حرمة الأموات من كرامة الأحياء

حرمة الأموات من كرامة الأحياء

والدولة الصهيونية ! لم ترحم حتى الأموات

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

إن الله تعالى جعل حرمة المسلم من أكبر الحُرمات ، و أوجب صونها على المسلمين و المسلمات ، و هذا ما فهمه السلف قبل الخلف ؛ فقد روى ابن حبان و الترمذي بإسنادٍ حسن أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نظر يوماً إلى الكعبة فقال : ( ما أعظمَكِ و أعظمَ حُرمتِكِ ! و المؤمنُ أعظم حُرْمةً مِنْكِ ) .

و حرمة المسلم غير مقيدة بحياته ، بل هي باقية في الحياة و بعد الممات و يجب صونها و الذب عنها في كلّ حال ، و على كلّ حال .

روى البخاري أن عبد الله بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما شهد جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها بِسَرِفَ فَقَالَ : ( هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلا تُزَعْزِعُوهَا وَ لا تُزَلْزِلُوهَا و ارْفُقُوا ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله [ كما في فتح الباري : 9 / 113 ] : يُستفاد من هذا الحديث أنَّ حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته ، و فيه حديث ( كسْرُ عَظْمِ المؤمن ميْتاً كَكَسرِهِ حياً ) أخرجه أبو داود و ابن ماجه و صححه ابن حبان .

قلت : هذا الحديث حسَّن الجلال السيوطي في الجامع الصغير إسناده عن أم سلمة رضي الله عنها ، و ليس كما قال ، و سكت عن بيان درجة إسناده عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، و هو إسناد صحيح ، فتنبه .

و من المعلوم أن نصوص الشريعة جاءت بتحريم سب المسلم على الإطلاق و لم تفرِّق في النهي بين الأحياء و الأموات ، و شددت في الوعيد لمن سبَّ مسلماً و من ذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ ) رواه الشيخان و غيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن حجر : ( في الحديث تعظيم حق المسلم ، و الحكم على من سبه بغير حق بالفسق ) .

و روى مسلم في صحيحه و أبو داود و الترمذي كل في سننه ، و أحمد في مسنده ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : ( المستبان ما قالا فعلى البادئ ، ما لم يعتد المظلوم ) .

أي أنَّ إثم ما يقع من سباب المتسابَّيْن ينوء به الأول ، لأنه المتعدِّي ، و المتسبب في الإثم فيبوء به كلُّه ، إلا إن تطاول المنافح عن نفسه فزاد في الانتصار لنفسه عن القدر المشروع في دفع الظلم ، فيلحقه حينئذٍ إثم الزيادة و التعدي ، كما نص على ذلك الإمام النووي رحمه الله و غيره من شراح الحديث .

و هذه النصوص و غيرها تراعي حرمة المسلم دون تفريق بين حال حياته ، و ما بعد مماته ، و يستفاد منها مجتمعة أن سبَّ المسلم على العموم كبيرة مفسّقة .

فإذا أضيف إليها ما جاء في النهي عن سبِّ الأموات على الخصوص ، صار التحريم آكَد و النهي أبلغ .

روى البخاري و النسائي و أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا ) ، و قد بوَّب البخاري على هذه الحديث في الصحيح ، فقال : ( باب ما ينهى من سبِّ الأموات ) .

و علَّل بعض أهل العلم النهي عن سبِّ الأموات بما يلحق الأحياء بسببه من الأذى الذي لا يبلُغ الميت بحال .

قال ابن حبان في صحيحه : ذكر البعض من العلة التي من أجلها نهى عن سب الأموات ، ثم روى بإسناده إلى زياد بن علاقة أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ) [ صحيح ابن حبان : 3022 ] .

