أحمد شفيق رجل وكالة المخابرات المركزية (الأمريكية)

د. زكي حسن أبو الليف

أحمد شفيق رجل وكالة المخابرات المركزية (الأمريكية)

لموقع رئيس مصر

ترجمة: د. زكي حسن أبو الليف

نيكوس ريتسوس

تحول الربيع العربي في مصر إلى ثورة! وظن المصريون أنهم فازوا بها وفرحوا واحتفلوا أيضا! ولكن فجأة تبخرت الثورة! وكما يبدو الآن وكأن الثورة لعبة في يد ساحر: "الآن ترون الثورة، الآن اختفت الثورة!" ماذا حدث؟ حسناً تم اختطاف الثورة من قبل الجيش المصري تحت ضغط الولايات المتحدة من أجل احتواء ما أصاب المصالح الأمريكية من خسائر في الشرق الأوسط.

أصر الرئيس السابق حسني مبارك على عدم التنحي أثناء الاحتجاجات الحاشدة والمستمرة، وكانت الولايات المتحدة تخشى من احتمال انقلاب عسكري يقوم به صغار الضباط أو ما يسمون بالناصريين، حيث أن هذا حدث بالفعل في عام 1953 بقيادة جمال عبد الناصر (الصحيح هو عام 1952).

لمنع حدوث ذلك أمرت الولايات المتحدة قيادات مصر العسكرية بالإطاحة بمبارك. بعد ذلك تم عرض مبارك على التلفزيون حيث تم اقتياده إلى طائرة عمودية عسكرية تحت الحراسة ليبقى قيد الإقامة الجبرية في مقر استراحته في سيناء. ثم ذهب نائب الرئيس عمر سليمان لمقر التلفزيون ليخبر المصريين أن مبارك قد تنحى. لا لم يتنحى، ولكن المجلس العسكري أمر مبارك بالصمت أو يتم سجنه مدى الحياة. وصمت مبارك، كانت هناك محاكمة هزلية ثم عاش مبارك في رفاهية في فيلته بسيناء.

لماذا قبل القادة العسكريون الأوامر الأمريكية؟

(أ) بدون الإمدادات والتمويل وقطع الغيار من الجيش الأمريكي، سوف يتعرى الجيش المصري!

(ب) قامت المعونة الأمريكية بمساعدة قيادات الجيش المصري للتحكم بقطاع عريض من الصناعات يقيّمه الخبراء بـ 20% من الاقتصاد المصري. وهذا جعلهم أثرياء كالأمراء مكافأة لهم لارتباطهم وخنوعهم للولايات المتحدة. هل يستطيعون الحياة بدون الجيش الأمريكي والمال الأمريكي؟ كلا! لديهم القليل من النفط والغاز الطبيعي. إنهم معتمدون على الولايات المتحدة كما هو حال حكومة حامد كرزاي الأفغانية غير أنهم لا ثوار طالبان لديهم ليتعاملوا معهم!

عندما أمرت المجلس العسكري أن يطيح بمبارك، أعدت الولايات المتحدة مجموعة من الخطط الأخرى لـ "استقرار مصر" وهي كناية عن إفشال الثورة والحفاظ على الوضع القائم. وعلى الفور قام الكونجرس بتخصيص الملايين من الدولارات للمنظمات غير الحكومية كالمعهد الجمهوري الدولي (NDI) وفريدم هاوس وبالتوازي مع المنظمات غير الحكومية الأوربية تم إعداد مسرح العمليات لإعاقة الثورة. وعندما تعجب المصريون لماذا لم تأتِ منظمة مجتمع دولي واحدة لدعم الديمقراطية طوال 30 عاما من طغيان مبارك، وهاهي الآن تتقاطر على مصر، ألقى القادة العسكريون المصريون القبض على سام لحود نجل وزير النقل الأمريكي، كعملية تمويه وتغطية ليظهروا للمصريون أن الأجانب لن يقرروا مستقبل مصر ولكنهم في الحقيقة يفعلون.

بدعم الكثير من منظمات المجتمع المدني وكذلك المجلس العسكري تم تصعيد أحمد شفيق- رئيس وزراء مبارك السابق- إلى القمة. لقد قامت الولايات المتحدة بقلب الثورة المصرية رأسا على عقب كما قطعة العملة، صورة مبارك ذهبت لأسفل وصعدت صورة شفيق لأعلى.

نجح الرهان. الهدف النهائي؟ منع مصر من أن تصبح جمهورية إسلامية مثل إيران!

محاولات الولايات المتحدة لاختطاف الثورة المصرية هو المرحلة الثانية بعد محاولات مماثلة لاختطاف الثورة الليبية بالضغط على المجلس الانتقالي بتعيين المواطنين الأمريكيين من أصل ليبي، محمود جبريل، رئيسًا للوزراء، وخليفه حفتار قائدًا عامًا للجيش الليبي الجديد. وتم فصلهم بعد أن فضحتهم في مدونتي بتاريخ 11 ديسمبر2011، ثم قام راديو 17 في ليبيا بنشر مقالي على صفحته على الفيسبوك والصحف العربية الأخرى. ثم تبع ذلك مطالبة قادة الثوار للمجلس الانتقالي الوطني بعزلهم. وبعد أن قام عبد الحكيم بلحاج، القائد الثوري الليبي والذي خلص طرابلس من أيدي قوات القذافي والذي أيضاً ادعى تعذيبه على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية في بانكوك بتايلاند، قام بلحاج بقتال خليفة حفتار عندما أراد السيطرة على مطار طرابلس. طالب بلحاج بعزل حفتار ووافق المجلس الانتقالي. لايوجد ثوار عسكريون في مصر لإنقاذ الثورة حيث أزاحت القيادات العسكرية مبارك ثم سيطروا بأنفسهم! المصريون الآن ضد المجلس العسكري ولكن المجلس يكسر رؤوسهم بحجة الاستقرار! المشير حسين طنطاوي هو نسخة جديدة من أوغسطو بينوشيه – دكتاتور تشيلي- في القاهرة، والاختيار الأمريكي لرئاسة مصر هو أحمد شفيق! أثناء الصراع الكوسوفي الصربي صرح السيناتور الأمريكي جون ماكين للصحفيين بما نصه: "نحن (الولايات المتحدة) قوة عظمى؛ نحن لا يمكن أن نخسر!" الولايات المتحدة لايمكن أن تخسر في مصر أيضاً. إنها تمسك زمام المجلس العسكري والمجلس العسكري يمسك بزمام الثورة.

……………………..

(*)أستاذ متقاعد