إنها حرب مخابرات عالمية على الأراضي السورية
أعزائي القراء..
من يتابع تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين حول الوضع في سوريا .. يجد أن الطريقة التي يتعاطى بها هؤلاء المسؤولون هي طريقة جديدة وغريبة..ولم نألفها في أزمات سابقة سواءا كانت أزمات عابرة أو أزمات خطيره.
أهم ما في هذه التصريحات هو إسلوبها المتناقض بحيث تصادفك جملة واحدة من تصريح واحد ولمسؤول واحد تحاول بكل جهدك وخبرتك تحليلها فلا تستطيع أن تصل إلى إستنتاج واحد .
هذا مايتعلق بمسؤول واحد فعلينا ان نتصور مجموعة تصريحات لمجموعة مسؤولين أوروبيين وأمريكيين هم بالأصل حلفاء أي من المفروض أن سياستهم الى حد ما واحدة تنشر على الإعلام وفي يوم واحد ثم نحاول إعطاء خلاصة لها .. إلا اننا نغوص في جملة تحليلات قد يكون احدها صحيحا .
فأنا لا افهم مغزى إنتساب بريطانيا الى التحالف فوق سوريا إذا كنا لانسمع أي تقييم او تقدم لعملياتهم العسكرية من قبلهم! .
ثم ماهي الفائدة منها اذا كان هناك تحالف من نوع آخر هو المسيطر على السماء وهو الروسي يصول ويجول ويتحكم بإختيار أهدافه المدنية والإنسانية ، بل أكثر من ذلك على التحالف رقم واحد ان يأخذ إذنا من التحالف رقم اثنان حتى يحلق في السماء السورية بينما التحالف رقم ثلاثة ينتظر الضوء الاخضر من التحالف الثاني حتى تبدأ سياحته الجوية.
اعزائي القراء..
اليس ماقلته أعلاه لايعدو عن كونه فزوره قد تحتاح لكومبيوتر لحلها. هذا اذا لم نضطر لإدخال متحول جديد في المعادلة هو التحالف رقم أربعة حيث هناك بعض الدول ترغب بحجز رقم جديد لها بإنتظار تعليمات جديدة ،فنكون امام معادلة باربعة مجاهيل مستحيلة الحل.!
انا من متابعي السياسة منذ نعومة اظفاري بل هو الإختصاص الجامعي الثاني لي بعد الهندسة . ولكن ومن خلال متابعتي لم اجد فوضى سياسية مفتعلة عن قصد في اي بقعة من العالم كما اراها اليوم في سوريا. وافضل تشبيه للسياسات العالمية في سوريا هي طابة من صوف كبيره وضعناها امام عدة قطط لعوب ثم عدنا بعد ربع ساعة لنجد طابة الصوف تحولت الى اي شيئ عدا طابة من الصوف.
هذا تماما مايجري في سوريا اليوم.
وهنا السؤال الهام:
لماذا لايخبرنا هؤلاء السياسيون عن اهدافهم من الآخر.كما نقول: هات من الآخر..
الجواب بسيط .
هل عليهم أن يعترفوا ومن الآخر انهم يريدوا تقسيم سوريا وإعطاء الشمال السوري للأكراد فيغضبوا السوريين والاتراك وبعض الحلفاء العرب ؟ فلعبتهم مع الروس تقتضي هذا الغموض.
إضافة الى أنهم ينهكون خصما هو الروس لايردون ان يمنحوه إمتيازات فأدخلوه في هذه الحرب .
فالغرب لم يخسر من كيسه شيئا حتى الان وعندما اقول الغرب فهذا يعني ضمنا الصهيونية العالمية والتي تسبطر على قرارات الغرب وعلى رأس هذا الغرب الولايات المتحدة الأمريكية فكل مايقوم به هو تدريبات جوية لطيرانه فوق سوريا بدلا ان تكون هذه التدريبات فوق بلادهم هذه هي كل الحكاية.
أما الروس فهم يخسرون وهذا أمر جيد للغرب إذ أن خسارة الروس هي بمثابة هدية مجانية لهم لايدفعون ثمنا لقاءها بل وجودهم عامل مساعد على انفصال أجزاء من سوريا
وهل نظام الأسد يخسر.. الحقيقة ان هذا السؤال لم يعد مطروحا على الطاولة لأنه لم يعد هناك أصلا نظاما للأسد ولكن الروس والإيرانيين يتكفلون بحماية ماتبقى من معسكراته للإستفادة منها .
والخسارة الكبيرة هي للشعب السوري..
فهو لوحده يدفع ضريبة الدم..
وهذه الخسارة لاتحرك مشاعر الغرب.. وتحاول هذه الدول جاهدة الهروب من تأنيب ضميرها ان كان مازال موجودا الى تحويل القضية الى قضية إرهاب.. وقضية وداعش.
الحرب اليوم بين روسيا التي تحاول إظهار عضلاتها لمكاسب سياسية وإقتصادية وبين الغرب ولكن على أرضنا، حيث الأخير له هدف آخر يحاول تحقيقه عن طريق الروس وداعش ونظام الأسد مجتمعين .
نعود من جديد الى عدم تمكننا من تحليل تصريحات السياسيين المتناقضة ..فقد يكون من أحد اسبابها هو عدم إعتراف أي طرف أنه يواجه الطرف الآخر .
وقد يعود الى ان كل طرف لايريد كشف الهدف الأخير له.
لذلك تكون جملة التصريحات المتناقضة عن هؤلاء المسؤولين ليست سياسية إطلاقا بل هي تصريحات مخابراتية بإمتياز يتم تلقينها للسياسيين .
برأيي الشخصي :
إن مايدور حاليا في سوريا هي حرب مصالح بين الغرب والروس ولكن دون سلاح..وعلى ارضنا
وان مايدور حاليا في سوريا هي في النهاية حرب إضعاف العرب ولكن بسلاح لتقسيم بلادنا وعلى ارضنا تحت اختراع داعش
انها حرب جديدة المخططون والمحاربون فيها هم اجهزة المخابرات.
هذا ما يحصل اليوم في سوريا.
وعلى حلفاء الشعب السوري ان يبقوا صامدين الى النهاية مع الشعب السوري
فعوامل القوة والإنتصار بأيديهم.
وسوم: العدد 645