وفي مقابل هذه النماذج الإنسانية الدامغة التي تحرم على المسلم سب الموتى عموما حتى لو مانوا على غير ملتهم ...مقابل ذلك تقدم الحكومة الصهيونية كل يوم بالاعتداء ليس بالسب فحسب على موتانا بل بتجريف مقابرهم وكان آخرها الاعتداء الآثم على مقبرة مأمن الله التي تحوي رفات أكثر من 70 ألف من الصحابة والتابعين والمجاهدين ...فمع بزوغ فجر رمضان المبارك قامت جهات إسرائيلية يوم الثلاثاء 15 آب الحالي بطمّ الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة المحاذي لرواق المسجد الأقصى وسور القدس التاريخي من الجهة الشرقية ، تمهيدا لتحضير المقبرة الاسلامية الشهيرة، والتي تحتوي على رفات عدد من صحابة رسول الله صلوات الله عليه وعليهم وسلامه ، إضافة إلى قبور آلاف الفلسطينيين المقدسيين ،( وكانت الجهات الرسمية الإسرائيلية قد جرفت مقبرة – مأمن الله في القدس الغربية ، وهي تحتوي أيضاً على رفات عدد من الصحابة رضوان الله عليهم ، الذين شاركوا في الفتح الإسلامي للقدس ، وتم استعمال المقبرة لبناء فندق سياحي ، وموقف سيارات ، وشوارع ، وبيت الصحافة الإسرائيلي – بيت أجرون –، إضافة إلى حديقة عامة يرتادها الشاذون جنسيا والمومسات. وتجريف المقابر الاسلامية من قبل السلطات الإسرائيلية لم يقتصر على مقابر القدس فقط ، وان كانت عملية دثر وطمّ مقبرة باب الرحمة هي العملية الأولى التي تجري في مقابر عربية إسلامية في الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 ، فقد سبق ذلك تجريف مئات المقابر الاسلامية في مئات القرى والمدن الفلسطينية العربية التي تم تدميرها داخل دولة إسرائيل، إضافة إلى تدمير مئات المساجد، وانتهاك حرمات وقدسية ما تبقى منها من خلال استعمالها كحظائر للأبقار والخيول .. وغيرها من الأمور التي تغضب وجه الله. .

ومما يدل أن تدمير مقابر المسلمين سياسة رسمية إسرائيلية هو قيام الشرطة الإسرائيلية باحتجاز المقدسيين الفلسطينيين الذين تجمعوا عند الجزء المعتدى عليه من مقبرة باب الرحمة، في محاولة منهم لحماية قبور آبائهم وأجدادهم وأحبتهم ، والتحقيق مع بعضهم ، في نفس الوقت الذي وفرت فيه الحماية للمعتدين على حرمة المقبرة .

وفي نفس الوقت الذي يتم فيه الاعتداء على مقابر المسلمين ، فإن صيانة المقبرة اليهودية على السفوح الغربية الجنوبية لجبل الزيتون والحفاظ عليها وتزيينها ، وزرع الورود فيها وإضاءتها بطريقة ساحرة لم تتوقف يوماً منذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في حرب حزيران 1967 . وهذا يدلل من جديد أن إسرائيل التي تعامل الفلسطينيين، ومن ضمنهم مواطنوها معاملة تمييزية عنصرية ، تسحب هذه السياسة التمييزية على أموات العرب والمسلمين ، لتؤكد من جديد أن من لا يحترم كرامة وحرمة الأحياء لا يحترم حرمة وكرامة الأموات أيضا. مع أن للمقابر وللأموات حرمات عند جميع الديانات ، وعند جميع الشعوب ، وما كانت إسرائيل لتقدم على هكذا أعمال تمسّ بالمشاعر الدينية والإنسانية ليس للفلسطينيين والعرب والمسلمين فحسب ، بل لجميع البشر ، لولا التخاذل العربي والإسلامي الرسمي ، ولولا سياسة الكيل بمكيالين من قبل الدول الاستخرابية الداعمة لإسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية .

