تحريض ودفاع عن الإخوان المسلمين
محمد هيثم عياش
لا تعتبر دعاوى التحريض على جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر كبرى الحركات الاسلامية في العصر الحديث بجديدة ، فقد حمل لواء التحريض وحاول سحقها طغاة بعض الدول العربية مثل جمال عبد الناصر وحافظ أسد وصدام حسين ومعمر القذافي ومن بعدهم بشار أسد وربما تكون تحريضات الرئيس الراحل أنور السادات أقل تأثيرا وبطشا ، فجمال عبد الناصر خرج من معطف الاخوان ليقود ثورة بيضاء ضد النظام الملكي واستغل اخلاص الاخوان للقضايا الاسلامية وخاصة قضية فلسطين ثم انقلب عليهم وحاول سحقهم في غيابات السجون وتصفية من ساندوه ليحكم مصر بيد من حديد لمدة وصلت الى حوالي 18 عاما وأعلن تهديداته بأنه لن يفرج عن الاخوان حتى يموت فقصمه الله وأخذه أخذ عزيز مقتدر وكذلك فعل حافظ أسد الذي قتل أستاذنا الشهيد مروان حديد وقام بتصفية خيرة شباب سوريا في تدمر وغيره من السجون وأصدر حكما جائرا بإعدام كل من ينتسب الى الاخوان المسلمين فأهلكه الله وكذلك أهلك من قبله من الطعاة ويمهل طغاة آخرين الا أنه تعالى لا يهملهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ليمدَّ للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته . الا أن عدوى العداء للأخوان المسلمين امتدت لتصل الى اوروبا بعيد حوادث 11 ايلول/سبتمبر من عام 2001 ، وقد حذر قائد حلف شمال الاطلسي السابق جون كالفين في آخر مؤتمر صحافي له في عام 1989 من قوة الاخوان المسلمين عندما أعلن بانتهاء الحرب الباردة وانتصار حلف شمال الاطلسي / الناتو/ على حلف وراسو وان الخلاف القديم بين اوروبا والاسلام سيعود من جديد ، كما اشار خلفه الالماني فيلي جلاس في عام 1995 بأن جماعة الاخوان المسلمين تعتبر الخطر الحقيقي على الأمن والسلام الدوليين وأعلن رئيس دائرة المخابرات وحماية الدستور الالمانية السابق هاينتس فريش بأن جماعة الخوان المسلمين أشد خطرا على الامن الاوربي من الالوية الحمراء الايطالية والجيش الاحمر الالماني وذلك في عام 1996 خلال وجود امين رابطة العالم الاسلامي في مدينة بون الشيخ عبد الله التركي الذي كان وقتها وزيرا للاوقاف في المملكة العربية السعودية ، كما أكد وزير الدفاع الروسي السابق سيرجي ايفانوف أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام عام 2003 بأن جماعة الاخوان المسلمين التي خرجت من معطف الحركة السلفية التي يطلق الغرب عليها مع الجهلة / الوهابية / والسلفيين يعتبرون الخطر الحقيقي على العالم وعلى روسيا بالذات لقيامهم بمؤازرة الشيشان المسلمين بتحرير ارضهم من الروس وقيام دولة مستقلة في القوقاز مؤكدا الى ضرورة أن تشمل الحرب ضد منمظمات الارهاب الدولية الحرب ضد الاخوان والوهابيين . وقد جاء في الأثر عن عامر الشعبي انه قال دخلت على الحجاج بن يوسف فقال لي أطرفنا مما سمعت يا شعبي فقلت دخلت مكة المكرمة واذا بعمرو بن سعيد بن العاص الذي يقال له / الأشدق/ يقول ان الحرم لا يعصم فار بجزية وسافك دم ومشاء بنميمة فعجبت لأنه قرن التميمة بسفك الدماء فقال الحجاج ولما العجب فهل تسفك الدماء الا من النميمة ؟ .
