لا عصمة بعد القدس

يوميّات الحزن الباكي

القدس

عندما داست خيول المحتلين تراب القدس، وصمت العربان، قال العقلاء:

لم يعد عصمة لأيّ عاصمة عربيّة بعد القدس، فلم يصدّقوهم، سقطت بعدها بيروت، بغداد، طرابلس الغرب، وتدمّر دمشق يوميّا، ولا يزالون غارقين في ضلالهم وجهلهم.

الأقصى

بعد تقسيم الحرم الابراهيميّ في الخليل، وانخرس المسلمون، قال العقلاء:

الدّور القادم على الأقصى، وإذا تهاونوا في قضيّة الأقصى الدّور الذي يليه على الكعبة والمسجد النّبويّ، وجرى تقسيم الأقصى زمانيّا، ولا يزالون يبحثون في "فقه الضّراط" و"فوائد شرب بول البعير" وشرور الدّنيا التي يحملها جسد المرأة".!

الظّلاميّون

عندما ضلّوا طريق الجهاد، أعلنوها حربا على بلد المليون شهيد، فكانت العشرية الظّلامية"1992-2002" التي حصدت أرواح مائتي ألف جزائريّ، وكلّفت الجزائر مليارات الدّولارات.

العراق

تحالف العربان مع دول النّاتو لتحرير العراق من دكتاتورية رئيسه صدّام حسين، وتمّ تدمير العراق واحتلاله وهدم دولته في آذار 2003، فحرّروا العراق من وحدة أراضيه، قتلوا أكثر من مليون مدني عراقيّ، يتّموا ورمّلوا وشرّدوا الملايين، أشعلوا نار فتنة طائفيّة، ونهبوا المليارات. ولا يزال العراق يعاني، وهناك من يتغنّى بالتّحرير.

سوريّا

رفعوا "راية الجهاد" لاسقاط النّظام السّوريّ، دمّروا سوريّا، قتلوا وشرّدوا شعبها، استنزفوا جيشها، تحالفوا مع النّاتو واسرائيل، ولم يرفّ لهم جفن، ولا يزالون يتغنّون "بدولة الخلافة القادمة" التي ستقضي على حكم المجوس والرّوافض!

مصر

غاظهم أن تعود مصر لشعبها وأمّتها، أعلنوها حربا مقدّسة، فقاموا بتفجيرات واغتيالات، ولا يخجلون من رفع شعار"كتائب القدس" فهل ما عادوا يعرفون أين تقع القدس؟

كوباني

هاجموا كوباني "عين العرب" في سوريّا لتحريرها من مواطنيها الأكراد السّوريّين، دمّروها وقتلوا وشرّدوا أهلها، لم يخجلوا من براءة الطّفولة للطفل ايلان عبدالله الكرديّ، الذي قذفته مياه البحر على الشّاطئ التّركيّ، فرحوا لدموع والده الذي فقد ولديه وزوجته، ويتغّنون بالانتصارات وقوّة الايمان!

وسوم: العدد 632