستقبل علاقاتهابالشعب السوري لأفدح الأخطار وهي تدرك جيداً ان حليفها ساقط حكماً، وانه ما من قوة تدخل يمكنت أن تنقذه، وأن المساعي السياسية، والمبادرات الإيرانية الملغومة يمكن أن تكون وسيلة انجع من سياسة التهوّر التي لا تُقدم عليها إيران صاحبة المشروع الذي سيعاني الكثير بعد انقطاع حلقة رئيسة في سلسلته عبر سقوط نظام الطغمة ..
