رجال من خشب

رجال من خشب

وليد رباح

[email protected]

فغرت النسوة في غير مكان افواههن عجبا ونقمة على كاتب قيل انه ضد المرأة وزينتها .. يوم كتب عن نساء البلاستيك والاصباغ .. وطلبت اكثرهن رزانة ان نكتب عن الرجال  .. فلبينا  شاكرين ..

نحن نؤمن ان التكامل بين الرجل والمرأة شرطا لاستمرار الحياة .. سواء كان هذا التكامل ميلا نحو الوفاء او عدمه .. فكل رجل وفي لزوجته ما بدا ذلك له الا لوفاء زوجته له .. أو هكذا خيل اليه او اليها .. وكل امرأة خائنة او عديمة الوفاء  يقابلها او يقابله جنس آخر غير وفي  .. والا لما جرؤ او جرأت على الانحراف  .. فبالقدر الذي ترى فيه الرجل  منحرفا فانه يبحث عن منحرفة لكي يتم التكامل ..وبذا فان العدد متساو .. وقد يكون الرجل ( زيرا ) ينحرف لاكثر من مرة ولكن ذلك لا يعني ان المرأة المنحرفة ليست (قلة) يشرب منها من يشاء رواء عطشه .. وبذا فان العدد يتساوى حتما .  بمعنى ان الرجل لا يخون مع  لعبة بلاستيكية  او معزة مثلا .. ولا تخون المرأة مع  ثور أو قرد كمثال آخر .. ولكل قاعدة شواذ .. فقد رأينا في آخر الزمان خيانة امرأة مع اخرى .. وخيانة رجل مع آخر .. مع يقيني انها ليست خيانة وانما مرضا عضالا .. وتلك سنة درج عليها المرضى فباتت علة هذا العصر الذي سميناه رماديا او  خال من الروحانية .. وبذا فاننا ننفي مقولة ان الرجل خائن بطبعه .. او المرأة خائنة بطبعها ..ولكننا نطالب بان تسألوا علماء الجينات فقد يقولون لك ان الخيانة  والوفاء وراثه .. تماما مثلما هي جل الامراض وراثيه ..

 ولا نريد ان يكون الموضوع  فلسفيا لا يقترب من فهم الناس الا قليلا .. فالمرأة في الشرق يغلفها الحياء فلا تجرؤ على الخيانة خيفة وجبنا وفي القليل  التزاما دينيا ، فالمجتمع وجسدها لا يرحمان .. ولكن الرجل ان لم يردعه التزامه الديني او خلقه يبيح لنفسه ان يفعل الاعاجيب طالما انه لا يحمل شبكة عذرية ولا يلد ولا يحيض ولا تظهر عليه آثار (الفضيحة) .. فهو على استعداد لان يحلف لك انه طاهر الذيل شريف عفيف  مع انه (فعلها ) قبل دقائق ..  

والرجال ايها السيدات والسادة ( رجس من عمل الشيطان) او دعنا نقول جلهم .. فامام الجمال والشفاه المنتفخة والعود الطري والصدر المكتنز( سوا ء كان خلقيا او مصنوعا ) يرمي اسلحته كلها .. رغم بروز التعفف على تصرفه .. ويتساوى الجبان والشجاع في ذلك .. فكهم واحد الا من رحم ربي .. والتدليل على ان يوسف النبي همت به وهم بها .. ولم يردعه الضمير وانما ردعه الله فابعده عنها .. ولو لم يكن يوسف نبيا لحدث المحذور .. وبقي الحديث عنه محصورا بين اثنين فلم يتسرب الى العامة .. لكنها العظة والعبره التي ارادها الله كي يتعظ الناس بما جرى .. والسؤال الان .. من له باخلاق نبي لكي يرتدع  او يردعه الله ..

