السيداو ... دعوة للإباحية
إسقاط القوامة لمصلحة من ؟؟
منى محمد العمد
تحت عنوان "السيداو" دعوة للإباحية ذكرت مجلة المستقبل الإسلامي أن هذه الاتفاقية المعروفة بالسيداو تدعو فيما تدعو إليه إلى إسقاط القوامة باعتبارها شكلا ًمن أشكال التمييز ضد المرأة ، وهذه دعوة إن كانت لصالح أحد في الدنيا فهي بالتأكيد ليست في صالح المرأة .
حين تشعر المرأة التي خدعتها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بأنها مظلومة لأن الإسلام جعل القوامة عليها للرجل ، أشعر كامرأة تنسجم مع فطرتها ، بأن القوامة واجب على كاهل الرجل ، ومسؤولية لها تبعاتها تجاه نسائه من زوجات وبنات ، وأخوات بل إنني أرى في قوامة الرجل على المرأة حقاً للمرأة قبل أن تكون حقاً له عليها ، فإن أساء بعض الرجال عامة والأزواج خاصة إلى نسائهم وتسلطوا عليهن ، مبررين ذلك بالقوامة فهم كأفراد هم أنفسهم من أساء فهم القوامة كواجب ، كما أساء استخدامها كحق .
أتساءل ماذا تريد المرأة وقد أوجب لها الإسلام من يقوم عليها بنتاً وأختاً وزوجة يرعاها ويحميها وينفق عليها ويتحمل معها صناعة القرارات الصعبة وما يتبعها ولا يوجب عليها مقابل ذلك سوى أن تطيع بالمعروف من يقوم بهذه المسؤولية الجسيمة تجاهها وتقدم المشورة كلما احتاج الأمر ، ولا يتم تبادل الحقوق والواجبات في الأسرة كما في الحياة العسكرية كما قد يتوهم البعض ، بل يتم في جو من المودة والرحمة ، وبالكلمة الطيبة يتعاونان على تحقيق مصالح الأسرة والأبناء .
ذكرت لي إحدى الأخوات أنها زارت جارة لها ألمانية الجنسية ، وأثناء تلك الزيارة سألتها جارتها عن عملها فأخبرتها بأنها لا تعمل بل هي ربة بيت ، فتعجبت من ذلك وسألت : إذاً من ينفق عليك ؟ قالت الأخت : زوجي . فازدادت الجارة عجبا , وقالت لها : لكنك ترتدين ملابس جميلة وغالية وحلي كثيرة ، فهل يشتريها لك زوجك من ماله الخاص أيضاً ؟ قالت : نعم ، فزادت دهشة المرأة الألمانية وسألت : مقابل ماذا يشتري لك زوجك كل هذه الأشياء ؟ فقالت : مقابل أنني زوجته .
وهنا ضحكت محدثتي وقالت لي : إن أزواجنا يحضرون لنا ما نطلب وما لا نطلب شعورأً بالواجب دونما منّ علينا وعسى أن نشكر أو حتى نرضى ، وهذه المسكينة تحسدنا على ما نراه حقاً مسلماً به لنا لا يختلف فيه اثنان , قلت : وبعض النساء المسلمات العربيات يظنن أن المرأة الأوروبية تحررت من سلطان الرجل وتخلصت من قوامته , ولو علمت هؤلاء النساء ما تعانيه المرأة الغربية من التعاسة والشقاء من جراء هذه الحرية المزعومة لثبن إلى رشدهن ورضين بما رضيه الله تعالى لهن .
سبحان الله أما تعبت المرأة من السير عكس اتجاه فطرتها ؟؟ أما آن أن تعيش أنوثتها ؟ لنتأمل ما ذكره الأستاذ محمد رشيد العويد في كتابه مشكلات نسائية فقد ذكر مشكلة المرأة الكويتية التي أرسلت إليه تشكو من ضعف شخصية زوجها بالرغم من أنه على مستوى عال من الأخلاق والدين وكان مما قالت ( وأنا قد سئمت ومللت من شخصيته ومنطقه الضعيف .. إلى أن قالت : كثيراً ما أتمنى أن يكون لي رجل بكل معنى الكلمة له هيبته وذو شخصية قوية وله كلمة ورأي ) وقد ذكر الكاتب في معرض رده عليها قصة ( مورين لاكي ) المرأة الفرنسية التي طلبت الطلاق من زوجها بعد مضي خمس عشرة سنة من زواجهما وقالت في طلبها ( أنها لم تعد تستطيع احتمال أن يعتمد عليها زوجها في كل شيء ) وعندما مثلت أمام القاضي المختص قالت : إن زوجها لم يطلب منها يوماً أي صنف من أصناف الطعام بل كان يترك لها أن تختار ما تريد إلى أن قالت إنها سئمت هذا النمط من الحياة وأنها ظلت طوال سنوات الزواج تتمنى لو سمعت من زوجها أريد أو يجب أن تفعلي كذا أو لا تفعلي كذا ، وقد سألها القاضي أليس في هذا الموقف من زوجك ما يعزز دعوة المرأة إلى الحرية والمساواة فصرخت قائلة كلا كلا أنا لا أريد منافساً بل أريد زوجاً يحكمني ويقودني .
فهذه كتلك امرأة آثرت السير في اتجاه فطرتها ، كل منهما تريد زوجاً يحكمها ويقودها ولا أرى طلبهما هذا يحيد عن معنى القوامة قيد أنملة .
مالذي يربط بين المرأة الكويتية والفرنسية وقد انعدمت بينهما روابط الدين واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد ، إنه فقط رباط الفطرة التي فطر الله تعالى النساء عليها إن كلتيهما لا تطالبان بالمساواة مع الرجال ، ولا تطالبان بالحرية إنما تطالبان بحقهما في قوامة الزوج عليهما فمن يسعى يعد ذلك في إسقاط هذا الحق ؟! ولمصلحة من يفعل ؟؟!