[داعش]-عارية من الإسلام- في مواجهة نصوصه وتطبيقاته!
من الواضح لدى أي مطلع على مباديء الإسلام ..أن ما سمي [بدولة الخلافة الإسلامية..] تمثل الوجه السلبي [ الأقبح] الذي دأبت مصادر الأعداء – وخصوصا الغربيين [ الصليبيين واليهود] على طرحه للإسلام – كدين بدائي همجي شبقي متوحش لا علاقة له بالإنسانية..إلخ – بعكس حقيقته تماما ..وبما تتصف به – عمليا وتطبيقيا – كثير من تصرفات وتعاملات وتطبيقات [ حضارتهم الغربية ] على الأرض ..- وهو ما يشهد به تاريخها الاستعماري ..وحروبها الإبادية ..وتصرفاتها الهمجية ضد الشعوب التي ابتليت بها في مواقع مطامعها وتصادمها .. سواء في الحروب الصليبية ..أو الاستعمارية ..أو الكونية ..أو ما تلاها – وتخللها - من دسائس وخسائس – ما زلنا نواجهها ونكتوي بنيران كثير منها ..وتعمل – بوسائل مختلفة - في إبادة هذه الآمة وتدميرها ومنع نهوضها واستقلالها وتقدمها .. وبالتالي منع عرض ( الوصفة الوحيدة ) لإنقاذ البشرية من أزماتها المزمنة وانحدارها اللا أخلاقي ..وتطرفها المادي وتغولها اللا إنساني!
.. فإذا علمنا بأن [ كيانا أو حركة كداعش] هي من إفرازات مؤامراتها ..وطعونها لهذا الدين وأهله .. – كما يلاحظ كثير من المطلعين والمحللين ..وحتى [طالبان] حملت على داعش واتهمتها بالرجس والعمالة للكفرة الأعداء!- إذا أضفنا ذلك – اتضحت الصورة – خصوصا وأنها من أكبر الأدوات لتبرير واستجلاب [ إبادات ] لمزيد من المسلمين – بحجج ووسائل وجبهات مختلفة!-..وفتن وتشويه وتشويش ..ومغالاة في التطرف الطائفي والعنفي! ..إلخ
.. يكفي أن نعرض بعض النصوص والتطبيقات المشهورة في الإسلام ..ونقيس عليها تصرفات تلك العصابة .. لتعلم أن بينها وبين الإسلام بونا شاسعا ..:
1-( لا إكراه في الدين):
آية من القرآن مشهورة واضحة بينة ..محكمة .. لا مجال في ظلها للف والدوران [ والتفلسف].. ويؤكدها تاريخ الإسلام العملي في امتداده الطوعي .. حيث لم نشهد – خلال تاريخه الطويل – حوادث إجبار لأحد على دخول الدين .. بالرغم منه لأن الإيمان موضعه القلب الذي لا سيطرة لأحد عليه إلا الله .. والإسلام ينظم العلاقات بالآخرين بموجب تشريعاته الواضحة والمحددة ..فلجوء [ داعش] لإجبار بعض الناس على الإسلام – إن صح هذا- فهو مخالف لصريح النص السابق ..والذي تماثله وتؤيده نصوص ووقائع أخرى كثيرة في القرآن والإسلام ومسيرته التاريخية .( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)؟! – استفهام إنكاري! للرفض والنهي عن الإكراه!
2-( ولا تزر وازرة وزر أخرى) :
..وهو نص تكرر في القرآن مرارا ..وسار عليه العمل دائما ..ومفهومه أنه لا يجوز أخذ البريء بجريرة المذنب ..وتحميل إنسان آخر مسؤولية جريمة غيره – مهما كانت صلته به أو قرابته له ..إلا بقدر تحمله أو مشاركته في الجريمة ..
.وهذا ما تخالفه [ داعش ] على نطاق واسع ..ويفعله غيرها من الفئات القريبة من عقليتها ..
.. لا يجوز مطلقا قتل الأبرياء بغير ذنب – مهما كانت الأسباب ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)..إلخ
وفي الحديث (هذا الإنسان بنيان الله ؛ ملعون من هدم بنيانه) – مطلق الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه ومعتقده ومذهبه ومشربه!
3- ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) + ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)!:
..وقد وضح الإسلام وحدد الحديث ..ما المقصود بالحق ..ومسوغات القتل :(لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني-والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) .. هذا إذا كانوا يريدون الالتزام بأحاديث الآحاد!
..أما غير المسلمين فلهم قوانينهم ..ويباح لهم كثير مما لا يباح للمسلمين!
4- ( فشدوا الوثاق – فإما مَنًّا بعدُ- وإما فداءً ..)
وذلك في توضيح التعامل مع الأسرى .. فلم تذكر الآية إلا أحد أمرين : ا- إما إطلاق الأسير بدون مقابل (منّا)
ب- وإما بمقابل بمبادلته بأسير أو أسرى آخرين ..أو يمقابل مادي ..أو خدمة – كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..مع أسرى بدر ..حيث أطلق بعضهم بدون مقابل ..والبعض بمقابل ..ومن ذلك .. أن يُعَلِّم الأسير (المتعلم) عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة – مقابل إطلاق سراحه!!
.. ولم يتعرض النص – وهو أوضح ما ورد في التعامل مع الأسرى – لم يتعرض للاسترقاق .. وإنما كان ذلك بمثابة التعامل بالمثل .. في مجتمعات ذلك الزمان .. فإذا اتفق المتحاربون – واصطلح الناس على عدم الاسترقاق .. وجب الالتزام بذلك – كما إذا اتفقواعلى منع الاسترقاق أصلا – مع أن الرقيق في الإسلام ..وقواعد التعامل معه برحمة وعدل-– خير ألف مرة ..من سجون بعض الدول في هذا العصر!!
