قبل طلب الحماية الدولية وبعدها من الشعب الثائر في سورية
قبل طلب الحماية الدولية وبعدها
من الشعب الثائر في سورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
ويستمر القتل المنظم والعشوائي , وتخريب الممتلكات الخاصة والتعذيب البربري والمغولي , ضد شعب أعزل مسالم ينادي فقط بحقوقه , يطلب فقط الحق في الحياة , لاعبداً مملوكاً ولم يبع نفسه لأحد , وحتى القوانين الدولية الحديثية منعت الرق منعاً باتاً في العالم , ومع منع هذه القوانين أضحت ممارستها ضد الانسانية
بينما تبيح القوانين الأممية الحالية عملية الرق الشاملة لشعب سوري كامل
خرجت الجامعة العربية علينا بالقول , لن نسمح بتدخل دولي في الشأن السوري
أضيف إلى ذلك الدولة الجارة والمسلمة تركيا لتقول نفس العبارة , واليوم وقبله روسيا الداعمة الاستراتيجية لسوريا تقول لايمكن السماح لتدخل دولي في سورية ومنع آلة القتل عن الاستمرار
ثم أحزاب المعارضة وأبواقعا في وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والمكتوبة , لتعزف نفس النغمة المزعجة , وينضم إليها في نغماتها تلك ,ممن يعتبرون أنفسهم حاملي لواء الاسلام ويقولون هذه الدعوة خيانة لله ولرسوله وللوطن
وانعقدت وتنعقد المؤتمرات وتشكيل هيئات ومجالس وتحالفات والتعهد بالدعم المادي واللوجستي للثوار في الداخل والخارج وكلها متفقة لتطل علينا في البند الأول نرفض الحماية الدولية , والمجرمون من عصابات القتل في الداخل وطالبي الدعم الايراني والروسي والعراقي واللبناني وما خفي كان أعظم , هذا الدعم وطلب الحماية الدولية جائز , لقتل شعب بالكامل واستمراره تحت رق هذه العصابات الأسدية ومواليها في سورية جائز ومشروع
لعل الشعب السوري شعب قادم من كوكب آخر , لاينتمي لفصيلة اسمها الانسان , مخلوقات مخيفة مرعبة , لايحق لها أن تطلب المساعدة من أحد , هو شعب معد فقط للذبح والقتل والتعذيب يباع ويشترى يقتل يدفن في مقابر جماعية وهم أحياء لايهم , يجب السيطرة عليه , إنه شعب من الرقيق خرج عن طاعة سيده , وإن نطق بكلمة أغيثونا من القتل والتعذيب والتهجير وبيع أعضاء المعتقلين
فهذه خيانة عظمى وخروج عن القانون الدولي والبشري والقومي والإسلامي وميثاق الدول وميثاق الجامعة العربية وميثاق المعارضة بشتى أشكالها خوفاً على مس شعور عصابات الاجرام في سورية
والسؤال هنا والذي يفرض نفسه
هل أن الشعب الذي يقتل في هذه الصورة البشعة من حرب شنت عليه من قبل مجرمين وقتلة وبمختلف الأسلحة وهو لايمتلك مايمكنه للدفاع عن نفسه , وإن طلب المساعدة من البشر يكون ذلك حرام عليه ؟
إن كانت كل التصنيفات التي قدمت أعلاه ترانا من البشر , فطلب الشعب السوري الجريح المساعدة والحماية منه عمل مشروع ولا لبس فيه , أما إن كان الشعب السوري والذي يعامل معاملة الرقيق لاينتمي للبشر ويعتبرون بنظرهم غزاة من كوكب أخر فطلبهم هذا مرفوض حتماً
يقارنون ذلك في ليبيا وعدد القتلى فيها نتيجة التدخل العسكري , بينما في سورية حرب مستمرة على شعبها منذ أربعة عقود ذهب ضحيتها مئات الآلاف واليوم إبادة جماعية يتعرض لها هذا الشعب , ولم أسمع في معركة في ليبيا قتل فيها بيوم واحد خمسين شخصاً مع استخدام كافة أنواع الأسلحة من الطرفين , وكل من يقول أن عدد الشهداء في سورية خلال الثورة يمكن احصاؤه بعدد قليل من الآلاف ثلاثة أو أربعة فهو واهم
عندما تتكشف الحقائق سيقف العالم عاجزاً عن تصوير الجرائم المرتكبة بحق هذا الشعب الغازي والقادم من الفضاء من قبل العالم الداعمين لهذه العصابات , وسينسى بعدها أشد مجرمي البشر فتكا بشعوبهم وسيصبح بشار وأبوه مضرب المثل في الاجرام وسيحدد العالم تاريخ الاجرام الحكومي ماقبل حافظ وخلفه قاتلهم الله وما بعده
الخلاصة من كلامي هذا يحق لهذا الشعب السوري اتباع كل وسيلة تخفف عن عاتقه وتزيل هؤلاء القتلة عن وجه الكرة الأرضية , ولن يأسف عليه إلا من هم على شاكلته , وليس امامنا إلا:
1- تعزيز ودعم حركة الجيش الحر وانضمام كل من يجد في نفسه القدرة تحت لوائه وطلب الدعم له من كل الجهات الممكنة , وبداية تحرير البلاد والضرب بقوة وأن يكون هدف هذا الجيش وهو الواجب عليه أن يضعه في حسابه واستراتيجيته , أن لامنقذ للبلاد من هذه العصابات ومواليها وداعميها إلا هو , وأن يبدأ بتنظيم الصفوف واستقبال المتطوعين لتشكيل جيش التحرير
2- التركيز على طلب الحماية الدولية وعدم الخجل من طلب التدخل العسكري فهي المادة الوحيدة والتي ترعب هؤلاء المجرمون والقتلة
3- استمرار المظاهرات والتمرد السلمي واستخدام كل وسيلة لتحطيم معنويات العدو المحتل وكسب التعاطف الدولي والانساني
4- كل من يقف ضد هذه التوجهات على الثوار أن يركنوه في القائمة السوداء
5- شبع الشهداء وارتوت دماؤهم من الشعارات البراقة والتي لم تفض إلا لمزيد من الدماء ولم يبق في سورية شبر واحد الا وارتوى بدماء الأبرياء , وحتى الأرض كلها وما فيها من ماء وحجر وتراب وشجر وحيوانات , إلا وضجرت من كثرة القتل والفتك والتعذيب والتشريد بهذا الشعب المسكين والذي تمرد على مسكنته ليحصل على حقه في الحياة
6- أبعد كل هذا تستنكرون علينا طلب العون من الغير ؟