الجهاد والقطرية !!

محمد عبد الكريم النعيمي

شخصياً لو أردت الانضمام إلى حركة حماس .. واعتذرتْ عن قبولي في صفوفها فلن أنزعج أبداً ولن ألومها .. فكيف ستتأكد من تاريخي وسمعتي وسمعة أهلي؟ وكيف ستأمن أن لا أكون عميلاً لهذه الجهة المعادية أو تلك؟ بينما لو كنت فلسطينياً لسهل الأمر عليها ..

ضرر ومفسدة وجود عناصر من غير أهل البلد في صفوف مناضليه ومجاهديه أكبر من نفعه .. كما أن اختلاف البيئة والأعراف بين الأقطار العربية والإسلامية اليوم سيؤدي إلى أن يتعامل القادمون من الخارج مع أبناء البلد معاملة تبغّض الناسَ بالثورة والقضية ..

نعم كل هذا من نتائج تقسيم سايكس-بيكو .. ولكن من الحكمة أن نتعامل مع هذا الواقع ومع نتائجه بما يضمن أن لا تُخترَق صفوفنا ولا تغتال ثورتنا ..

جهاد الإخوان المسلمين في فلسطين وجهاد القسام كذلك كان في فترة غير بعيدة جداً عن انفراط عقد الدولة العثمانية .. بالتالي لم تكن هذه المحاذير عميقة جداً ..

وضعنا اليوم يستلزم مقاربة وتسديداً ومراعاة للظروف المفروضة والمتشعبة .. إذا كانت المناطقية قائمة في القطر الواحد .. فكيف بأقطار مختلفة طال عليها أمد التشرذم والعنصرية واختلت ثقافاتها وانحرفت أعرافها؟!

الأحلام وحدها لا تبني .. التعامل مع الواقع وفق مقتضياته هو الطريق إلى تحقيق الحلم..

وسوم: العدد 645