التحذير من تحالف إسلامي عسكري
في الشرق الأوسط
محمد هيثم عياش
يعتقد بعض خبراء سياسة منطقة الشرق الاوسط والذين يراقبون عن كثب تطورات الوضع في ايران ان الاجراءات الجديدة التي اتخذها مجلس الأمن الدولي الجديدة ضد ايران وتحمل رقم 1803 التي تنص وضع يد المجلس المذكور على أرصاد مالية لايرانيين يقومون بتأمين تقنيات لصالح تطوير برامج بلادهم العلمي اضافة الى ابقاء الاجراءات الاقتصادية السابقة التي اتخذها المجلس ضد ايران استحالة تطبيق هذه القرارات واستبعاد ابداء طهران مرونة تجاه مطالب الدول الاوربية المعنية بالشأن الايراني مثل المانيا وفرنسا ومعهما روسيا والصين ، اذ ان اعطاء مجلس الامن الدولي فرصة لايران تصل الى حوالي 90 يوما وذلك برغبة من جنوب افريقيا وفيتنام لتغيير طهران سياستها والشروع بتعاون مطلق مع منظمة برامج الطاقة لنووية يعني ان هذه الاجراءات الجديدة لن تكون قيد التنفيذ كما ان هذه الاجراءات لن ترى النور وستوضع في احدى طاولات مجلس الامن ومنظمته الدولية المنسية كما أنه اذا ما تم تطبيق هذه الاجراءات فان دول منطقة الخليج العربي لن تدع ايران عرضة للتهلكة نظرا للوازع الديني الذي بدأت ظاهرته قوية في منطقة الخليج العربي وبالتالي تعاطف حكام تلك المنطقة مع ايران ضد الضغوط الدولية بالرغم من خلافاتهم المذهبية مع طهران . هذا ما أشار اليه نائب رئيس شئون السياسة الخارجية في البرلمان الالماني هانس اولريخ كلوسه خلال ندوة صحافية دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية صباح يوم الخميس / 6 آذارا/مارس الحالي / في العاصمة برلين . واعتبر كلوسه ان اي سياسة لعزل ايران سياسيا عن المسرح الدولي او عمل عسكري خاطف تقوم به الولايات المتحدة الامريكية وبعض حلفائها الغربيين ضد طهران سيؤدي الفشل واندلاع اعمال عنف ضد المنشئات والمصالح الغربية في المنطقة وفي الغرب نفسه فتأكيدات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود وتصريحات رئيس وزراء دولة الامارات العربية المتحدة حاكم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في برلين معارضة الخليجيين لاي عمل عسكري ضد ايران يعتبر درسا موجعا لواشنطن وبرلين كما ان وزير الخارجية الصيني فانغ جوانجيا كان قد أوضح بأن هذه الاجراءات تعتبر نظرية فقط ولن تكون واقعية معتقدا أن أي عمل عسكري تقوم به واشنطن وومعها الكيان الصهيوني ضد منشأة منطقة / بوشهر / يعتبر عملا عسكريا ضد روسيا التي ساهمت ببنائه مؤكدا بأن أي حظر تجاري ومالي وعقوبات اخرى فان الغرب سيكون الخاصر وايران الرابحة معلنا بأن المفاوضات الدبلوماسية يجب ان تستمر الا ان على هذه المفاوضات ان تكون سياسية دبلوماسية وعدم ممارسة استعراض عضلات الغرب أمام ايران . الا أن قائد الجيش الالماني السابق ورئيس خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / سابقا كلاوس ناومان رأى بأن الغرب ضعيف امام ايران وانه من الضروري توجيه ضربة عسكرية ضد ايران قبل قيام تحالف اسلامي يشمل ايران وتركيا وسوريا ودول منطقة الخليج العربي في مقدمتهم السعودية التي لا تعتبر اقل خطرا من طهران على الكيان الصهيوني واوروبا مؤكدا ان استمرار المفاوضات الدبلوماسية والحوار السياسي مع ايران لن يكون له فائدة والعمل العسكري سيرغم طهران على التعاون مع منظمة برامج الطاقة النووية وقبول عروض الغرب بالمساعدات التقنية . وأعلن رئيس معهد البحوث الاقتصادية في برلين هانس فيرنر سين ان العفوبات الاقتصادية على ايران ستؤدي الى خسائر للاقتصاد الالماني كاشفا النقاب بأن الاجراءات السابقة ضد تلك الدولة اضرت بالصناعة واتجارة الالمانية والاروبية مع ايران اضافة الى ان تهور الاقتصاد الامريكي يعود الى تلك الاجراءات مؤكدا بأن على الغرب ان يحاور ايران على انها دولة سياسية واقتصادية وعسكرية قوية وليست على انها دولة ضعيفة فقيرة وان الواقعية السياسية أثبتت بأن جميع الاجراءات الاقتصادية التي اتخذت سابقا والتي ستتخذ في المستقبل لن ترغم طهران على الركوع مطالبا الى ضرورة وضع المصالح الاقتصادية مع ايران ضمن اولويات السياسة الغربية تجاه تلك الدولة . واعتبر رئيس معهد الشرق / غير استشراق / الالماني للدراسات السياسية ومقره هامبورج اودو شياينباخ أن أي عمل عسكري تقوم بها اللاويات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني ضد ايران بمثابة انتحار سياسي لواشنطن والكيان الصهيوني مشيرا ان ايران لا تملك اي أسلحة نووية كما انها وان كانت قد قامت بتطوير برامجها العسكري النووي فان ما تملكه منهذه الاسلحة غير قادر على مواجهة الكيان الصهيوني نوويا اذ ان ذلك الكيان يملك ترسانة كبيرة من الاسلحة النووية بالرغم من أنه لا أحد في الغرب يملك الجرأة لمناقشة تطوير الدولة العبرية لبرانجها النووي علميا وعسكريا مطالبا الغرب بالواقعية اذ ان العالم الاسلامي يرى بأن جميع الضغوط ضد ايران يعتبر ضعوطا عليه كما ان الدول العربية وخاصة دول منطقة الخليج ترى بأن استهداف ايران يعتبر استهدافا لها على حد آرائهم .