رسائل الجوال

عبد الرحمن الحياني

رسائل الجوال

عبد الرحمن الحياني

إليكم هذه الموضوع الذي أراه سيفتح الباب على ظاهرة أدبية جديدة ما تزال في طور النمو والتكوين وأعني بها ظاهرة رسائل الجوال راجيا أن تحظى بالقبول والعذر للقارئ الكريم إن كان فيها جرأة في الطرح راجيا سعة الصدر والتماس العذر

    إنها من الظواهر الجديدة وربما الطارئة على مجتمعنا ألا وهي ظاهرة رسائل الجوال التي يمكن تصنيفها في  زمرتين.

الزمرة الأولى : هي الرسائل الوظيفية العادية التي تقضى بها الأمور  كنقل الأخبار المختصرة سافر فلان وصل فلان أنا في البيت أنا في العمل قابلت فلانا اشتريت المطلوب ... أو ضرب المواعيد وما إلى ذلك  وهي غنية عن التعريف وبعيدة عن السمة الأدبية

الزمرة الثانية : هي رسائل أشبه ما تكون بالرسائل الإخوانية المختصرة وتكون لبث الشكوى واللوعة والحنين  ووصف ألم الفراق  والتهاني والتبريكات والتعازي وربما كانت بمثابة دعاء بقرب الفرج أو من الحكم والأمثال أو الأحاديث النبوية القصيرة ذات المناسبات أو...   وهي في الغالب تحمل شحنة أدبية بل إنني أزعم أنها جنس أدبي جديد يمكن تصنيفه في الفنون الأدبية بعد نضوجها والاهتمام بها والسعي إلى تطويرها وهذه الزمرة تنقسم إلى قسمين قسم يمكن أن يلحق بالأدب الشعبي العامي وهي التي تكتب باللهجات العامية وهي الأكثر انتشارا على مستوى الوطن العربي وهي بالمناسبة لا تخلو من الطرافة والظرافة والصدمة ، والقسم الآخر هو القسم الذي يكتب باللغة العربية الفصحى وقد لمست فيه شحنة أدبية كبيرة إذا ما قيست بعدد كلمات النص التي عبر بها عن الموضوع المعالج وقد يكون كلامي هذا مستغربا بعض الشيء ولكنني أهدف إلى لفت النظر إلى هذه الظاهرة لتتبعها وأنا على ثقة كبيرة بأنها بعد الاهتمام بها سيكون لها موضع في الفنون الأدبية التي بين أيدينا ولن تكون أقل شأنا من أدب التوقيعات الذي ازدهر في العصر والعباسي وما وسأعرض على القارئ الكريم بعض النماذج وأترك له الحكم بل وأدعوه لإثراء هذه الظاهرة فمن يدري فلعلها تكون لونا أدبيا جديدا كما زعمت في مقدمة هذه المقالة

نماذج من الرسائل التي كتبت باللغة العربية الفصحى

 

ـــ الأصدقاء الصالحون كالأحجار الكريمة ، لا نصنعهم نحن ، ولكننا نكتشفهم فنحافظ عليهم

 

ـــ إن هذا الكون جلمد  ... لم يكن يوما ليسعد ... لولا نور الهادي أحمد .... فاز من صلى وردد ... صلى الله على محمد      

 

ـــ يحار القلب في وصف اشتياقي ... ويسلمني الحنين إلى المآقي ... فأذرف دمعتي لأريح صدري ...أسلي النفس من ألم الفراق ... فيا رباه فرج عن عبيد ... وعجل منعما يوم التلاقي

 

ـــ أطع أخاك وإن عصاك ... وصله وإن جفاك

 

ـــ لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا

 

ـــ من أراد السعادة الأبدية ... فليلزم عتبة العبودية

 

ـــ وترك الذنوب حياة القلوب ...  وخير لنفسك عصيانها

 

ـــ من وجد الله فماذا فقد ... ومن فقد الله فماذا وجد

 

ـــ إلى من يحن القلب للقائهم ... ويشغف القلب بذكرهم ... ويعشق القلب أنسهم  ... والدي الحبيبين ... أدام الله ظلكما فوق رؤوسنا

 

ـــ أطهر الناس أعراقا ... أحسنهم أخلاقا

 

ـــ غسل الله قلبك بماء اليقين ... وأثلج صدرك بسكينة المؤمنين ... وبلغك شهر الصائمين

 

ـــ أحلف بمن أنزل القرآن ، وفيه سورة فاطر  ، لو غبت عن العين لم تغب عن الخاطر

 

ـــ إذا قصرت يدك عن المكافأة ... فليصل لسانك بالشكر

 

ـــ زادك الله في هذه الدنيا سرورا .. وبنى لك في الجنة دورا وقصورا ...وأدخلك الفردوس مسرورا

 

ـــ عسى عيدك مبارك ... وكل لحظاتك تبارك ... وجنة الفردوس دارك ... والنبي جاري وجارك

 

نماذج من الرسائل التي كتبت باللهجة العامية

 

ـــ ترى في البال هايم ، وتحت رمش العين نايم ، لا تقول قاطعتك ، أنت في القلب دايم

 

ـــ يمكن يصعب على العين تشوفك كل لحظة ، لكن يصعب على القلب ينساك في أي لحظة

 

ـــ قلب للبيع حب 100 في ال 100 ضمان مليون سنة  لو حب غيرك رجعه

 

ـــ كلك ذوق ....كلك رقة ... كلك حنية .... كلك طيبة ... كلك لقمة ... وروح نام

 

ـــ عسى الدنيا تضحك لك ،عساك تكون متهني ، ترى من قلبي أفرح لك ، وإن كنت بعيد عني

 

ـــ كل الحب والشوق إلك يا غالى ... والبغض والجفا لعداك ... يحرم علي عيش الهنا  ...ما دام حظي جفاك ... قل لي شسوي بهل قلب الماقدر يوم يجفاك

 

ـــ تبسم ترى العمر فاني ... تبسم وإياك تنساني ... تبسم ترى العمر لحظة ... تبسم ولو على شاني

 

ـــ تغيب الشمس والناس تنام ... يغيب القمر ويزيد الظلام ... تغيب أنت والله حرام

 

ـــ عساك تعيش في راحة ... وروحك دوم مرتاحة ... عسى درب الهنا دربك ... وقلبك تكثر أفراحه

 

ـــ سلام الله من قلبي .. لأغلى ناس في الديرة ... ترى إحنا برانا الشوق من الفرقة ... ومحبتكم ترى في القلب محفورة

 

    وبعد فهذه نماذج  جمعتها على عجالة أدعو القارئ الكريم للتمعن فيها وإصدار الحكم على ما ذهبت إليه فأنا على يقين أنه سيلمس ما فيها من جمال فني وهذه نماذج للتمثيل لا الحصر ولعلي أتابع الحديث حول هذه الظاهرة في مناسبة أخرى وأقترح للإثراء فتح المجال في الموقع بتخصيص زاوية لرسائل الجوال المكتوبة       بالفصحى والابتعاد عن العامية في محاولة لتثقيف المجتمع والارتقاء به عن العامية مع العلم أن هناك بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية تهتم بهذا الموضوع من خلال تقديم بعض الخدمات في هذا المجال لإتاحة الفرصة لهذه الظاهرة للنمو فلعلها تحظى بشيئ من  الدراسة بعد الملاحظة والتتبع ومن يدري فلعلها تكون إحدى الظواهر الأدبية التي تناسب عصرنا الراهن

والله من وراء القصد

   17/8/2004