أنا وأزواجي العشرة
” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”
سما حسن
قرأت كما قرأ غيري اقتراحا للكاتبة نادين البدير الذي تدعو به لزواج المرأة بأكثر من رجل، ورغم أن الأمر يبدو لي خياليا ومضحكا ولا يتقبله المنطق الانساني، إلا أنه قد داعب خيالي كثيرا وجعل أحد أحلامي تخرج من مكانها الذي كورتها به في قلبي وأعماقي وتفصح عن نفسها بتنهيدة طويلة وبالكثير من خيالات اليقظة، دائما كنت أردد انني تمنيت ان أكون رجلا، هذه أمنية بعيدة بالنسبة لي ، ولكنني لا زلت أتمناها رغم أني أقوم بدور الرجل في واقع حياتي فأنا قد نسيت انوثتي وأنا أربي صغاري وأعتنى بهم وأهتم بكل صغيرة وكبيرة في البيت لدرجة إصلاح أعطاب الكهرباء ، وتغيير أنبوبة الغاز الفارغة، واصلاح أحذية أطفالي لإطالة عمرها أكبر وقت ممكن في ظل الحصار وعدم توفر أحذية جيدة الصنع.
ولكن الحلم الأكبر بالنسبة لي أن أكون رجلا ويتحول كل الرجال من حولي إلى نساء ، وأبدأ بالزواج بالواحد تلو الآخر ثم أترك كل واحد منهم ببطن منتفخة وطابور من الأطفال، و قضايا عالقة في المحاكم بين نفقة وحضانة وطلاق…….
هذه أمنية طالما تمنيتها بحكم ماتعرضت له من " بهدلة وممرطة" على مدى سنوات ،وأناأحاول أن أنال بعضا من حقوقي التي شرعها لي الإسلام كامرأة وأنكرها المجتمع الذكوري الظالم المستبد.
تخيلت كثيرا زوجي وهو يتحول لامرأة مضطرة أن تنظف البيت بعد أن يتناول عشاءه في المطبخ ويعيث به فسادا، وينثر بقايا الطعام في الممرات المؤدية لغرف النوم، وينثر بقايا سجائره على أرضية الحمام، كم نمت وأنا متعبة ومرهقة ولكن أمام مخيلتي منظر زوجي وهو ينظف الحمام ، أو هو يجمع أعقاب السجائر من حوض الاستحمام يملأ خيالي ويجعلني أحرك شفتي في نهم وتلذذ.
لا أعتقد أن دعوة تعدد الأزواج تأتي من رغبات جنسية مكبوتة لدى المرأة بقدر حاجتها للحب والاحتواء ، وتفريغ طاقتها الجبارة من العاطفة التي تفوقت بها على الرجل الأناني، والذي لا يجيد فقط سوى حسن استغلال ما أباحه له الشرع في الزواج من أربعة.
أعتقد أن امرأة مثلي تتمنى الزواج بكل رجال العالم بشرط أن تتحول هي إلى رجل ، ويتحولون هم لنساء وتذيقهم جزء مما ذاقت، لا يقتضي من أي أحد أن يعلق لها ……….مقصلة