فكرت أن أعرض نفسي للبيع
في سوق النخاسين وزمن العبيد
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
في زمن كنا نسمع
مين يشتري الورد مني وانا بنادي وغني
وفي مسلسل سوري منذ زمن بعيد فتاة جميلة تحمل على راسها طبقا وتنادي
سمك ياسمك طيب السمك
وبعد ذلك بعقود انادي من يشتريني انا ولكن
أنا لست وردا ولا سمك
رجل كبر وشاب وعتق ووهن عظمه ورق
فلماذا اعرض نفسي هكذا وهل وصل الامر الى ذل العبيد
ليتك ترى ماأرى وليتك تحس به ماأحس به يا أخي الانسان العتيد
اضعت كل وسائلي فلا ولد حولي ولا زوجة ولا قريب
تعبت وحصلت على شهادة علميه وضاعت اوراقها في القاع السحيق
عائلتي تعبت من الإنتظار وليس بها الا الفقر والجوع العتيد
اب وزوج مسؤول عن رعيته وهو قاصر عن فعل اي شيء لرعيته وخذ المزيد
تشكو لي الزوجة وتقول ارسل لنا نكاد من الحرمان نصبح في الحضيض
أقول لها اصبري وليس معي ولا أملك الا هذا القلب الضعيف
وتسوء الأحوال كل يوم وأفواه ارانب تنتظر القديد
فكرت في امر مستعجل ووجدت الحل في عقلي الرشيد
أعرض نفسي للبيع فبلال وقطز كانا من العبيد
ولكن بلالا كان قوي الجسم وعنيد ارعب الشرك وفك نفسه بصبره على يد الصديق
وقطز كان ابن سلطان وعاد لأصله العتيد وهزم المغول بمعركته وانتصر للإسلام الحنيف
فمن اكون انا؟
لست ادري إلا انني إنسان من اصل فاضل ضحى به نظام العبيد
طيب لي صفات قد تعجب أحدا
ارويها وأنا عطشى لكي يتلقفها ومن يريد
مسلم أنا ........مؤمن أنا..............لن أحيد عن ذلك أبدا بإذن الله الحكيم العليم
مخلص لبلدي وأمتي وكل من يعادي أمتي لن أكون له عبدا أبدا ولو أعطاني كل ماأريد
رجل تربى على الحرية ومن اجل الله لاقى أشر العذاب والتنكيل
فهل ترى من يرغب بصفاتي تلك ؟
وحكومتي تنظر الي مقتا وتنال مني باتباع كل سبل الطغيان والظلم البغيض
أكيد كل من يقرا قصتي قد يبتسم اويضحك او يتحسر او يصمت او يقول لك ربي ياأخي مالك من محيص
ربما اهتديت الى بيعة مربحة في كوني أملك من الخصائص بعضها مفيد
أبيع نفسي لامراة تحتاج الى الحنان والخلق الرفيع
ولقيت امرأة وقالت اريدك زوجا لي فهل عندك مايمنع طلبي إذا كنت تريد
قلت لها المرأة تبحث عن زوج لها
لشبابه وجماله ومركزه او ماله فليس عندي من ذلك الا النذر اليسير
املك خلقا طيبا فهل يفيدك هذا أم أبحث عن بيعة أخرى تكون عونا لي أكيد
أخوان لي وأصدقاء عندما عرفوا عنواني راسلوني وطلبوا من الأخبار المزيد
ورددت عليهم بحقيقة قصتي وعندما سمعوا جفت أقلامهم وولوا سعيا وهربا الى بعيد
طيب ماذا أفعل؟
وربنا ذكر حالتنا في قرآنه المجيد
فكرت في سجون الأوغاد عندنا
ولكن ملت نفسي ومللت من تلك العيشة الضنكى ولا أرغب بالمزيد
وتوصلت أخيرا الى قرار طيب ومليح
مت وأنت واقف خير من أن تموت عبدا الا......... لله العزيز الحكيم