دعوا المثقف العراقي يموت بشرف !
أعدّت أسرة موقع الناقد العراقي ملفاً للاحتفاء بمبدع عراقي كبير هو موسوعة العراق الحديثة بحق، قافلة من المبدعين التمت في شخص واحد، صاحب أعظم خدمة قدمها مثقف لثقافة وطنه في الخمسين عاماً الأخيرة .. الأستاذ حميد المطبعي..
هذا الرمز الثقافي والنهر الفذ المعطاء صرعه الشلل الذي لا يرحم وأبعده عن ساحة إبداعه ..
ما يثير سخطنا هو أنه كلما أسقط المرض أحد المثقفين العراقيين تصاعدت الصيحات تستجدي السياسيين أن يرحموا عزيز الثقافة المُذلّ ؛ صيحات أغرب ما فيها أنها تصل حدّ الإنذلال والمهانة بحيث تشوّه صورة الرمز الثقافي الكبير أمام أنظار الجيل الحاضر والأجيال القادمة التي سوف يعرض التاريخ أمام أنظارها الكيفية المهينة التي يستجدي بها المثقفون العراقيون العون لزميلهم الصريع من السياسيين .
قال أديب غربي لا يحضرنا اسمه الآن إن بعض السياسيين أسوأ من العاهرات ؛ لماذا ؟
العاهرة تقدّم لك المتعة مقابل المال .. أمّا السياسي فيسلبك حاضرك ومستقبلك ويدمّر وطنك ويأخذ ثروة شعبك ... والأبشع أنه يقتلك.
إطلب العون من العاهرات .. هكذا كانت عاهرات الصابونجية تعطف على واحد من أعظم رموز العراق الشعرية قبل موته مهملا معزولا طريح الفراش في غرفة لا توجد فيها ستارة ترد عنه الشمس الحارقة في حر الصيف العراقي اللاهب .. وهذا بشهادة الجواهري الكبير في الجزء الأول من مذكراته ..
إن على المثقفين العراقيين أن يكفّوا عن استجداء نواب الضباط وضباط الشرطة والأمن والمضمدين والقتلة الذين يتربعون على كراسي الثقافة العراقية ويبدؤون بإذلالهم ..
دعو المثقف العراقي المريض يموت بشرف مثل أي مواطن عراقي عظيم صابر مكافح لم يمد يده لأموال السحت الحرام ولم يسرق ثروة شعبة ..
دعو المثقف العراقي يرحل بلا مهانة وإذلال ولا تكبّروا رؤوس الدخلاء على الثقافة ليعطفوا ويترحموا ويعالجوا المثقف العظيم الذي تراب رجليه يسوه رؤوس هؤلاء الذين يهينون حتى القرآن الكريم الذي نزل بكلمة "إقرأ" .
إنهم لا يقرؤون .. تتذكرون السياسي الذي قال إن إسم بطلة مسلسل "كوادا - لوبي" – هكذا لفظه - إسم له علاقة بالانحطاط الأخلاقي ، وهو لا يعلم أن اسم "غودالوبي" من أسماء السيّدة مريم العذراء عليها السلام وأن عشرات المدن في العالم تتسمّى بهذا الإسم الكريم .. أمّيون أغبياء أتاحت لهم السياسة القذرة التحكّم بمقدّرات من كرّمهم الله سبحانه في قرآنه :
إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ..
دعوا مثقفي العراق يموتون بشرف مثل وطنهم العظيم ..
وسوم: العدد 651