عبادة الحج صفعة قوية لكل أنواع الطائفية
عندما يتابع المرء مناسك الحج من طواف وسعي ووقوف بعرفة ونزول بمنى ومبيت بمزدلفة ، ونحر، وحلق، ورمي ...لا يرى سوى أمة واحدة تختلف ألسنتها وألوانها وتتفق قلوبها ومشاعرها وتوحد كلمة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ويلاحظ غياب النزعات الطائفية التي تقوم على أساس تفريق الأمة الواحدة إلى طوائف مختلفة بل ومتناحرة .
ومن المفارقات الغريبة العجيبة أنه في الوقت الذي كانت فيه الأمة الواحدة توحد خالقها ويوحدها التكبير والتهليل كانت الطوائف تتناحر في العراق وسوريا واليمن وليبيا وأقطار أخرى . وتوحد الأمة في عبادة الحج حجة دامغة على انحراف الطائفية مهما كان نوعها .
ومعلوم أن الطائفية تقوم على أساس العصبية والتعصب لرأي أو اعتقاد منحرف وفاسد أو لأشخاص ينصبون أنفسهم أوصياء على دين الله عز وجل ، ويتجاسرون على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم . فإذا كان الله عز وجل قد وحد الأمة الإسلامية وانتدب رسوله صلى الله عليه وسلم لتوحيدها من خلال عبادات ومعاملات معلومة فإن دعاة الطائفية يعملون على تفريق وتشتيت الأمة من أجل إرضاء أهوائهم وتحقيق مصالحهم التي يبطنونها ويظهرون التدين ، وهو تدين مغشوش. فكل من لم يعش بقناعة وحدة الأمة كما هو حالها في عبادة الحج ، فهو منحرف عن دين الله عز وجل بسبب الميل مع الطائفية وهو ميل مع الأهواء .ولقد جعل الله عز وجل عبادة الحج آية تعكس بجلاء طبيعة الإسلام الذي يوحد الأمة وتفضح كل أنواع الطائفية التي تشتتها .
وسوم: 635