تدحرج مسلسل تحالف الاستخبارات العالمي

م. هشام نجار

 اعزائي القراء

عندما كتبت مقالتي المعنونه ب"جريمة  البستان في دبي... هل هي جريمة تحالف مخابراتي واسع؟" بعد إغتيال الشهيد محمود المبحوح,كنت استعد بعدها مباشرة لكتابة مقالتي هذه والتي يدور محورها حول التعاون المخابراتي العالمي.كان ذلك قبل إلقاء القبض على عبد المالك ريغي المتهم بتحريك معارضه مسلحه في المناطق السنيه في شرق إيران, وقد ذكر  المسؤولون الإيرانيون انه تم إلقاء القبض عليه خلال مغادرته باکستان جواً نحو دولة عربية وذلك بإرغام الطائرة التي كان يستقلها على الهبوط في إيران

هذه الحادثه عززت من قناعتي بوجود هذا التحالف العالمي والذي لولاه لما إستطاعت إيران معرفة حتى مكان وجود عبد الملك ريغي

إخوتي وأخواتي

 لاشك ان التحالف المخابراتي بقيادة الولايات المتحده وبعض دول العالم هو امر قائم منذ سنين عديده, الا ان هذا التعاون إستطاع ان يكسب دولآ جديده كانت بالأمس القريب ترفض الدخول فيه كون الولايات المتحده تأخذ منه اكثر مما تعطي وإن اعطت فإنها لاتلبي تماما رغبات انظمة الدول الأخرى والتي هي بطبيعة الحال ليست إسرائيل او دول اوربيه محدده فهذه التشكيله بلا شك هي في مركز القلب من هذا التحالف والتي تقوده الولايات المتحده .ولكن هل التعاون هو مطلق؟ للإجابه على السؤال يجب تقسيم هذا التعاون الى دوائر, الدائره الكبيره منها هي التي تختص بالتعاون المطلق حيث يختلط في هذه الدائره الدول العربيه وإيران وإسرائيل مع بقية دول العالم كافه بلا إستثناء يتبادلون بينهم كأصدقاء كل المعومات الخاصه بهذه الدائره ,هذه  الدائره اعزائي القراء تختص بمحاربة الإرهاب والإشتراك فيها إجباري وليس هناك إستثناءآ في هذا التعاون   وتعتبر هذه الدائره هي اكبر الدوائر على الإطلاق وما حصل مؤخرآ من عملية القاء القبض على عبد الملك ريغي هو الأمثل الأقرب لهذا التعاون

اعزائي القراء

من شاهد الفيلم الذي عرضته إيران حول عملية القبض على عبد الملك ريغي يقتنع معي بأن ماجرى لايعدوعن كونه فلم لجيمس بوند, حتى ان الطائره والتي قالوا انهم اجبروها على الهبوط تشبه تمامآ بالحجم والموديل الطائره التي يستخدمها جيمس بوند في غزواته النسائيه والبطوليه , حتى الأشخاص المقنعين والمزودين بأسلحه اوتوماتيكيه فهم ليسوا غرباء عن افلام المغامرات الأمريكيه, اما ما ورد على لسان الإيرانيين من ان عبد الملك كان قبل إختطافه موجود في قاعده امريكيه في افغانستان لتلقي التعليمات منهم , ولكن غاب عن ذهن المخططين لهذا السيناريو انه يمكن تفسيرها ايضآ بأن الولايات المتحده احضرته الى القاعده ثم وضعته في الطائره واعطت إشاره للإيرانيين الى تصيده على الطريقه الأمريكيه فوق إيران

في عالم السياسه لا يوجد هدايا مجانيه بين الدول, فما بالك في عالم المخابرات؟ والسؤال هو:هل تقبض الدول الصغرى مكاسبها من الدول الكبرى قبل تقديم خدماتها , ام عليها ان تبين حسن نيتها سلفآ بتقديم خدماتها ثم تكافأ عليها لاحقآ؟ هذا  الأمر لا أدعّي معرفته , كوني اتعاطى التحليل السياسي فقط ولكن ذلك لا يهم طالما ان الجميع في النهايه يأخذ مكاسبه

اعزائي القراء

هناك دوائر اخرى اصغر للتعاون المخابراتي وتشارك فيها دول محدده لتحقيق مصالح مشتركه والملح الذي يجب ان لا يغيب عن هذه الطبخات هي دولة التلمود وامريكا, ومن هنا تأتي قوة الموساد الإسرائيلي , فليست قوته هي ذاتيه تنبع من داخله بل قوته يستمدها من كونه مسموح له الدخول وبحريه مطلقه   بدون إذن او بواب على كل الدوائر المخابراتيه فيأخذ منها ما يريد ويسرق منها ما يريد , الا ان قوته بدأت بالترهل في الآونه الأخيره رغم انه مازال فعاّلآ

ما يهمنا ايضآ هو وجود دائره صغرى مخصصه لتصفية القضيه الفلسطينيه ويشترك فيها معظم الدول الأوربيه ومع الأسف بعض الأنظمه العربيه اعضاء فعاّلين فيها كما ذكرت في مقالتي السابقه بعنوان "جريمة  البستان في دبي... هل هي جريمة تحالف مخابراتي واسع؟" ويدير هذه الدائره الكيان التلمودي والولايات المتحده, وافضل امثلتها إغتيال الرئيس ياسر عرفات, محاولة إغتيال خالد مشعل, ومؤامرة إغتيال الشهيد خليل الوزير( ابو جهاد ) في تونس, واخيرآ الشهيد محمود المبحوح في دبي فكل الدلائل تشير الى تعاون بين مخابرات دول هذه الدائره  لتمرير مشروع إسقاط المنطقه برمتها بيد التلموديين , حيث لم يبدِ مسؤولون عرب لدول عربيه محدده اي اسف لهذه الجريمة التي كشفت المستور وجعل مسلسل تدحرج تحالف الإستخبارات العالمي امرآ ظاهرآ  للجميع, والغريب ان بعض دولنا العربيه تتباهى به بينما اسرار امننا الوطني كأمة عربيه اصبح كالمصفاة لاتخبئ شمسآ ولا تمسك ماءً

مع تحياتي