لا نؤاخذكم على الاختلاف في الرأي
ولكن نؤاخذكم على الإشتطاط فيه
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان
أعزائي القراء
عاش الشعب السوري في حالة تغييب كامل عن الديموقراطيه لنصف قرن تخللها فترات قصيره ذاق خلالها الشعب السوري طعمها تطوراً إقتصادياً وحرية وتكافؤاً للفرص, ولولا قيام شخصيات سوريه لا نملك اليوم إلاّ ان نترحم عليها بزج اتباعهم في الجيش بغية تسييسه وتغليب عقيدتهم الحزبيه على عقيدة الجيش العسكريه..لكنا اليوم إحدى الركائز الإقتصاديه والسياسيه والعسكريه الهامه على إمتداد المنطقه التي أصطلح على تسميتها بالشرق الأوسط.وبإمكانكم وضع ثلاث خطوط على كلمة ركائز وعلى مسؤوليتي
في خمسينات القرن الماضي كانت كافة التيارات السياسيه المتواجده على الخريطه السوريه تتمتع بكامل حريتها في العمل على ترويج مبادئها وبرامج عملها ضمن مخطط وطني واضح سواءاً كان على مستوى القطري او العربي والإسلامي اوالإقليمي ,مع حزب شيوعي كان له توجه أممي . جميع هذه الأحزاب لم يكن يزيد عددها عن أصابع الكف الواحده وكان لكل حزب جريده او جريدتان تنطق بإسمه ,فحزب الشعب كانت أراؤه ممثلة بجريدة النذير مديرها المسؤول الأستاذ أحمد قنبر والحزب الوطني ممثلاً بجريدة الوطن,وحزب البعث ممثلاً بجريدة الرأي العام ومديرها المسؤول الأستاذ احمد عسه وجريدة النور تمثل الحزب الشيوعي والمنار والشهاب تمثل جماعة الإخوان المسلمين وأعتقد أن الأستاذ عصام العطار كان مديراً لتحرير إحداها ,أما المستقلين فكان يمثلهم الأستاذ نصوح بابيل في جريدة الأيام.. أما الإذاعه السوريه فهي ملك الشعب كله وليست ملكاً للحكومه ..أعزائي القراء اردت بهذا السرد المختصر ان أصل بكم إلى النتيجه التاليه:الإختلاف في الرأي وبرامج العمل هو المكون الرئيسي لمنهج الديموقراطيه..ولولا هذه التعدديه لتحول هذا المنهج إلى الديكتاتوريه..من الطبيعي ان الديموقراطيه تسمح لكل مواطن سواءاً كان منتمياً لحزب أو جماعه أو كان مستقلاً ان يبدي برأيه ويشارك بأحداث وطنه ,ولكن كل شيئ كان بقدر,فاصحاب الإنتماءات الحزبيه كانت جرائدهم تكفيهم قناعاتهم وإستفساراتهم والمستقلين لديهم إذاعة وطنيه وصحف يوميه ,فالنقاش والإختلافات والقناعات كانت محصوره في مجالها الضيق وكان الحسم فيها اكثرة سهولة مما عليه اليوم.
أعزائي القراء
لا أنكر ان تقدم وسائل الإتصالات والإنترنت جعل اليوم من كل سوري جريدة قائمه بذاتها,بل أكثر من ذلك تحول المواطن الى صحفي وقناة تلفزيونيه لا تستطيع كبريات المؤسسات الإعلاميه الوصول الى مكان الحدث كما يفعل الشاب بجهازه النقال وخاصة في بلد مثل سوريا تصبح وسيلة نقل أحداث المظاهرات وكشف مجازر النظام جرماً يكلف المواطن حياته.وإذا أضفنا الى هذه المأساة وجود اربعة ملايين سوري خارج الوطن وهدفها جميعاً إزالة هذا النظام الهمجي الفاسد غالبيتهم العظمى مثقفه وليست منظمه في قوالب حزبيه دقيقه الا فيما ندر وتستعمل وسائل الإنترنت والأقنيه الفضائيه للتعبير عن أرائها في ثورة الشعب والإرهاصات المتولده عن تشكيل مجالس وطنيه تضم نشطاء الداخل والخارج معاً. إضافة إلى دخول مخابرات النظام على خط المزايدات ..لعلمنا تماماً الفرق الواضح بين إسلوب حل الخلافات في
الخمسينات عنه في ايامنا هذه
إخوتي وأخواتي
لا شك أن الماضي قد تغير ولكن مبادئ الديموقراطيه لاتتغير,ولكن أيضاً إلغاء التجارب الناجحه في حياتنا هي خسارة كبرى ثمنها باهظ جداً ولايستفيد منها الاّ النظام القمعي المتربص بالشعب السوري بكل إنتماءاته..ومن هذا المنطلق اعود بكم الى عنوان مقالتي
لا نؤاخذكم على الإختلاف في الرأي ولكن نؤاخذكم على الإشتطاط فيه..تختلفون؟ نعم للإختلاف.. تنصحون بالكلمة طيبه؟ نعم للنصيحه ..ولكن مشاركة مئات الألوف على إذكاء الإختلاف؟ فهذا مرفوض ولايؤدي إلى نتيجه..نصيحتي لإخوتي واخواتي وانا أعرف معظمهم بنياتهم الطيبه..اعطوا فرصه للعاملين ..ومن ينصح بكلمة صادقه فلابأس..ثم طالبوهم بعد فترة كافيه بكشف حساب.
إخوتي وأخواتي هدفنا الأول اليوم هو إسقاط نظام القتل والرعب والفساد والخيانه..وبعد ذلك أهلاً وسهلاً بالاختلاف لمصلحة الوطن.
مع تحياتي