[ ألا يفضل ضحايا أبو غريب وباجرام وغوانتانامو ..والسجون السرية للمخابرات الأمريكية _ والتعذيب بالوكالة – وسجون أمثال النظم القمعية العميلة في سوريا ومصر والعراق وغيرها-!..إلخ أن يكونوا رقيقا مرحوما لدى مسلمين صالحين ملتزمين .. على وضعهم المعروف؟؟!!!]
- اسمعوا هذا الحديث عن معاملة الرقيق [العبيد]..:.. ( إخوانكم خَوَلكم .. فمن كان أخوه تحت يده ؛ فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس! ولا تكلفوهم ما لا يطيقون .. فإن كلفتموهم فأعينوهم!!)
كما أن القرآن حبذ الإحسان إلى الأسير وإطعامه من خير ما يأكل الناس ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا – إنما نطعمكم لوجه الله ..لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ,,,)
5-( لا يعذب بالنار إلا رب النار )..
..كما ورد في الحديث – بروايات مختلفة .. و[ هؤلاء] عرضوا أكثر من شريط يوضحون فيه جرائمهم بحق الآخرين بحرقهم بالنار !– خلافا صريحا لنصوص مثل هذا الحديث .... – ربما قاصدين إرهاب الآخرين ..
..ولكن لا يلجأ - مسلم - لمثل تلك الجريمة إلا وقد نقل كذلك عن أمثالهم من المارقين من مجوس الروافض ..حيث رأينا استعانتهم بالنار –التي يقدسها بعضهم – لتعذيب وقتل بعض ضحاياهم من أهل السنة ..وحتى الأطفال !! وما لم يعرض عند هؤلاء أكثر بكثير مما عرض!
- الدواعش وأشباههم:هل يعتبرون أنفسهم خيرا وأتقى وأفقه من الصحابة والتابعين؟! :
دأب الدواعش على تهديم بعض الآثار والأضرحة والتماثيل ..وأشباهها بحجة أنها من شعارات الوثنية ..
هذا مع أن تلك الأشياء موجودة منذ الفتح الإسلامي - أي منذ زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم .. ..ولم يهتموا بها ولم يتعرضوا لها – خصوصا إذا كانت مهمة لأي طائفة شملتها الدولة بمواطنتها ورعايتها !
.. ولهؤلاء الجهلة المتنطعين .. والذين يعتقدون أنهم أصح دينا وأكثر تقوى ..وعلما وورعا من الصحابة والتابعين وعلماء الأمة وفقهائها ..- نذكرهم بالعهدة العمرية –وليعودوا إلى نصوصها .. حيث نصت – صراحة- على المحافظة على [ مقدسات النصارى كالصلبان ] !!
وهل يحرقونهم ويقطعون رؤوسهم – إذا افترضنا وجودهم الآن – أو عودتهم للحياة! – كما يتوعد [ مهدي الرافضة] بقتل كل الأئمة والحكام من عهد أبي بكر– إلى زمن[خروجه - أي الغائب–عجعج-!] حيث يحييهم جميعا ويعدمهم ثانية ! - كما [ يهذون ويهرطقون.. قاتلهم الله أنى يؤفكون] !!
ولا شك ان بعض تلك التصرفات الداعشية ..والتي لا ينقصها [الاستعراضية] وربما ليثبتوا عمق [ سلفيتهم]! تزيد من عزم بعض من يقدسون تلك[الأيقونات] ..لمجابهة كافة الثوار ..حيث يقدس البعض بعض الأضرحة ويعتبرون الدفاع عنها [ عقيدة] ..كما هو الوضع بالنسبة لضريح السيدة زينب في دمشق!
..والبغدادي يعرف ذلك ..ولذا تعمد التصريح بقصده [هدم ضريح زينب] مما أثار الشيعة في كل مكان فتوافدوا ليحموا أحد أهم أصنامهم..! – مما شد عزم نظام الأسد الذي كان متهاويا –على وشك السقوط والانهزام ..وسط تشكيك الكثيرين – وخصوصا في لبنان..أن [الموت في سبيل تثبيت عرش الأسد ليس شهادة ] ! – وبعد تصريح البغدادي – لم يعد أحد يعترض على موت أحد [ في سبيل ضريح زينب]!! – لا في سبيل [ عرش الأسد]!
وتقاطر الروافض من إيران وأفغانسان وباكستان ..إضافة إلى لبنان والعراق ..وغيرها .. ليحموا [ ضريح السيدة زينب]!- حفظها الله-!!!
ولمعرفة البغدادي بآثار تصريحه وردود فعله ..المتوقعة .. يتأكد شبهة [عمالته وجماعته لنظام الأسد وأسياده الصهاينة مشتري الجولان من والده].. خصوصا إذا علمنا أن كثيرين من [ جند البغدادي] ممن أطلقهم بشار – وحليفه المالكي من السجون ليلتحقوا بتنظيم البغدادي ..: الذي [أوحي إليه ] أن يعلن [الخلافة الإسلامية ] ليشوهها بالتصرفات الهمجية الحمقاء المتهورة الخرقاء..المقصودة!!
ومما يؤكد ذلك أيضا .أن طيران نظام الشبيحة الجحشي لم يكن يقصف [ عصابة البغدادي ] التي كان أكثر قتالها [ ضد الثوار ] الذين كانوا يشتكون ..ان جماعة البغدادي- حتى قبل إعلان الخلافة المزعومة - كانوا يتعمدون إعادة احتلال المناطق التي يحررها الثوار من قوات النظام !!
وسوم: العدد 623