الإسلام والحرب القادمة
في المشهد العالمي اليوم تظهر بوضوح بوادر التحضير لحرب قادمة تستهدف صرف المسلمين عن دينهم، والقضاء على الإسلام ، بل إخراج الإسلام من التاريخ، على حد تعبير أحدهم، فها هي وسائل الإعلام العالمية قد استنفرت كل أدواتها لتشويه صورة الإسلام وشيطنته، وتلك الانفجارات هنا وهناك تلصق بالمسلمين حتى قبل التحقيق فيها، بل قبل أن ينقشع دخان الانفجار، وقد بلغت خطورة هذه الحملة على الإسلام أن انخرط فيها عدد غير قليل من الذين يوصفون عادة بالمفكرين الإسلاميين، فهذا واحد منهم ينكر السنة النبوية جملة وتفصيلاً، وآخر يعرض التاريخ الإسلامي على أنه تاريخ أسود حافل بالفتن والمعارك والتدمير، وثالث ينكر أحداثاً من السيرة النبوية، وينكر مقدسات عظيمة في الإسلام فيزعم مثلاً أن المسجد الأقصى ليس ذاك الذي في القدس، وإنما هو مسجد آخر يقع ما بين مكة والطائف، ورابع... وخامس... وسادس... وعاشر.... كلهم جعلوا همهم النيل من الإسلام، وتشويه صورته، في حركة تبدو ممنهجة ومخططة بخبث بالغ، نرى فيها القريب والبعيد يتطاول على الإسلام ويستبيح حرماته...في مشهد عالمي يوحي بتحضير جاد لحرب قادمة ضد الإسلام !!!
حرب تشير كل الدلائل أنأوروبا هي التي ستتولى كبرها، في صورة تعيد إلى الذاكرة مشاهد الحروب الصليبية !!
وربّ سائل يسأل : ولماذا أوروبا ؟!!
فنقول : أجل أوروبا، فهناك العديد من الدلائل التي تشير إلى وقوع أوروبا في الفخ الذي نصبه لها دهاقنة السياسة الصهيوأمريكية الذين وضعوا نصب أعينهم إفشال الصحوة الإسلامية التي لاحت تباشيرها منذ منتصف القرن الماضي !
فمن المعلوم تاريخياً أن اليهود من أول يوم لظهور الإسلام وقفوا ضده على طول الخط، واستمروا حتى اليوم يكيدون للإسلام والمسلمين، بشتى الطرق والوسائل،
أما الأمريكان في الولايات المتحدة فقد باتوا يتوجسون من انتشار الإسلام في ديارهم وفي كل مكان من العالم، وبات بعض الباحثين الأمريكان المعادين للإسلام يقرعون أجراس الإنذار ضد الإسلام، كما فعل مثلاً أستاذ السياسة الأمريكي صاموئيل هنتنغتون في كتابه ذائع الصيت " صراع الحضارات، وإعادة تشكيل النظام العالمي"الذي أفرد فيه مساحة واسعة للهجوم على الإسلام ووصفه بأنه دين دموي، لهذا راح الأمريكان ومن ورائهم الباحثون الصهاينة يخططون لقطع الطريق على الإسلام، بل القضاء عليه، وبما أن القضاء عليه يتطلب معارك وحروباً وجيوشاً جرارة فقد بدؤوا يفكرون بكيفية تدبير الجيوش التي ستقوم بهذه المهمة، لاسيما بعد أن قرر الأمريكان بزعامة "أوباما" عدم إرسال جنودهم خارج الحدود، لهذا قرروا تكليف جيوش بديلة للقيام بالمهمة، واستقر الرأي على ما تشير الدلائل لتوريط أوروبا بهذه المهمة القذرة التي تستهدف استئصال الإسلام، والظاهر أن التخطيط لتوريط أوروبا قد بدأ بالفعل من خلال سلسلة من التفجيرات المروعة هنا وهناك في أوروبا، وإلصاق التهمة بالمسلمين بهدف تجييش أوروبا وتحضيرها للقيام بالحرب، وقد عمل المخططون على دعم خطتهم الخبيثة بحملات إعلامية مؤثرة تهدد أوروبا من انتشار الإسلام والمسلمين في أوروبا، وعرض أحصائيات مفبركة تنذر بتحول أوروبا إلى الإسلام في غضون عقود قريبة إذا لم يتخذ الأوروبيون الإجراءات اللازمة لمنع ذلك، وغيرها من الوسائل التي تحذر الأوروبيين من الخطر الإسلامي الذي بات يتهددهم في عقر ديارهم !!!
فإذا صح هذا التقدير الذي تتزايد الدلائل يوماً بعد يوم أنه صحيح فإننا نتوقع تزايد حوادث التفجير والتدمير في أوروبا خلال الفترات القريبة القادمة، وإلصاق ذلك كله بالمسلمين، تمهيداً لإثارة حرب أوروبية صليبية جديدة ضد الإسلام والمسلمين!!!
حرب قبل أن تقضي على الإسلام سوف تقضي على " الأنوار" والحضارة التي قضى الأوروبيون طويلاً في تشييدها، وهذا لا يعني أن الإسلام والمسلمين سوف يخرجون من هذه الحرب سالمين، ما لم يأخذوا بأسباب مواجهة هذه الحرب القذرة، والاستعداد لها بالوسائل المكافئة التي يأتي في مقدمتها تقديم الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام، وتجنب التورط في حوادث التفجير والتدمير التي يحاول الأعداء إلصاقها بالإسلام زوراً وبهتاناً !!!
وسوم: العدد 661