المؤلم والأكثر إيلاماً !
أن يؤذينا البعض بالكلام البذئ يصدر من أفواههم عبر الفضائيات أمر يمكن تحمله أو التجاوز عنه بالسكوت والصمت أما وأن يتجاوز الإيذاء الحد إلى التهكم والسخرية من الدين والعلماء الكبار موضع إحترامنا وتقديرنا فهذا والله من أكثر ما يؤلم النفس والقلب معاً.
ماذا جرى للناس؟
لا يمكن لعاقل أن يسب دينه. إنه عمل العاطلة عقولهم والسكارى. إن سب الدين معصية كبرى لا طاقة لمخلوق بارتكابها، ويتداولها بعض المفاليت ونسمعها في الطرقات فتحدث في نفوسنا من الألم ما يبكينا على حالنا العام.
وأقول لمن يصدر منه هذا العمل: إتق الله .. وأقول لن يسمع هذا السب ولم يغضب: اتق االله. الغضب لا يكون إلا إذا انتهك حق من حقوق الله سبحانه وتعالى.
ما لنا لا نرجو الله وقاراً ؟!
الحياة ليست كما يظن البعض مجموعة من السلوكيات المنحرفة لإشباع الغرائز ويتحول معها المجتمع إلى منظومة من الشهوات فسيسقط في بئر لا قرار له ثم تكون النهاية المؤسفة التي يتناساها البعض تحت تأثير الفكر الإرجائي أو (لسه بدرى كما يقول العامة!!) الموت يلفنا من كل جانب ويحيط بنا تماماً ونحن جلوس ونحن قعود وفي نومنا وفي سيرنا. لا مفر من الموت مطلقاً فلماذا التعدى على حقوق الله؟ قد تموت وأنت تعتدي على حق من حقوق الله فماذا فاعل أنت حيئنذاً؟ أجب!
ماذا سيقول الذي أعتدى على حق الله لربه ليوم التلاق؟ ألم يفكر المعتدى في ذلكم اليوم؟
لماذا تسب الدين؟
أنت تسب رب العالمين ولا محل لك إلا أسفل سافلين.
المسألة ليست موضوعاً للنقاش.
المسألة غاية في الخطورة لأنها أصبحت ظاهرة مؤسفة كما أنها تمارس بشكل متنامي وبلا خجل ولا حياء.
كم هي الظواهر المقلقة في حياتنا ولكن أخطرها ظاهرة سب الدين.
واعتقد أن للجهات المختصة من الوسائل الكثيرة التي يمكن تفعيلها لضبط سلوكيات الناس، وأولى السلوكيات بالضبط هي السلوكيات السالبة المتعلقة بالعقيدة ومنظومة القيم العليا التي لا ينضبط المجتمع إلا بها.
وعليه فالقضية خطيرة لأنها تتعلق بالعقيدة.
وكل طلبنا من الجهات المختصة أن تفعل الضوابط التي نعتقد أنها موجودة والحمد لله.
وعلينا أيضاً ان نسلك في حياتنا السلوك القويم فهو الدال على احترامنا لعقيدتنا واحترامنا لذواتنا وأن نعرف أنه لا قيمة لنا أمام الآخر إلا باحترامنا لديننا وخصائص حضارتنا؟!
أمة تحارب خصائصها؟!
هل هذا معقول؟
لماذا نحارب خصائصنا ونسخر من ديننا ومن علماء أمتنا؟
ماذا نقول لربنا غداً؟
المؤلم كثير جداً والأكثر إيلاماً يفوق الحصر.
مطلوب منا أن نعود إلى الله. والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب.
وسوم: العدد 645