الأحواز ليس" خوزستان ايرانية"
الأحواز ليس" خوزستان ايرانية"
والأحوازيين ليسوا عملاء لأمريكا، وكفا ارتزاق!
ردا على بلال نعيم وحزب الله!
محمود أحمد الأحوازي
في مقال لـ بلال نعيم، مساعد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيعي اللبناني على جريدة الأخبار اللبنانية, عن احتمال الهجوم الأمريكي على ايران، خلط فيه الكاتب الأوراق كثيرا وفضح هذه المرة بشكل جلي مواقف حزب الله المعادية للحق العربي و أثبت ارتزاقه للسلطات الإيرانية بوصفه النضال الأحوازي بالعنصري و إصدار قراره حول الأحواز بأنها " خوزستان ايرانية!
بعد قراءة هذا المقال تذكرت مباشرة قصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب" القدس عروس عروبتكم" ورأيت قول الشاعر الذي أراد به مهاجمة القيادات العربية حينها متطابقا تماما على هذه المجموعة عند ما قال: لا استثني منكم أحدا أولاد.................،حيث ان حزب الله وبمواقفه هذه اعترف بمساندة الإحتلال الإيراني بتجاوزه على الماجدة الأحوازية! بشكل علني وبدون خجل واعترف بكل ما قيل حتى الآن عن مساندته للقمع الإيراني للأحوازيين. واستعمل نعيم التسمية الإيرانية للأحواز ولم يأتي باسم الأحواز في مقاله ولا حتى مرة واحدة ولو للتوضيح للقارئ لمقاله، وساند الإحتلال الإيراني للأحواز عند ما اعتبرها : خوزستان الإيرانية!.
لو كان هذا الموقف خرج من منتمي مشبوه في انتمائه لحزب الله أو من مناصر منزعج من العرب والعروبة أو حتى من عضو بسيط لا يعرف عما يدور من حوله، لما اغضب الأحوازيين لكن عند ما يأتي من هرم القيادة في حزب الله، يترتب على الأحوازيين اخذ هذا الموقف في الحسبان, وإعادة النظر بما اتخذ الأحوازيين حتى الآن من مواقف تجاه حزب ومن حقنا ان نتساءل: هل حزب الله بهذه المواقف لأحد أهم قيادييه أعلن الطلاق لكل ما هو عربي؟ هل أعلن حزب الله انتمائه الفارسي والطائفي رسميا؟ كيف يمكن لتنظيم عربي، أو حتى يدعي انه عربي، تحرري ومقاوم يهاجم شعب ثائر ويحاول ان يلوث نضاله ويتدخل رسميا لإعطاء شرعية للقمع القائم هناك بربط القضية الأحوازية بالأمريكان! كيف يصف نعيم، بهذه المسؤولية في حزب الله، يصف الأحوازيين بـ العملاء وصناعة أمريكا بقوله: مع حشد أمريكي للعملاء وصناعة بعضهم!، وكيف يصف نضالهم بالعنصري؟ ومن أين جاء هذا القائد بهذه الأطروحات؟ وكيف خلط حزب الله المفاهيم الثورية والنضالية بالارتزاق واستخرج منها نظريته الحديثة التي يمكن ان نسميها: الارتزاق الثوري! أو يمكن بلاك واتر الإيرانيين!
