طائر السنونو وأمي وزوجتي
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
تنفطر قلوب الأمهات جميعهن , عندما يفتقدن أحدا من ذرياتهن , مما فطر الله عليه قلب الأم من حنان تجاه أبنائها
في حديث خاص مع زوجتي على الإنتريت , وسؤالي لها عن حالها وحال البنين والبنات , وبعد الحمد لله والشكر له على أي حال كان
أردت جلبها بالحديث لطرف آخر فيه نوع من الإبتسامة الغامضة مستفسرا منها الإطمئنان عن حماتي وحماتها
فقالت ساعدهن الله وكل أملهما في الدنيا لقياك قبل الرحيل والذي لاعودة منه أبدا
ثم قالت زرت حماتي البارحة وكان حزينة ومقهورة جدا
فقلت لها :ماذا جرى لك يامرأة عمي
قالت حزينة على عش السنونو
سألتها وما حل به قالت :
بعد أن صبغ الأولاد البيت تشتت الفراخ الصغار وهاهما يقفان فوق العش وينظران إليه بحزن وانكسار عميق ويتساءلان
أين ذهب أولادنا
فنظرت إليهما بحزن عميق وقلت لهما لقد فقدتما أولادكما كما فقدت أولادي وذريتي من قبل ,ولكن مازال معك زوجك , بينما أنا لم يبق معي أحدا
وهطلت الدموع من عينيها وتبعتها زوجتي والحال من بعضه , فتلك فقدت الزوج والأولاد, وزوجتي لازالت تنتظر لقاء الزوج منذ أكثر من سبع سنوات
وفي اليوم التالي زارت الكنة حماتها ورأتها مستبشرة فرحة والسرور يعلو وجهها
فقالت لها مالذي حصل أراك اليوم فرحة جدا
قالت لقد عاد فراخ السنونو للعش مرة أخرى
والأب والأم ترين السعادة تغمرهما
ولعل الله يجمعني بمن بقي غائبا من الأحبة
وتنهدت زوجتي وتنهدت أمي
وتنهدت أنا بعد سماع القصة
فقلت لها كما حصل معي وحصل مع أمي من قبل
ودعونا الله تعالى ان يجمعنا عن قريب
ليس في القصة غريب
ولا في عرضها شيء جديد
ولكن المغذى هنا
هل عندنا الحكام يشعرون بفقد الأب والأم والولد والبنت والحبيب
هل عجنت قلوبهم من حجارة ليس فيها حسا أو أنين , مع نظرية الحركة تدل على أنه لايوجد ساكن في الكون أبدا
فمن أين أتى أولئك ؟
هل صحيح عاشوا في رحم أمهاتهم ورضعوا الحليب وتربوا كغيرهم وعندهم مشاعر شتى
إن كان كذلك فأين هي ؟
هل الصخور فيها والحجارة والحديد
أم أن الظلم عجن في كل ثنايا القلب العتيد
فالظلم ينابذه العدل
والمشاعر الجميلة الرقيقة تعاكسها لارقة ولا مشاعر وإنما من جماد تكسوها
فمن أي طينة خلقت مشاعر رجال الأمن في أوطاننا
فقط خلقت للعطف على الحكام............!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