شاهد الزور و تفجيرات بروكسل

معاذ عبد الرحمن الدرويش

طرفة تقول أن رجلاً جاء لشاهد الزور و قال له أريدك أن تذهب معي إلى المحكمة غداً و تشهد معي أن لي ديناً على فلان و سوف أعطيك نصف ما أحصل من نقود...فرد شاهد الزور بعفوية مباشرة ..ألم يؤدك ذلك المحتال دينك إلى اليوم؟!.

"داعش " تمثل شاهد الزور اليوم ..فلا يوجد أي عمل إرهابي في العالم إلا و تتبناه مباشرة ...فلو كانت داعش صادقة في عدائها لنظام الأسد و نظام بغداد...فإن تلك العمليات الضخمة التي تضرب بها عمق أوربا تكشف زيفها و دجلها ..فدمشق و بغداد أقرب و أسهل للنيل منها ... و من يمتلك تلك الإمكانيات أعتقد أنه قادر على احتلال دمشق و بغداد خلال ساعات..

لكن الحقيقة المرة أن نظام دمشق و نظام بغداد و نظام إسرائيل و نظام الماسوني العالمي هو الذي يقود نظام داعش ...

فأي صدفة هذه لتكون كل تلك العمليات في مواعيد استثنائية تخدم نظام الأسد ...و نظام الأسد في نفس الوقت لا يتنفس نفساً إلا و يحاول إيهام العالم أن عدوه الوحيد هو إرهاب داعش ...

و أي صدفة عندما يشن نظام الأسد هجوما وهمياً على تدمر و الرقة بحجة محاربة داعش  قبل يومين من تفجيرات بروكسل،ليرتكب مجازر بحق المدنيين – عدوه الحقيقي -  من الشعب السوري،و يوصل رسالة مبطنة للغرب أنه هو الذي يقاتل داعش عدوه و عدوهم....في الوقت الذي بدى فيه واضحاً نية حقيقة في محادثات جنيف من التخلص من رأس النظام كأساس للحل السياسي في سوريا....

و قبل يومين أيضاً يتهم رئيس وفد النظام كبير مفاوضي وفد المعارضة و الثورة بأنه إرهابي ..رغم أن جيش الإسلام هو عدوها اللدود و هو اول من قاتل داعش وطردها من ريف دمشق...

فبعيداً عن كل تلك المعطيات..تفجيرات بروكسل هي عملية خلط أوراق بعيداً عن النتائج و هذا ما يعمد إليه دائماً الخاسر اليائس من أي قضية لعل و عسى..

من قام بتفجيرات بروكسل هو نظام الأسد المجرم ...سواء أكان شاهد الزور داعش هو من قام بها أو هو من تبناها ظلماً و زوراً و لا شك انهما هما المستفيدان الوحيدان من ذلك ..خاصة عندما تدرك أن القاضي في محكمة العالم هو لصاً مثلهما....

وسوم: العدد 660