صرخة مدوية ودون تورية
أيها المسلمون سأقول رأيي واضحاً كشمس الضحى، ولن أكتفي في مقالتي هذه بمخاطبة الإسلاميين بل سيكون خطابي للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عرباً وعجماً سوداً وبيضاً، وإني أرجوكم أيها المسلمون أن تقرؤوا هذه المقالة وأن تتدبروها لعلها تكون سبباً للخلاص ولو بعد عقد أوعقدين من الزمان أو أكثر.
انظروا إلى دول العالم وابدؤوا بدول العالم الإسلامي فماذا ترون في أكثرها، سترون أن القوة والقوة وحدها هي التي تتكلم ولا كلام للحق والمنطق والعدل، ان الأمر والنهي والسلطان للقوة وحدها، أما قيم العدل والمنطق والحق فهي قيم مسحوقة تحت أحذية العسكر الذين يتغذون بأموالكم ويتسلحون بما يقتطع من أقواتكم ثم يستخدم القادة الفاسدون الماجورون هذه الجيوش لسحقكم وإذلالكم،ونحن لا نطمع أن نرى جيشاً من جيوشنا يحرر الأرض فهذا حلم غريب بل لا نطمع ان نرى جيشاً يحفظ الكرامة والعرض. انظروا كيف تعيث إيران في بلادنا فسادا وتعبث بها عبثاً فهل رأيتم جيشاً من جيوشنا تصدى لها ووضع حداً لوقاحتها وحماقتها.الا ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله تعالى خرق القاعدة فدفع الجيش في عاصفة الحزم ليدفع شر الانقلابيين الحوثيين اداة ايران في اليمن .
كنا نحسب أن هذه الجيوش هي لنا وللدفاع عنا فإذا هي علينا ليس غير ولم تطلق ولن تطلق رصاصة على العدو، وهي قادرة فقط على سحق معارضي سارق الحكم أو بتعبير أدق هي قادرة على سحق الشعب لان الشعوب كلها في كثير من أقطارنا معارضة وناقمة، وماصمتها وهدوؤها إلا كالهدوء الذي يسبق العاصفة، لكن من أعجب العجب أن حكامنا لايدركون حقيقة شعوبهم او يدركون ويتجاهلون، بل ربما ظنوا أن صمت الشعوب رضا أو ربما ظن بعض الحكام أنهم قادرون على القمع وتكميم الأفواه وربما اعتقد كل واحد منهم أنه أقدر من غيره على القتل والتغييب واستخدام الإعلام والقضاء الفاسد وأنه يستطيع التشبث بالكرسي بحماية الجيش الذي اشترى ولاء قادته بالمال والفساد اضف إلى هذا اعتماده على أعداء الأمة الذين يؤيدون الطغاة ويدعمون المستبدين الفاسدين ، كيف لا وهؤلاء الحكام أقدر على تحقيق مصالح الغرب وأطوع له من حكام أحرار يمثلون إرادة الشعوب وينبثقون عنها.
انظروا أيها المسلمون إلى مصر هل نفعت صناديق الاقتراع أو أجدت شيئا والذي حصل أن العسكري الغادر داس الصناديق ورمى أول رئيس منتخب انتخاباً نزيهاً شهدت بنزاهته الدنيا في السجن ثم لم يكتف بالازاحة والسجن بل تعداها إلى اصدار احكام بالاعدام وهكذا صار الخصم هو الحكم في مهزلة يسخر العالم منها لكن الغادر لا يبالي بهذا، وهكذا تكلمت القوة ولعلع الرصاص وأخرس الحق والعدل
وفي ليبية ضحى الإسلاميون تضحيات كبيرة حتى ازاحوا ذلك الحاكم المتسلط فتدخلت مجموعة من أعداء الإسلام ودفعت الطامح حفتر لمواجهة الثوار ولم تقصر تلك المجموعة بإغداق المال والسلاح عليه لعله يقضي على مد الإسلاميين الطاهر النقي ويتمكن من سرقة الثورة من أبنائها وعندما عجز صنع أحمد قذاف الدم بالاتفاق مع مصر - خدمة لصاحبهم حفتر- داعشاً ليبية واذا بها قوة بارزة بين عشية وضحاها وانما صنعوا داعشهم ليوهموا العالم أنهم يحاربون الإرهاب لذا يجب على العالم أن يؤيدهم ويقف إلى جانبهم. أما حكم المحكمة العليا الليبية التي حكمت بعدم شرعية البرلمان الذي تم انتخابه فقد ذهب حكمها ادراج الرياح.
وفي العراق أيضاً لا كلام إلا للسلاح والقوة بعد أن قدمت الولايات المتحدة العراق العظيم فريسة سهلة لإيران، ثم لم تلبث إيران إلا قليلاً حتى مكنت أذنابها من الروافض من الإمساك بتلابيب الجيش والسيطرة عليه وقد سارع هؤلاء جميعاً إلى ذبح مئات الألوف من المسلمين (السنة) ولا يزال الذبح قائماً على قدم وساق في مهزلة محاربة الإرهاب التي لم تعد تنطلي على أحد.