ومن مصائب الدهر اننا سواء كنا رجالا او نساء نعتقد اعتقادا جازما ويقينيا بنظافة ايدينا وفروجنا اذا ما كنا ازواجا او زوجات .. اخوة او اخوات .. اقرباء وقريبات .. فاذا كان ذلك كذلك  .. فمن الذي نطلق عليه كلمة ( الانحراف ) في مجتمع نظيف كما نعتقد .. فالكل يعتقد بنظافة المنتمين الى عائلته .. ويصب جام غضبه على العائلات الاخرى  بحجة الانحراف .. وهذا هو السبب الذي يجعل الرجال والنساء معا في المقاهي والمنتديات واماكن التجمع لا ينطقون بحرف تجاه انحراف من ينتمون الى عائلاتهم .. بل يهمسون او يصرخون  بمن ينتمي الى عائلات اخرى .. بمعنى أن  الرجل او المرأة يجب ان يشم كلاهما باطن يده قبل ان يشم ايدي الاخرين .. وهذا فيما اعتقد هو السبب الرئيس الذي انزل الله فيه آيات  بعدم رمي المحصنات  والا فالعقاب قادم ..  وتلك دعوة ليست للتشكيك بل للتدقيق .. او بما ورد عن النبي صلوات الله عليه من أن : من ستر على مؤمن ستر الله عليه يوم القيامه .. والاولى في كل ذلك ان نتفق على تربية اجتماعية تمنع المحذور .. فيشب الاطفال على  خلق يمنعهم في مستقبل ايامهم من الانفلات نحو  المعصيه .

وليست الروحانية رغم اعطائها الاولوية هي السبب في  ضبط المجتمع .. فهناك مجتمعات  في هذا الكون  دينها وضعي  أو لا دين معينا ينتمون اليه .. ولكن نسب الانحراف فيه تكاد تكون معدومه ..  وفي المقابل ترى مجتمعات  روحانية وربما كانت متعصبة تنتشر فيها الفاحشة سريا بشكل مريع .. ولا يبتعدون في ذلك عن ذكر الله والعقاب والحساب وقبل كل ذلك النظافة في داخل المجتمع ..  ذلك ان الانسان بشقيه ( الرجل والمرأة ) مسئولان مسئولية مباشرة في ضبط النفس والبعد عن الانحراف .

ولنأخذ في ذلك مثالا في دولة مثل ( الصين ) ايام شيوعيتها .. رغم كل ما يقال بان الشيوعية اباحية ولا دين لها .. فقد كانت نسبة الانحراف فيها ضئيلة جدا .. وكثر ذلك الانحراف يوم اتجهت نحو القيم الغربية .. ذلك رغم انها لم تكن على دين وكان الاتجاه الغربي نحو التدين .. وفرق كبير بين الاسمين  لا الفعلين .. وهذا يثبت ثبوتا علميا بان الانحراف لا دين له .. تماما مثلما هي السياسة لا دين لها .

ولا نريد ان نوسع الدائرة لنتحدث عن الانحراف في المجتمعات العربية  سواء كانت اسلامية او مسيحية .. فالاحداث الانحرافية التي تجري في تلك المجتمعات  نسبتها كبيرة رغم ان الدينين يحثان على النظافة  والاتجاه نحو مجتمعات نظيفة وعفيفه ..  في وقت نرى فيه ان مجتمعا مثل ( الهنود الحمر ) لا دين له وكان  وما يزال البعض منهم ملحدين .. لكن الانحراف فيه نسبة لا تكاد او لم تكن  موجودة اصلا .. تماما عكس بعض المجتمعات التي تظهر انها متدينه وتدين بدين سماوي .. اذن فالترهيب  المؤجل لا يمنع الترغيب المعجل .. وتلك سمة انسانية تدخل في مكامن النفس ولا دخل للروحانية فيها  .. انها النفس التي وطنت  عملها وعلمها على النظافة ليس خوفا مؤجلا غيبيا وانما رغبة في ايجاد مجتمع نظيف  خال من الانفلات ..

لقد قلنا في العنوان ( رجال من خشب ) وكان اولى بنا ان نقول .. أن المجتمع الخشبي يعتمد على ما في النفس الامارة بالسوء دوما .. او كما ورد في السير .. واننا لعائدون باذنه تعالى .