فضيحة جديدة وبأسلوب جديد يرتكبها النظام المصري
فضيحة جديدة
وبأسلوب جديد يرتكبها النظام المصري
م. هشام نجار
najjarh1.maktoobblog.com
أعزائي القراء
مشهد جديد وبإسلوب جديد في إهانة
الإنسان وتجريده من حقوقه وبطريقة مبتكره تم منذ ايام وعلى مرأى من العالم كه ومسجل
بالصوت والصوره في جامعة مصرية عريقه هي الأزهر وفي مدينة مصرية شامخه هي الزقازيق
, ابطالها شخصيه بخمس نجوم برتبة وزير داخليه وضباط وافراد من جماعته.
اعزائي القراء
الشعوب العربيه الصابره صارت متعودة
اليوم على شعار" الشرطه في خدمة الشعب", فكلما صادفها هذا الشعار معلق على واجهة
مخفر للشرطه قادهم حدسهم وهم محقون فيه إلى وجود مجموعة من الأبرياء داخل هذا
البناء تهان كرامتهم وتسلب حقوقهم ويُجبرون على التوقيع على إفادات لم ينطقوا بها...ولكن
اعزائي الأفاضل ان يضيف النظام المصري إلى شعاره الشهير الشرطة في خدمة الشعب
شعاراً مخيفاً جديداً هو "سيارات الإسعاف في خدمة الشعب ".فهذا يعني مأساة جديده
واسلوب إهانات جديد لم تمرعلى الإنسانية مثيلاً له منذ عهد آدم.
إخوتي واخواتي
قبل أن أسترسل معكم في موضوع الممرض
وسائق سيارة الإسعاف الذي فقد إنسانيته ونسي واجبه وإمتنع عن نقل الطالبه التي
أُعتدى عليها في جامعة الأزهر من قبل جماعة "الشرطه في خدمة الشعب" بناءاً على
آوامر من ضابط شرطه فقد إنسانيته أيضاً كزميله ,إسمحوا لي ان اقص عليكم حكايتي مع
الإسعاف في الولايات المتحده
اعزائي القراء
منذ سنوات وفي شهر رمضان المبارك وبعد
ان افطرنا وصلينا المغرب جلست على مقعد اتصفح جريده, وماهي الا دقائق حتى شعرت
بألمٍ في صدري بدأ خفيفاً فتجاهلته وصرت أنشغل عنه بقراءة اي خبر دون إستيعابه ,حيث
بدأ فكري ينشغل في موضوع الألم أخذاً خطاً تصاعدياً لم اعد أستحمله ,فصرت أشعر كأن
فيلاً يطأ قدمه على صدري, وبدأت بالصراخ فتجمعت العائله حولي وطلبوا الإسعاف فوراَ
.
وماهي الا أربع دقائق حتى وصلت سيارة
اول الفدائيين وكانت سيارة
إطفاء حيث الإطفائي مؤهل تأهيلاً
عالياً لكل حالات الطوارئ الإنسانيه إضافة لمكافحته للنيران..ثم تبعتها فوراً سيارة
إسعاف منطلقة من مستشفى قريب من بيتنا ثم لحقت بها سيارة إسعاف أخرى من مستشفى
ثانٍ ووصلت معها سيارة دورية شرطه ليست من "جماعة الشرطه في خدمة الشعب
طبعاً".الجميع شملني بعنايته بعد عناية الله سبحانه وتعالى وخففوا عني كثيراً من
الآلام ثم نقلوني إلى إحدى سيارات الأسعاف بإتجاه المستشفى وجلس بجانبي ممرض اكمل
مهمة العنايه داخل سيارة الإسعاف..والتفت الى زوجتي قائلاَ :لن اترك مستر نجار الا
بعد ان اطمئن على حالته. وهي مهمه خارجه عن وظيفته ولكنها صفة إنسانيه لمن نذر نفسه
لهذه المهمه الفدائيه.وتماثلت للشفاء والحمد لله بعد وضع ماسوره شبكيه في احد
الأورده..ايها الأعزاء القضيه ليست قضية دول متقدمه وأخرى متأخره ..القضيه قضية
سلوك إنساني وتفاني لإنقاذ انسان ...القضية ليست قضية مصر وقضية امريكا ... القضيه
تُمَثل الفرق الأخلاقي وليس التكنولوجي بين إنسان تافه على كتفه (دبورتان) فقد
شخصيته وكيانه ومعه رجل اسعاف اتفه منه ينصاع له ولتعليمات نظامه حتى في القضايا
الإنسانيه تاركاً شابة في سيارة إسعاف يمكن ان تفقد حياتها في أي لحظه وهو يتفرج
عليها بلا آدميه,بينما واجبه ان يسابق الريح ليضع الإنسانه أمانة بين يدي الطبيب...
وبين ممرض امريكي لا يسمح الا لضميره وإنسانيته وواجبه المسلكي بالتحكم في عمله .
القضيه ايها الإخوه والأخوات قضية
نظام تافه يسّخر كل وسائل الفساد والإفساد من اجل هاجسه الأمني... القضيه قضية
إستهتار بالإنسان وحقوقه...القضيه هي قضية صراع بين نظام يريد ان يُسخّر شعبه
عبيداً لديكتاتورته وشعب يريد حريته وإنسانيته
قرائي الأعزاء
في خضم هذه المأساة الغير مسبوقه. هناك
ومضة مضيئه يجب ان نتوقف عندها. وهي تلك الشابة الجريئه والتي حملت هاتفها النقال
ومضت تنقل لنا بالصوت والصوره وقائع هذه المأساة فقامت بدورها كأفضل صحفية . ولو
كنتُ يابنتي نقيباً للصحفيين لقلدتك وسام الجرأة الصحفيه من الدرجة المتازه .فلك
يابنتي يعود الفضل بوصول المأساة الينا وفي ثوان معدوده ونحن في امريكا على بعد
إثنا عشر الف ميل من مكان المأساة. بل احب ان اقول لكِ اكثر من ذلك ,فلقد وصل خبر
المأساة بفضلك الى الصحف المحليه عندنا, حتى ان إحداها نشرت تعليقاً هزأت نظام
مبارك على هذه الفضيحه الغير مسبوقه مع صورة كاريكاتوريه لسيارة إسعاف مكتوب عليها
"سجن مؤقت " في داخل السياره جهاز إنعاش أستعيض عن انبوبة الأوكسجين بإنبوبة اول
اكسيد الكربون السام.
وختاماً اقول ايها الشابات والشباب في
عالمنا العربي بإمكانياتكم المتواضعه تستطيعون مجاراة كل صحفيي العالم بل لديكم
القدره لسبقهم في كشف مخالفات حكامكم لحقوق الإنسان...لأنكم اصحاب قضيه
مع تحياتي.