سبق للأحوازيين وتحدثوا عن تدخل حزب الله في الشأن الأحوازي ومساندته للسلطات في القمع القائم هناك، حيث شهد شهود عن مشاركة حزب الله في قمع الانتفاضة الأحوازية في مكانين هما " حي الثورة" و" الملاشية"، عند ما خرج الأحوازيين بانتفاضتهم العارمة للاعتراض على قرار السلطات بتهجير مليون ونصف المليون احوازي الى مناطق في العمق الإيراني واستبدالهم بغير عرب وهذا بالإضافة الى استجواب بعض الأحوازيين الموقوفين بواسطة أشخاص لم يجيدوا أللجهة الأحوازية ويتكلمون باللهجة اللبنانية، كما و تدخل البعض من المنتمين لحزب الله الذين اصبح لهم دور مؤثر في التجمعات القومية وفي مؤتمراتهم الشعبية، لمنع حضور الأحوازيين فيها وعدم السماح لهم بالحصول على العضوية في هذه التجمعات والمشاركة في اجتماعاتها. لكن كل هذه الأحداث لم تسمح للأحوازيين حتى الآن ان يشنوا حملة إعلامية لفضح هذه المواقف بل واكتفوا بالحديث عنها في الأماكن المغلقة وقليلا في وسائل الإعلام، لكن الموقف المعلن هذه المرة سيعتبره الأحوازيين موقف رسمي من حزب الله، يبين التمسك الطائفي والارتزاق المخجل الذي سيكون له الأثر الكبير على فضح مشاركة حزب الله في الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني بحق الأحوازيين والمناوئين لحكمه في المهجر كما ومن أعداء احتلاله من العراقيين مثل ما فعل الحزب لتصفية أمين عام الحزب الديمقراطي لكردستان الإيرانية في هامبورك في ألمانيا ومجموعة من رفاقه بأوامر من القيادة الإيرانية. والموقف الأخير جاء ليعطي سندا جديدا للعالم عن مدى عمالة هذا الحزب وقيادته للسلطات الصفوية في ايران اللا إسلامية!
ويشير بلال نعيم في بعض من مقاطع بحثه: إذا باتت الضربة ناجزة من حيث القرار والتخطيط، فإن أحد السيناريوهات التي تعمل عليها الإدارة الأميركية حالياً والتي تقرأ في بعض المقالات والتحليلات لباحثين استراتيجيين أميركيين، أحد هذه السيناريوهات هو اختلاق أزمة إنسانية في خوزستان الإيرانية( وكأنما ليس هناك أزمة إنسانية في الأحواز!) وتحويلها الى ما يشبه دارفور في السودان، وتقوم الخطة الأميركية على نبش واستحضار كل المشاكل ذات الأبعاد القومية التي يتعرض لها السكان في هذه المحافظة ذات الأغلبية العربية، ومن ثم التركيز على المشاكل الأمنية والسياسية والاجتماعية والحياتية وعلى حقوق الإنسان المهدورة والمعتدى عليها وعلى مشاكل التنمية وعلى الاستضعاف للسكان، وعلى انعدام الحريات وعلى السجناء السياسيين وعلى مشاكل الانتماء إلى الوطن الأم ومشكلة الهوية وعدم الاهتمام من قبل السلطات العليا بهذه المنطقة وإهمالها وعدم رعايتها مع اختلاق الأكاذيب وتضخيم الوقائع والمبالغة في التوصيف مع حشد العملاء وصناعة بعضهم، مع استخدام كل الوسائل الإعلامية والدعائية على نحو واسع، مع استمالة بعض المثقفين والكتّاب والشخصيات للترويج لمشروعهم بما يؤسس لأزمة فعلية في خوزستان ليست واقعية ولا فعلية، قد تكون مصحوبة بافتعال أحداث واضطرابات أمنية تساعد في الترويج والدعاية للمشروع المزمع إقامته.
وينهي الكاتب مقاله بهذه الجملة: فهل تنجح أميركا في مشروعها هذا؟ المعوّل عليه هو وعي الشعب في خوزستان وحكمة القيادة في إيران والجهوزيّة الكبيرة لأي طارئ بهذا الحجم.
