أفيدونا أعزكم الله أيها الأعزاء
أفيدونا أعزكم الله أيها الأعزاء
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
لايسعنا إلا ان نقول لاحول ولاقوة إلا بالله ونحن نقرأ الخبر المنشور في العدد 878 من جريدة الأخبار.
والخبر ورد على صفحتها الرابعة بعنوان علم وخبر ,وجاء فيه : تبرع الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الدين الحريري بمبلغ 20 مليون دولار أميركي لجامعة جورج تاون في واشنطن وهي الجامعة التي تخرج منها,علما بأنه عضو في مجلس امناء الجامعة الأميركية في بيروت. والمحير في مثل هذ ه الأمور عجز المرء في أن يقنع نفسه في صوابية مثل هذه القرارات بالجود على مؤسسات تعليمية ميزانية بلادها وحكومتها عامرة ومكتنزة بالأموال ولا تعاني من نقص في الوسائط التعليمية بتقنياتهاالمتطورة في كافة مجالات العلوم والتي تفتقر إليها وحتى إلى الحد الأدنى منها بعض المعاهد والجامعات في دول العالم.رغم ان الأولى بهذا الكرم والجود من الأموال والمساعدات إنما هي المؤسسات التعليمية اللبنانية التي تدير شؤونها السيدة بهية الحريري وزيرة التعليم والتي هي عمة الأمير سعد الدين الحريري الذي يصدع روؤسنا بجنسيته اللبنانية ويخفي عنا جنسياته الأخرى ويقود تيار المستقبل وتكتل قوى الموالاة تحت ذريعة تحرير لبنان من سلطات الوصاية وصون الاستقلال وتحقيق الازدهار والقضاء على الفقر والجهل والمرض , والابحار بجماهير الشعب اللبناني العربي إلى شاطيء يصبح الجنيع فيه أغنياء وسعداء ولا وجود لهذا الشاطىء إلا في أحلام وخيال سعد الحريري دام عزه وحفظه الله.
قد يقول قائل وما دخلنا بقرارات ومشيئات الامير سعد الحريري. فالامير سعد إنما يتبرع من امواله وهو صاحب الرأي والقرار, وهذه من خصوصياته ولاعلاقة لأحد بالطريقة التي يصرف الحريري فيها امواله؟
ولكننا نسأل: هل من يرشدنا إلى مليونير من مليونيري اوروبا وأميركا وكندا تبرع ببعض من ماله الخاص لغير مؤسسات وجمعيات بلاده, أو أن أحد من هؤلاء الاغنياء تبرع للجياع أو للمرضى أو ممن لايجدون المدارس والجامعات لينضوا تحت سقوفها في آسيا وأفريقيا ليخفف عنهم مآسي البؤس والمرض والجهل والشقاء؟
ونستحلفكم بالله هل أصبح العرب والمسلمون أغنياء وليس فيهم من سائل أو مريض أو فقير أو محتاج للمال والتعليم والدواء حتى يصبح الكرم والجود العربي والاسلامي لاميدان له سوى التبرع لفقراء الولايات المتحدة الأمريكية ولمرضاها ولما أصابها نتيجة العمل الارهابي في 11/9/2001م, أو بسبب أعاصير التسونامي التي ضربت بعض شواطئها , أو للتعويض على جنودها القتلى والجرحى نتيجة غزوها للعراق وأفغانستان؟
ثم أليست الجامعات اللبنانية هي الأحق بمثل هذه التبرعات والسيد سعد الحريري أختير ليكون رئيسا للوزراء, ومن الوزارت التي سيكون مسؤلا عن حسن وانتظام عملها وزارة التربية التي تدير أمورها السيدة عمته؟ وكيف تستقيم مثل هذه التبرعات مع دعوات سعد الحريري وفؤاد السنيورة إلى تنفيذ مقرارات باريس 3,2,1, أو الدعوة لباريس 5,4 ...... من اجل دفع دول العالم لتقديم المساعدات إلى لبنان حين يرون السيد سعد الحريري المكلف برئاسة مجلس وزراء لبنان يشرق ويضيء بامواله ومساعداته على غير لبنان؟
ثم أليست الجامعات الفلسطينية هي الأحق من جامعة جورج تاون بمثل هذه التبرعات وهي من تعاني من ظلم العدو الاسرائيلي وجور الحصار؟ ثم هل وقفت الجامعات الامريكية ومنها جامعة جورج تاون مواقف مشرفة نددت فيها بغزو وأحتلال العراق الذي دمر الكثير من آثار وجامعات والبنى الحضارية والتعليمية في العراق وأزهق أرواح الملايين من أبنائه ومئات ألوف العلماء , وشرد ملايين الأسر ويتم الأطفال ورمل النساء؟
أو هل هي نددت جامعة جورج تاون بالعدوان الهمجي البربري الاسرائيلي على الضفة والقطاع ولبنان؟
ثم أليس أستاذة الجامعات اللبنانية والطلاب والتلاميذ اللبنانين ومدرسوا المدارس اللبنانية الذين تظاهروا مطالبين برفع أجورهم وصرف رواتبهم أحق من جامعة جورج تاون الأميركية بمثل هذه التبرعات من الأموال؟ ثم هل يدري الشيخ سعد الحريري الذي اختارته المعارضة والموالاة ليكون رئيسا للوزراء أن هذا المبلغ يكفي لتأهيل حوالي 200 لبناني في حصولهم على شهادات الاجازة الجامعية والدكتوراة؟ وهل يرضي الله العلي القدير أن نتبرع لجامعة جورج تاون وفي لبنان أسر ضحت بفلذات اكبادها شهداء دفاعا عن لبنان, وأسر لبنانية ذاقت الأمرين من العدوا الصهيوني لأختطافه واعتقاله الأزواج والأبناء, وأسر دمر العدو الصهيوني منازلها ومازالت تعيش مع أطفالها رغم القر والحر في العراء تفترش الأرض وتلتحف السماء؟
وكيف سيحترمنا الشرق والغرب وهو يرى تصرفات بعض أصحاب رؤوس الأموال من العرب والمسلمين تصرف وتهدر بهذا الأسلوب الضال ,أو أن يصدقوا هؤلاء بأن قلوبهم مع شعوبهم في السراء والضراء؟
أفيدونا أعزكم الله أيها الأعزاء إن كان لدى احدكم من جواب يقنع العقل والفؤاد بمثل هذه التصرفات.