ما هذا يا فضيلة الشيخ ..؟!
وَصلَني تَسجيلٌ مُصَوّرٌ يَقولُ فيه فضيلةُ الشيخ يوسف القرضاوي:"نَحنُ نَتَمسَّكُ بِالدِيمُقراطيِّةِ وَنُقاتلُ في سَبيلِهَا"أقِتالٌ في سَبيلِ الدِيمُقراطيِّةِ يَا فَضيلَة الشيخ..؟!مَا سَمعنا بمثلَ هَذَا من قبل..أجل ما سمعنا ولا قرآنا عما قلت..لا منْ سلفِ الأمةِ وَلا منْ خَلَفِها..منْ أينَ أتيتَ بِهَذِه الشريعةِ أيُّها العالمُ الجليلُ..؟القرآنُ الكريم شرَّعَ لنَا القتالَ في سَبيلِ اللهِ لقوله تعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"أمَّا القتالُ في سبيلِ الديمقراطيِّةِ..فأمر جديد مبتدع في دين الله وشرعته..رُبما يَكونُوا هذا منْ شرعةِ غيرِ المسلمين..فَلِكُلِّ مِلَةٍ أنْ تُقاتِلَ في سَبيلِ مَا تَعتقدُ وَتُؤمِنُ لقوله تعالى:"وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ"وهلْ يَصحُ ويستقيم من عالمٍ مسلمٍ استخدامُ هَذِهِ المُقابَلَةِ الغريبةِ العجيبةِ بينَ (سَبيلِ اللهِ) وبينَ (سَبيلِ ألديمُقراطيِّةِ)..؟!أليسَ هَذَا من تَقديسِ الديمُقراطيِّةِ وجعلِها عَلَى مُستَوى قَداسَةِ اللهِ جلَّ جلاله..؟؟؟!!!نحنُ المُسلمينَ بِكُلِّ تأكيدٍ نحترمُ كُلَّ تَوجهٍ بشريٍّ إيجابيٍّ..وَالديمُقراطيِّةُ اليومَ افضلُ مَا عندَ غيرنَا مِنْ تَوجهاتٍ..وَلَكنّْها لَيست الحقَ المُطلقَ والنهجَ المُحكَمَ..فهي تبقى اجتهاداً بشريِّاً يُؤخذُ مِنْهُ وَيُرِّدُ..والغربُ اليومَ يجري مُراجعاتٍ بشأنِ الدِيمُقراطيِّةِ..وَهُنَاكَ مَنْ يَرى أنَّها أصبَحت باليةً لا تَستَجِيبُ لتحدياتِهم وَطُمُوحاتِهم المُعاصرةِ..وَمَاذَا يا فضيلة الشيخ لو فاجأنا الغربُ بنهجٍ جديدٍ يُسَفِّهُ الدِيمُقراطيِّةَ وَقِيمَها..؟!ألم يُحْرَج علينا من قبل عَالمٌ جَليلٌ- رَحِمه اللهَ - فقالَ في الاشتراكيِّةِ مِثلَ ما تَقُولُ اليومَ في الدِيمُقراطيِّةِ من تبجيل وإجلال..فأطلق مصطلح:"اشتراكية الإسلام"وصدح أمير الشعراء واصفاً سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم قائلاً:"الاشتراكيون أنت إمامهم"فَلمَّا أفلَ نِجمُها وَتَهاوت أصنَامُها..وانكشف عوروها وبطلانها وإفكها..استغفرنَا لَه غَفرَ اللهُ لنَا وله وَلَكَم..أجل يَا فَضيلَة الشيخ هُناكَ فرقٌ كبيرٌ بينَ أنْ يُعجَب شَخصٌ مَا باجتهادٍ بشريِّ مَا..وبينَ أنْ يَتَحوّلَ إعجابُه إلى دَرجةِ الاعتقادِ والتقديسِ مِمَّا يُقاتَلُ في سَبيلِهِ..فَإنْ كانَت الأُولى مُباحةً..؟فالثانيةُ غُلوٌ شديدٌ..وَهو غُلوٌ مُدَمِّرٌ إنْ كان مِنْ عَالمٍ جليلٍ..غَفَرَ اللهُ لنَا ولَكُم..وإنّْي لآملُ مِنْكَم التَصّحيحَ والإنَابَةَ..فَالحقُ أحقُ أنْ يُتَبَع..فإنَّنَا نبقى نُجِّلُ العُلَمَاءَ وَإنْ اختلَفنَا مَعَهم..وَاللهُ سُبحانَهُ الهَادي إلى سَواءِ السبيلِ.
وسوم: العدد 626