الخطاب الديني ودعاوى التجديد
حازم حسين
عضو رابطة الأدب الإسلامي
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خطابنا الديني وراح المنظرون ومن على شاكلتهم -بحسن نية أو بسوء طوية- ينتقدون هذا الخطاب كونه يتسم بالإنفعالية والحماس ويدعم أصحاب الفكرة الصدامية مع المعارض وكونه -في نظرهم- يخلو من العقلانية في الطرح والمعالجة!!
وهكذا يقف هذا الخطاب في نظر الكثيرين موضع اتهام مساءلة !
فهو السبب في نكبات هذه الأمة ومصائبها!
وإليه توجه أصابع الاتهام في كثير من المشاكل العالمية اليوم!!
والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذا التوصيف.
أي خطاب يقصد هؤلاء ؟وعن أي جهة يصدر؟
هل هو الخطاب الذي يصدر عن العلماء العاملين بعلمهم والذين تلتف الأمة عليهم ؟!
أم هو خطاب بعض الدعاة إلى الله وطلبة العلم؟!
فينبغي -هنا- الأخذ بعين الإعتبار ضرورة التفريق بين الفئتين-بين العلماء وبعض المتصدرين للدعوة- وهو ما يغفل عنه الكثير من المتربصين !! خاصة عند تعميم الأخطاء! وكيل الاتهامات!
كيف يمكن الحكم على الخطاب الديني من خلال خطيب جمعة مبتديء أو من خلال شاب متحمس يلقي درساً هنا أو خاطرة هناك ؟!
ومن هو الذي يمثل "خطابه الديني" ومن الذي لا يمكن حساب خطابه عليه ؟!
لا يمكن الجزم بأن خطابنا قد أصبح الفريسة السهلة التي تنال منها المخيلات المريضة والأقلام الحاقدة !
لذا وجب التنبيه إلى ضرورة الحذر من الإنسياق وراء الدعاوي الزائفة المطالبة بالتطوير والتجديد وربما التغيير ، من يدري ؟!
من ظني بأن جانباً من الخطاب الديني بحاجة إلى مزيد من ترشيد وتصويب وتأكيد على ضرورة المراجعة والتقويم.
ومرحلة النقد والمراجعة ينبغي أن تصدر من الداخل وفق الثوابت والمفاهيم التي أوضحها ديننا الحنيف.
لا أن نلهث وراء دعاوى الآخر مرددين كالببغاوات ما يطالب به من ضرورة التحديث والتطوير في خطابنا الديني ومعه - لاشك- حتمية التغيير في المناهج العلمية التي تدرس في مدارسنا ومعاهدنا الشرعية ،والقيم والمفاهيم التي نتخاطب بها ونربي عليها أبنائنا !
ولك أن تتخيل كارثة تحل بنا إذا سرنا مغمضي العينين وراء تلك الدعاوى الأفاقة والتي تهدف ولا شك إلى طمس هويتنا وتراثنا الفكري والقيمي الأصيل.