المشاكل النفسية لطفل المرحلة الابتدائية

د. بدر عبد الحميد هميسه

د. بدر عبد الحميد هميسه

[email protected]

إن المرحلة الابتدائية من أهم المراحل وأشدها خطراً  إذ يتقرر خلالها نوع الشخصية التي سيكون عليها الفرد فيما بعد , فهي بمثابة الأساس الذي يتم عليه البناء الخاص بتكوين شخصية رجل الغد , أي المواطن الذي نرجو أن يكون ناجحاً سواء كان رجلاً أم امرأة .

وتعتبر خبرات الطفل في هذه المرحلة مع بيئته التي يعيش فيها غاية في الأهمية, فهو يتعرض خلالها لمشاكل نفسية تحدث له بصورة مستمرة ومتكررة مما يدعو أن يدرك الآباء أن الطفل يحتاج إلي العناية والعطف والتفهم لحاجاته النفسية في أثناء رعايته والواقع أن الغالبية الكبرى مما يطلق عليه اسم " مشاكل الطفولة " إنما يرجع الوقاية منها إلي الوالدين , فإن الطفولة في ذاتها لا تعد مشكلة , وإنما المشكلة عدم إلمام كثير من الآباء والأمهات والمربين بخصائص هذه المرحلة , وعدم صبرهم علي تناول مواقفها المختلفة بالأناة والحكمة , بل يعاملان الطفل من خلال أنانية ذاتية تجعلهما يحاولان صياغة الطفل قسراً , ووفقا لنموذج أو خيال  معين .

ومن أهم المشاكل التي تواجه طفل المرحلة الابتدائية : الغيرة والخوف والخجل  والقلق والاكتئاب النفسي , إضافة إلي بعض المشاكل التي يظهر أثرها علي عادات الطفل وسلوكياته مثل مص الأصابع وقرض الأظافر ,والعيوب  الكلامية .

فأما الغيرة فهي احدي تلك المشاكل , ويجب علي الأسرة تقبل ذلك من الطفل واعتبارها ظاهرة طبيعية وفي نفس الوقت لا تسمع بنمو هذه الظاهرة , وتحولها إلي ظاهرة عدوانية أو غير صحيحة , فالقليل من الغيرة مطلوب ومفيد وحافز للتفوق والنجاح ومن أسباب الغيرة غير الطبيعية : ضعف الثقة بالنفس , وولادة طفل جديد , وعدم العدالة في المعاملة بين الأبناء , والموازنة الدائمة بينهم .

وأما الخوف فهو حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض الأوقات, وفي بعض المواقف, ولكن الخوف الكثير والمتكرر, ولأي سبب يكون خوفاً غير طبيعي أو خوفاً مرضياً وكلما كبر الطفل قلت تلك المخاوف. ومن مصادر المخاوف المرضية: القلق والخوف الزائد لدي الآباء والأمهات علي الأبناء, الخوف من المجهول, ومن الموت ومن الظلام ولكي نعالج هذه الظاهرة لدي الأطفال لابد من أمور عدة منها :

1- إحاطة الطفل بجو من الدفء والحنان الذي يشعره بالأمن والطمأنينة.

2- تربية الطفل علي الاستقلالية والاعتماد علي النفس .

3-  إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف.

4- مساعدة الطفل علي تجاوز المواقف المرتبطة بانفعالات الخوف.

وأما الخجل فهو من النزعات الأنسحابية المعوقة للنشاط الاجتماعي المضعفة لدوافع العمل والإنتاج , ومن أسباب الخجل المرضي :

العيوب الجسمانية - الضعف العام – التأخر الدراسي – عدم اعتماد الطفل علي نفسه – السلطة الوالدية – العلاقة بين الوالدين .

 ومن مظاهره :

أحلام اليقظة – التردد الدائم – الحساسية الزائدة – الميل إلي العزلة .

ومن سبل علاج تلك الظاهرة:

1- توجيه الطفل إلي طريقة يبني فيها شخصيته المستقلة.

2- استغلال قدرات الطفل, وتنمية مواهبه .

3- العمل والنشاط والثقة بالنفس .

وأما القلق والاكتئاب النفسي فمن أسبابه : التهديد المستمر للطفل, التسلط والقسوة عليه, تعرض الطفل لصعوبات متكررة .

ومن مظاهره علي سلوكيات الطفل : كثرة الحركة وعدم الاستقرار, اضطراب النوم والأكل ..

وللوالدين الأثر الفعال في علاج التوتر وإزالة الاكتئاب من الطفل وغرس الثقة فيه .