وطن يتراقص على حافة الهاوية
ثامر سباعنه
سجن مجدو - فلسطين
الشرق الأوسط ينتفض و شعوب العالم العربي تتحرك معلنة ميلاد تاريخ جديد للمنطقة ، ولعله شرق أوسط جديد غير الذي ارادته امريكا ( نسأل الله ذلك)، وفي زحمة الأخبار والتقارير الاعلامية والمستجدات على الأرض في معظم الدول العربية ، تقف فلسطين على استحياء تتابع ما يجري ، وترقب المستقبل بأمل وخوف ، امل بان يكون هذا التغيير هو لمصلحة قضية فلسطين وخطوة في سبيل تحريرها وعودتها الى شعبها وامتها ، وخوف ان تضيع هذه الثورات وتسرقها قوى الظلم والاستعباد بحجة الحفاظ على الديمقراطيه المزعومه لتعود قضية فلسطين الى ادراج الحكام والقاده .
ان ما تمر به فلسطين من واقع قد يكون الاصعب عليها وعلى شعبها منذ الاحتلال الصهيوني ، فعامي 1948 و 1967م كان العدو واضح وجلي للجميع ووقف الشعب الفلسطيني يدا واحده لدفع الضرر وحماية الوطن ، ضاعت الارض لكن القضية بقيت حية في قلوب اهلها ، تمسك الشعب كله بحقه في ارضه وحقه في الانتصار لقضيته بشتى الطرق والسُبل المتاحه له. لن اكتب سردا تاريخيا عن قضية فلسطين وما مرت به لكن سأكتب عن ماتمر به ويمر به الشعب الفلسطيني الآن من محنه والم .
العدو الصهيوني سيطر على الارض وشرع ببناء المستوطنات التي نهشت جسد الضفه الغربية ، لحول ارض الضقة الى جزر صغيره تفرقها المستوطنات ، اما مدينه القدس واقصاها الاسير ، فهي الان تتعرض لتهويد شمل جميع الجوانب فسكان المدينة العرب المسلمين يُرحلون بل وتسجب هوياتهم لافراغ المدينة من السكان المسلمين ، والبيوت تهدم وتدمر ليبنى مكانها بيوت للمستوطنين او حتى متزهات لليهود، والاقصى الشريف لايمر عليه يوم الا وتتعرض مكانته الدينيه لانتهاك ، كان آخرها توزيع صورة القبة المشرفه وقد ارتفع عليها علم الكيان الاسرائيلي.
ان الجرح الاعمق الذي تعانيه فلسطين الان ليس الاحتلال الصهيوني...انما الجرح الذي صنعه الاخ الفلسطيني والابن الفلسطيني!! فما لم يكن احد يحلم به في يوم من الايام حصل بل كان ولا زال كابوسا مزعجا للجميع .. فأبناء فلسطين اقتتلوا وسالت دماؤهم بفعل ايديهم هم .. لن نبحث عن السبب والمسبب والمسؤول فالكل مسؤول عن ما جرى ويجري ... الكل يحمل الذنب بطريقه او بأُخرى .. حتى الشعب والمواطن العادي يطاله ذنب لأنه صامت، انقسم الوطن وضاع بين ضفة وغزة بعد ان قُسم سابقا ارض 1948 و ارض 1967 . وقد يُقسم غدا الى جنين ونابلس ورام الله وغزة وخانيونس و و و و و و و . وفي كل ارضٍ منها وطن جديد مستقل!!
فلسطين الان اصبحت وطن يتراقص على حافة الهاوية ، تكاد ان تسقط بها ، تنتظر ان تمد لها اليد التي تعيدها وتبعدها عن تلك الهاويه ولن تأتي هذه اليد من غريب .. فلابد لابناء هذا الوطن ان يكونوا جسدا واحدا يقدم يده للوطن لفلسطين لكي تنهض من جديد .. خاصة ان الوضع العربي الجديد والتغيرات التي تحدث في المنطقه قد يكون لها الاثر الايجابي على قضية فلسطين ، لكن لن يحدث هذا التغيير حتى ينتهى الانقسام.
يا شعب فلسطين أحبوا بعضكم قبل أن تنقرضوا ... أحبوا بعضكم قبل يخسر الجميع ويربح العدو ... أحبوا بعضكم واعملوا لاجل الوطن الذي احبكم .
أحبوا بعضكم ليحبكم الله.