ويلاحظ أن الاعتداء على حرمة وقدسية مقبرة الرحمة ، تزامن مع هدم بيوت في العيسوية وبيت حنينا وهما قريتان من قرى القدس ، إضافة إلى مئات أوامر هدم البيوت في القدس الشرقية ، كما تزامن مع قرار المحكمة العليا الإسرائيلية باخلاء أسرة فلسطينية من بيتها في الشيخ جراح في القدس الشريف .

وتتواصل هذه الأعمال في ظل مواصلة البناء الاستيطاني اليهودي في القدس الشرقية ضمن سياسة تهويد المدينة المقدسة ، وغيرها من مناطق الضفة الغربية التي لم تتوقف يوماً واحداً ، في محاولة من الإسرائيليين لفرض حقائق ووقائع على الأرض، تمنع الوصول إلى أي اتفاق سلام دائم وعادل تحترمه وتحافظ عليه الأجيال القادمة . كما تجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة بجانب دولة إسرائيل ضرباً من ضروب الخيال .

وبما أن القدس الشرقية ببلدتها القديمة الواقعة داخل أسوارها التاريخية تشكل جوهرة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، ولا يمكن تصور قيام دولة فلسطينية بدونها ، فإن السياسة الإسرائيلية المعلنة، والتي يجري تطبيقها عملياً على أرض الواقع ، تقوم على أساس طمس ومحو وإلغاء الوجود العربي الفلسطيني في المدينة ، وذلك من خلال سياسة التطهير العرقي الذي يجري بصمت في القدس ومن خلال منع البناء العربي الفلسطيني في المدينة ، ومن خلال التضييق الهائل على المقدسيين الفلسطينيين، ومن خلال الانفلات الاستيطاني السرطاني في المدينة أيضاً .

وإذا كانت قيادة إسرائيل! وعلى لسان أكثر من مسئول فيها قد صرحت مرات عديدة بأنها تسعى إلى اتفاقات سلام مع السلطة الفلسطينية، للوصول إلى حلول دائمة تتمخض عن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ، تنفيذاً لما يسمى بمبادرة الرئيس بوش الصغير ، فإن كل الحقائق على الأرض تشير إلى أن هذه التصريحات لا تأتي إلا من باب العلاقات العامة في الدبلوماسية ،تخطياً للاصطدام مع سياسات بعض الدول العقلانية التي تتمنى الوصول إلى حلّ للصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام ، وللقضية الفلسطينية بشكل خاص ، لما يمثله استمرار هذا الصراع من تأثيرات سلبية على السلم العالمي ، ويبدو أن فنّ إدارة الصراع والذي يجيده الإسرائيليون بشكل فائق، يأتي تنفيذاً لما قاله اسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بغير لباقة وغير لياقة أثناء مؤتمر مدريد عام 1991 أن إسرائيل ستفاوض العرب عشرات السنين دون أن تعطيهم شيئاً ، فما يجري على الأرض من استيطان ومن بناء جدران التوسع ألاحتلالي التي تخنق التجمعات السكنية الفلسطينية في " كانتونات " محاصرة ومتباعدة ومعزولة عن بعضها البعض ، ومعزولة عن أراضيها الزراعية أيضاً لتبقى نهباً للاستيطان، يثبت أن أكثر ما يمكن أن تعطيه إسرائيل للمفاوض الفلسطيني هو إدارة مدنية على السكان، وليس على الأرض ، مع عمل كل الإمكانيات والضغوطات المعروفة وغير المعروفة لإجبار أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين لترك أراضيهم والرحيل عنها لإغلاق سُبل الحياة أمامهم ، وهذا تنفيذاً لما قاله المنظر الصهيوني وأستاذ وملهم قادة التطرف في إسرائيل جابوتنسكي : " بأنه لا يضير بعض الديمقراطيات وجود أقليات قومية فيها " .

وهنا يأتي التساؤل الكبير وهو: على ماذا يتفاوض المفاوضون الفلسطينيون ؟؟ وماذا حققوا خلال خمسة عشر عاماً منذ قيام السلطة وحتى الآن ؟؟..)