كانت هذه تعليقا لأحد الصحافيين المسلمين ردا على افتراءات كاتب الماني يدعى رولف شتولتس من خلال عرضه لكتابه الجديد / الاسلاميون على الراين / - نهر كبير يجري في المانيا وبعض الدول الاوربية - / من خلال ندوة دعت اليها أكاديمية الكاثوليك في العاصمة برلين يوم االخميس من 13 آذار/مارس الحالي أعلن خبير شئون التربية الاجتماعية والكاتب الالماني رولف شتولتس بأن جماعة الاخوان المسلمين تعتبر أساس الحركات الاسلامية المتشددة في عصرنا الحديث ، فتنظيم القاعدة والجهاد في مصر انما خرجت من فكر الاخوان المسلمين علما بأن هذه الجماعة لا تحبذ العنف وتدعو الى مواجهة الحكام بالحكمة والموعظة الحسنة الا انهم على استعداد للمواجهة اذا ما تعرضوا للمواجهة مؤكدا بأن هذا التنظيم اصبح نشاطه ظاهرا بقوة في المانيا وخاصة في المراكز الاسلامية اذ يحاول السيطرة على هذه المراكز من خلال دعمهم لنشاطات المراكز الاسلامية ماليا ومعنويا كما ان الاخوان الذين يقومون بتنظيم ندوات ومؤتمرات اسلامية في هذا البلد وفي بعض الدول الاروبية يدعون قادتهم ومفكريهم للمشاركة في هذه الندوات مؤكدا ان ظاهرة قوة الاخوان بادية للعيان في مجلس المسلمين الاعلى بالرغم من ان أعضاء رئاسته يؤكدون عدم انتمائهم لجماعة الاخوان المسلمين وان هذه الجماعة تستطيع السيطرة على عقول الشباب وبالتالي وراء اعتناق الكثيرين من المسيحيين الاوروبيين الاسلام كما ان تحركاتهم ونشاطاتهم مدعومة من الوهابيين في السعودية محذرا من أن تصبح المانيا خلال فترة زمنية دولة اسلامية كما ان الاخوان هم اول من دعا الى رمي الكيان الصهيوني في البحر مفتريا على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مدعيا بأنه حارب اليهود وقتلهم وأخرجهم من جزيرة العرب مستبعدا أن يكون هناك سلام في منطقة الشرق الاوسط وطالما نه يوجد جماعة تدعى الاخوان المسلمين او السلفيين / الوهابيين / .
الا أن مدير معهد الشرق الالماني للسياسة والدراسات الاسلامية اودو شتاينباخ نفى ادعاءات شتولتس هذا مشيرا بأن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت دعوة اصلاحية وهي تعتبر أم الحركات الاسلامية في العصر الحديث وان جماعة الاخوان المسلمين قامت متأثرة بدعوة الشيخ المذكور والتاريخ الحديث ومنذ قيام هذه الجماعة يؤكد بأن العنف الذي وقع في مصر وسوريا كانت حكومات تلك الدول التي أثارته جراء اعتقالها وتصفيتها لرموز الاخوان كما أن الاحداث التي شهدتها سوريا منذ عام 1978 أثبتت بأن العنف الذي وقع في تلك الدولة كانت حكومة تلك الدولة وراءه مضيفا بأن حركة الاخوان المسلمين تعتبر حركة اصلاحية جاءت لتؤكد للمسلمين بأن الاسلام دين وهوية ووطن وعقيدة مؤكدة حرصها على التعايش السلمين مع لنصارى واليهود الذين يعيشون في البلاد الاسلامية وان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يقاتل اليهود ويخرجهم من الحجاز الا لعدم تقيدهم بالاتفاقيات التي كانت بين الرسول عليه الصلاة والسلام واليهود معلنا بأن نسبة عدد المسلمين في المانيا التي تصل الى 4 او 5 في المائة لا يستطيعون تحويل المانيا بين عشية وضحاها الى دولة اسلامية حاثا الكنيسة الكاثوليكية بحوار جدي مع المسلمين واستبعاد اولئك الذين يثيرون الفتن ضد الاسلام على حد أقولهم .