رأس القاضي الطائر
حازم الكحيلي وكيل نيابة بدمنهور، لم أكن أنا أو غيري لنعرف اسمه. كتب الله له أن يكون في صدارة الأحداث منذ الأمس، فتقرأ اسمه في الأخبار مع اسم الإعلامي أحمد منصور الذي افرج عنه القضاء الألماني اليوم.
قصة حازم الكحيلي هي قصة كل ظالم رضي أن يفسد أخرته من أجل دنيا غيره وكانت نهايته التي تذكرنا بنهاية الجزار حمزة البسيوني عبرة شفى الله بها صدور الكثيرين ممن افسد عليهم دنياهم.
الرجل ابدع في طاعة أوامر أسياده العسكر، فقفز بسرعة البرق من منصب وكيل نيابة إلى منصب رئيس نيابة دمنهور الكلية ولا شك أنه اثبت اخلاصاً للعسكر كأداة ارهاب فتمت ترقيته.
ما يروى على صفحات التواصل الاجتماعي عن صاحب الرأس الطائر بشع ومريع، فالرجل اشتهر بتلفيق القضايا لرافضي الانقلاب العسكري، بل عُرِض عليه أحد الثوار الذين اختطفتهم ميليشيات الداخلية وعلى جسده آثار التعذيب، وطلب منه المعتقل أن يحوله للطبيب الشرعي لإثبات وجود تعذيب فرفض وسبه وجدد له الحبس 15 يوماً.
كان ترساً في آلة الإرهاب العسكري لم ينل تلك الشهرة الملوثة التي نالها غيره من قضاة حلاوة، لم تتحدث عنه القنوات الرافضة للانقلاب وتفضحه مواقع التواصل الاجتماعي ولم تكتب عنه المقالات كما حدث مع المتصابي ناجي شحاتة مرتاد المواقع الإباحية ولم يلمع اسمه كشعبان الشامي الشهير بـ “شعبولا” الذي كان يدير شقة للدعارة وفُصل من منصبه ثم اعادوه ليستخدموه فيما بعد.
ترس من مئات التروس التي تدور في ماكينة الإرهاب العسكري، بعضها يقتل بيده كجندي الأمن المركزي الذي يواجه الثوار ببندقيته فيقام مأتم في بيت ما، وتروس أخرى تحمل السلاح في وجه أهلنا في سيناء فتقتل هذا أو تصيب ذاك، أو جندي يجلس فوق دبابة يطلق النار على متظاهر في الاسماعيلية (كما رأينا في المشهد الشهير)، أو طيار يقود طائرته الأباتشي المستوردة ليقصف مسجداً أو مزرعة زيتون أو منزلاً في سيناء بصاروخ ثم يعود إلى منزله فيصطحب اطفاله وزوجته في سيارته الفاخرة ليتناول معهم طعام العشاء في احد المطاعم الراقية، بينما ينشغل اطفال آخرون في سيناء بدفن آباءهم، أو يظلون جالسين بجوار جثمان أمهم، ريثما يأتي أحد الأقارب ليدفنها.
ترس هو من مئات التروس التي تم تشحيمها بالارهاب والاستعلاء والكراهية والجهل والظلم، لتعمل ضد رقبة الوطن وتمحو منه السلام وتعادي الاسلام وتغلق المساجد وتحرقها.
مجرم من ضمن آلاف المجرمين الذين لا نعرف عنهم شيئاً، مثله مثل القتيل وائل طاحون جزار المطرية، الذي نشرت صحيفة الوفد جرائمه في 2011 ثم عادت بعد اربعة سنوات لتعتبره شهيداً !!
انتهت حياته الملوثة بسطر في جريدة، فعرفنا جانباً من جرائمه.
انتهت حياته نهاية ذكرتنا بنهاية حمزة البسيوني جزار السجن الحربي، ففي حادث تصادم على الطريق تحطمت سيارته وتحولت إلى كتلة من الصفيح المفري وانفصلت رأسه عن جسده ليقف أمام ربه حيث لا علاوات ولا ترقيات ولا عسكر.
وقبله مات جمال مصطفى عبده عضو اليمين بدائرة القاضي “شعبولا” وهو من ضمن من اصدروا أحكام الاعدام، مات بعد أن اصيب بجلطة في المخ ودفن في صمت.
فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟
وهل يأمن عمرو أديب وزوجته وغيرهم أن تطير رؤوسهم في حادث ؟
هل يعلم عمرو أديب كم يتحمل في رقبته من الدماء ؟
هل يأمن أن يهلك فجأة وهو يحرض على الشاشة فيذهب وحيداً إلى ربه ليحاسبه على جرائمه ؟
اتعظوا من رأس القاضي الطائر.