قد يبدو للوهلة الأولى أن الغضب تجاه تجريف المقابر الإسلامية في القدس المحتلة نوع من ترف المواقف وتضخيم في غير محله، على أساس أن الكيان الإسرائيلي المحتل لم يرحم الأحياء وشره لم يترك أحداً، بل هو تفنن في إجرامه تجاه طرد الفلسطينيين من أرضهم من خلال قطعان المستوطنين المسعورة وبعدوانية من الآلة العسكرية الظالمة وبأبلغ مدى في القسوة، كما انه مستمر في تهويد الأرض ولو امتلك القرار لما ترك حجراً على حجر إلا حوله إلى هوده من اجل إقامة الدولة العنصرية على كافة فلسطين...

لذا يأتي تجريف مقابر الأموات وكأنه نزهة في ظل الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية في أكثر من مكان وعلى أكثر من اتجاه، وفي ترد عربي واضح ليس ثمة حاجة إلى تدليل على تهافته في التعامل مع هذا الصلف الصهيوني المتمادي مستثمرا حالة الضعف التي تعاني منها الأطراف المعنية بالتصدي للأطماع الإسرائيلية

قوة الاحتلال وعقيدته تواصل إجرامها وها هي تستأنف ما بدأته من هدم لعشرات المقابر في جنح الظلام من اجل تجريف مقبرة «مأمن الله» في القدس( وهي مقبرة تاريخية تضم رفات الآلاف من الصحابة والتابعين والعلماء، وكانت مساحتها تبلغ 200 دونم لم يتبق منها سوى 20 دونماً ).

بسبب المشاريع الإسرائيلية التي نفذت عليها ، في حين أن جهات الاحتلال تمارس طغيانها، مشيرة إلى أن الهدف من إزالة المقابر هو إقامة «متحف التسامح! بين الأديان»، ويا لها من مفارقة تحمل الكثير من السخرية المؤلمة التي تضرب أوتار القلب بمقامع من حديد في تصرف حاقد يعكس في جانب منه عقيدة صهيونية متمكنة تعيش حالة من الانتعاش والتمادي على حساب التردي والهوان العربي....

بَكى مِن قَهريَ القَهر***وأشفَق مِن فَمي المر

وسال الجمر في نَفسي***فأحرق نَفسه الجمر

فيا أخي في الله في كل أصقاع الأرض أخبرني متى تغضبْ؟؟

((اذا انتهكت محارمنا..

إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ

إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا

إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ؟

إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا

إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى

وظلت قدسنا تُغصبْ

ولم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ؟

عدوي أو عدوك يهتك الأعراض

يعبث في دمي لعباً

وأنت تراقب الملعبْ

إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ؟!

رأيت هناك أهوالاً

رأيت الدم شلالاً

عجائز شيَّعت للموت أطفالاً

رأيت القهر ألواناً وأشكالاً

ولم تغضبْ

فأخبرني متى تغضبْ؟

وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ

تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ

رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب

ولم تغضبْ

فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!

إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى

فلا تتعبْ

فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا

فعش أرنبْ ومُت أرنبْ

ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ

ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ

وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ

ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ

وتغضب عند نقص الملح في الأكل

ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ

ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى

بفأسِ القهر تُنتقضُ

ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!

أم يشتد في أعماقك المرضُ

أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب

أو يشكو ويعترضُ

ومن تخشى؟!

هو الله الذي يُخشى

هو الله الذي يُحيي

هو الله الذي يحمي

وما ترمي إذا ترمي

هو الله الذي يرمي

وأهل الأرض كل الأرض لا والله

ما ضروا ولا نفعوا ، ولا رفعوا ولا خفضوا

فما لاقيته في الله لا تحفِل

إذا سخطوا له ورضوا

ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى

عمالقةً قد انتفضوا

تقول: أرى على مضضٍ

وماذا ينفع المضضُ؟!

أتنهض طفلة العامين غاضبة

وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟((

               

* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.