هل يتوقع بلال نعيم من الشعب العربي في الأحواز أي مثل ما هو يود ان يسميه: الشعب في خوزستان" المقموع لمدة أكثر من 82 عاما، محروما من كل حقوقه الإنسانية ومن ثرواته ان يقف مدافعا عن السلطة الدكتاتورية الصفوية التي بددت الأموال الأحوازية وصرفتها على اذرعها التوسعية ومنها ما صرح به أمين عام الحزب ان الحزب يتمكن ان يصرف للإعمار 2-3 ميلياردات دولار! في الوقت الذي لم تقوم السلطات في ايران من إعادة بناء البيوت التي هدمتها الحرب في مدن المحمرة والبسيتين حتى الآن حتى لا يعود أهلها لها ويبقون في المدن الفارسية مهجرين ليذوبوا هناك في المجتمع الفارسي. سبق وصرح بلال نعيم لجريدة الأخبار عن حجم الأموال التي سيصرفونها لإعادة بناء الجنوب حيث قال وبتبجح بعد شرح العدوان الإسرائيلي على لبنان:.....وعن عدد المؤسسات التجارية والمصانع التي تضررت، قال “هناك أكثر من 6500 مؤسسة تجارية بين محل ومكتبة ومصنع وفرن وغيرها، ونحن نفرزها اليوم بحسب مستوى الخسائر. فالصغرى هي التي لم تتعدَّ خسائرها عتبة الـ50000 دولار، والمتوسّطة تصل إلى نصف مليون دولار، والكبرى تفوق المليون دولار. سنوزّع قريباً مساعدات لأصحاب المحال التجارية والمؤسسات التي تضررت. هناك كلام أوّلي وغير نهائيّ يقضي بتقديم مساعدة للمؤسسات الكبرى، إضافة لقرض ميسّر بفوائد قليلة من أحد المصارف حيث سنودع مبلغاً نكفل به مجموعة من أصحاب المصانع الكبرى”. وهذا طبعا بالإضافة الى إعادة بناء الدور السكنية، هل صرف الإيرانيون عشر هذا المبلغ على كل الأحواز أي ما سماها نعيم: خوزستان الإيرانية عد عشرين عام من انتهاء الحرب الإيرانية-العراقية؟
وفي النهاية قمة العداء للشعب العربي الأحوازية للكاتب تأتي في هذه الجملة التي يختم فيها مقاله: حكمة القيادة في إيران والجهوزيّة الكبيرة لأي طارئ بهذا الحجم. وهو بهذا يدعوا القيادة الإيرانية للحزم أمام الشعب الأحوازي. ولا أنسى قبل ان انهي هذا الرد ان اذكر القارئ ان الكاتب في كل كلمة استخدمها عن الخليج لم يذكر فيه اسم " الخليج العربي" بل اكتفى بتسمية الخليج فقط!
ويعرف الأحوازيين الأسباب وراء إدخال حزب الله الأحوازيين في هذه المعركة التي هي أساسا قائمة بين ايران وأمريكا والنضال الأحوازي لم يبدأ مع المواجهات الأخيرة التي مازالت مجرد تهديدات ولن يتوقف مع توقفها، وهي ان الإيرانيين بدئوا بحشد قواهم وأنصارهم وأذرعهم وآلياتهم ومرتزقتهم للمشاركة في أي مواجهة مع الأمريكان وللضرر بدول المنطقة وشعوبها، ولذا وحيث ان حزب الله هو احد هذه الآليات وأحد القوى المساندة للنظام الإيراني، إذا عليها ان تتخذ الموقف المناسب في هذا الخصوص ولم يرى حزب الله إلا الحلقة الضعيفة في هذه المعركة مثل ما تصورها وهم الأحوازيين حيث يريد ان يبرر من الآن مشاركة الحزب في قمع الأحوازيين، لكننا نحذر حزب الله من هذه المشاركة حيث ان الأحوازيين مازالوا لا يريدون ان يوجهون نار سلاحهم باتجاه عربي، إلا إذا اجبروا على ذلك وإذا استمر الحزب بمساندة النظام الإيراني في القمع القائم على الشعب الأحوازي حيث عندها سيرون ان أحواريين اليوم ليس أحواريين الأمس الذين كانوا يكنون الاحترام لحزب الله ولنضاله الذي كانوا يتصورونه تحرري وليس من أجل أهداف توسعية ايرانية!