"الفيتو" الأمريكي وكيفية الرد عليه
"الفيتو" الأمريكي وكيفية الرد عليه
شاكر فريد حسن
ما من شك ان "الفيتو" الذي استخدمته الادارة الامريكية في مجلس الأمن ، بهدف افشال المشروع الفلسطيني الساعي الى وقف الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة، ليس مفاجئاً لنا وليس بجديد علينا نحن الذين نعرف جيداً سياسة امريكا، التي لا تتورع عن استخدام حق النقض "الفيتو" حين يتعلق الأمر بالكيان الاسرائيلي ، حارس مصالحها في منطقة الشرق الاوسط، ومثل هذا الفيتو جرى التصدي له في السابق مرات ومرات.
ولا جدال ان الادارة الامريكية تدعم وتؤيد الموقف والتصور الاسرائيلي وتعمل على تحقيقه بتنسيق غير معلن مع الرجعيات العربية ، لاجل ابقاء المستوطنات وتوسيع الاستيطان في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة. وكل ذلك يصب في مجرى الطاحونة الواحدة ، وهو تصفية القضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه باقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني.
فقد بات واضحاً ان تحقيق الاهداف الامبريالية لا يمكن ان يتم الا من خلال تعميق الانقسام والانشقاق على الساحة الفلسطينية، وضرب الوحدة الوطنية والميدانية الفلسطينية، ونسف العلاقات مع حركات المقاومة وقوى المعارضة والرفض في العالم العربي، كونها تشكل بمجملها، حجر الزاوية في استمرار الصمود ومواجهة الموآمرات والتحديات الراهنة.
في هذه المرحلة، ورداً على الفيتو الامريكي الذي اثار غضب المسؤولين في السلطة الفلسطينية ،فان جماهير الشعب الفلسطيني مطالبة بوعي مخاطر الانقسام والانشقاق والانحراف التي تحيط بها، ومحاولات تكريس الانشقاق في الشارع الفلسطيني ،وعمليات التجزئة والفصل بين اطراف الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة)، والعمل عاجلاً وسريعاً على تحقيق المصالحة الوطنية واعادة بناء البيت الفلسطيني ومؤسسات م ت ف، والتمسك بالخيار الفلسطيني والثوابت الوطنية التي نصت عليها مقررات المجالس الوطنية ، ووقف المفاوضات السلمية والسياسية . فدماء الشهداء الزكية وتضحيات شعبنا وآلامه لا يجوز ان تذهب هدراً ، والطريق الوحيد لتجاوز الخلافات والخصومات السياسية بين "حماس" و"فتح" هو الحوار الهادف والمسؤول، الذي يلبي الطموحات الفلسطينية بالتحرر والاستقلال الوطني.
ان ثقتنا كبيرة بقدرة شعبنا الفلسطيني وطلائعه الوطنية التقدمية وفصائله المتعددة المذاهب الفكرية والأطياف السياسية ، على تجاوز المحنة الحالية وتلك المخاطر التي زجت بها الثورة الفلسطينية، فهذا الشعب الذي واجه الاحتلال وتصدى لمخططاته، وتمرّس في النضال والمقاومة والانتفاضات الشعبية ، وقدّم آلاف الشهداء والمعتقلين لحماية منجزاته وصيانة قراره الوطني المستقل، هذا الشعب لن يسمح بالتفريط وتجاوز الخطوط الحمراء في الساحة الفلسطينية ، وهو ما زال يختزن الطاقات الخلاّقة والمتجددة لدحر المؤامرات وصون مسيرته النضالية المظفرة.
ان المهام الرئيسية الملقاة على عاتق جميع فصائل ومؤسسات الشعب الفلسطيني، تتمثل بالنضال الجاد لاستعادة وحدة م ت ف على اساس وطني وكفاحي، لتفويت الفرصة على المتربصين من اعداء الشعب الفلسطيني، وفي سبيل حماية مسيرته الكفاحية وصيانة مكتسبات ثورته الماجدة ، فهذه الخطوات هي من اهم امور العمل الفلسطيني لكنس الاحتلال وانجاز الطموحات والغايات التي يصبو اليها. والسؤال في النهاية : هل يتعظ المراهنون على الحصان الاوبامي الامريكي؟!