ومايجري في اليمن حلقة من سلسلة التآمر والكيد المجوسي الصليبي بالمسلمين في صور تشبه مايجري في كثير من بلداننا.
أما في سورية فالدمار والقتل لا يتوقف ساعة من ليل ولا نهار وكم وضع الغرب لبشار الأسد خطوطاً حمراء كثيرة داسها بشار ولم يكترث بها ولا فيمن وضعها، ألم يقل أوباما إن الكيماوي خط أحمر فماذا فعل بعدما استخدمه بشار عشرات المرات وقتل بالكيماوي وحده عشرات الألوف .
وهذه البراميل المتفجرة تلقى على البيوت المكتظة بالاطفال والنساء لا على ارتال الثوار فماذا صنع العالم اكثر من التنديد والشجب الذي يقال نفاقاً وتخديراً.
خبروني أين الحق فيما يجري في العالم واين العدل هل هو في ميانمار أم في الصين أم في العراق أم في اليمن أم في سورية أم في فلسطين ام في لبنان ام في افريقية الوسطى ..؟
أيها المسلمون تحدثوا واشرحوا أحوالكم في الفضائيات وقولوا إنها مؤامرة وهي حقا مؤامرة على الإسلام والمسلمين وعلى الشعب السوري .أيتها النساء ابكين واملأن الدنيا عويلا. أيها الأيتام الصغار اصرخوا واندبوا آباءكم وامهاتكم واخوانكم . أيها المسلمون اعقدوا المؤتمرات لكن لن يكون لهذا كله قيمة وما اراكم الا كمن يطلب من الماء جذوة نار ، ومن يطلب ممن يريد قتله أن ينصره .
ان الخطب والمؤتمرات والعويل والبكاء والشرح والكلام لا يساوي في عصرنا هذا عصر القوة فلساً واحداً، ولا كلام إلا للقوة اما الضعفاء المتسلحون بالكلام فعليهم السلام. فهل فهمتم المعادلة . ولست اعني الغاء الخطب والمؤتمرات وانما ادعو الى شيئ اخر معها.
وبعد البيان الذي أوردته سأقول رأيي بملء الفم وسأعلنها صريحة مدوية
وسأدعو إلى معركة من نوع آخر إذا وفقنا الله بها وألهمنا حسن إدارتها ربما تغير مجرى التاريخ
أيها الشباب في العالم الإسلامي انخرطوا في الجيوش حتى وان كانت فاسدة أو كان قادتها خونة وعملاء، ادخلوها بأية وسيلة ، تظاهروا بأنكم بعيدون عن الآسلام فهذا جواز المرور وصفقوا لهؤلاء القادة وقولوا أنكم جاهزون لحمايتهم والدفاع عنهم ألم يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم (الحرب خدعة) افهموا هذا وعندما تنخرطون في هذه الجيوش عليكم ان تصبروا وتتحملوا فالعوج كبير وفظيع وان صبركم نوع صعب من الجهاد، اصمتوا إلى حين أن تكثروا في تلك الجيوش وتصبحوا قادرين على إزاحة الفاسدين السارقين ثم بعد هذا تحركوا الحركة المدروسة واياكم ان تندفعوا فالاندفاع يضر في كثير من الأحيان ولا ينفع فنحن في عالم ليس الروافض وحدهم فيه يعملون بالتقية بل اعداؤنا جميعا يعملون بها
قد يكون هناك أساليب أخرى للتغيير لكن رأيي ان هذا هو الاسلوب الأليق بعصرنا عصر المؤامرات والمكر والخداع وعلينا أن نلجأ إلى المكر والخداع لنعيد الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها بعد أن اصبحت الجولة والدولة لأهل الباطل من العلمانيين واليساريين والملحدين الذين لا يقيمون لصناديق الاقتراع وللديمقراطية وزناً، وماحديثهم عنها إلا ضحك علينا وتخدير لنا.
لقد ثبت بالدليل القاطع انهم اقصائيون لا يقبلون الرأي الآخر ولا يقبلون الآخر بل لا يترددون في إبادته إن استطاعوا. ألم يدوسوا الصناديق ونتائجها في الجزائر وفي فلسطين وفي مصر، بل وفي تونس أيضاً، يضاف إليهم من تربع من حكامنا على رقاب الشعب باستفتاء تعلم الدنيا أنه مزور او انتخاب اشبه بمسرحية هزلية. إذن لابد من مواجهة المكر بالمكر والخديعة بالخديعة.
ايها الاخوة ماذا أفادت المؤتمرات والندوات واللقاءات والمفاوضات وهل يفهم اعداء الإسلام إلا لغة واحدة هي لغة القوة.
ابدؤوا ياشباب الاسلام بالعمل المجدي والحذر الحذر فالاعداء ماكرون خبثاء واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
نائب رئيس جمعية علماء حماه سابقا
عضو مؤسس في رابطة ادباء الشام
عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .