حول تحليق طائرة روسية فوق بارجة أمريكية !!
شأن أمريكي ... ولكن
قد نعلم أن الأمر ، أمر تحليق طائرة حربية روسية فوق بارجة أمريكية ، في بحر البلطيق في أعالي البحار ، هو شأن أمريكي بحت ، لا علاقة لنا كسوريين به ..
وقد نعلم أن الصحافيين الأمريكيين الأحرار ، سيعرفون كيف يأخذون رئيسهم المضجع وليس المتكئ ، وأعضاء إدارته الموقرين ، المستقوين على المستضعفين من خلق الله في فلسطين وسورية والعراق ، بالنواصي والأقدام ..
قد نعلم كل ذلك ونعيه ونقدره ، ولكن الكلام في هذا الموقف موجه لهذه المجموعة من المحللين والطفيليين الملتحفين بالدفاع عن الرئيس الأمريكي وسياسته ، الذين ما فتئوا ولا انفكوا يقرؤون سياسات الرئيس الأمريكي الذي يصفونه ( بالذكي ) وبأنه ببراعته ولباقته وظف الروس ورئيسهم بوتين كأداة من أدواته ، واستخدمه كمطية ، كما اتخذ من إيران سبية ، وأن الولايات المتحدة لم يعد لها إرْب لا في الشرق الأوسط ، ولا في البحر المتوسط ومن باب أولى لا في سورية ولا في العراق ، ومن هنا فإن سياسة الاستسلام الفاضح هي استراتيجية ذكية وليست تخاذلا ولا استخذاء ...
أنتظر من السادة هؤلاء الذين يذوبون عشقا في أوباما وسياساته أن يقدموا لنا تحليلا مقبولا ، وقد داس بوتن جهارا نهار الفراش ، وانتهك العرض ، جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد في واقعة لو صدرت عن فتية ، أو مجموعة صبيان من جيل التطرف الصبياني لأرغى الهزبر الأمريكي وأرعد ، ودعا بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ولدعا إلى تشكيل الأحلاف ، وتحريك الأسراب والأساطيل ..!!
وأكثر ما يروعك وأنت تتابع وكالة السي . ان . ان الأمريكية أن السؤال قد وجه من قبل الصحفيين الأمريكيين أنفسهم إلى السيد المحترم وزير الخارجية ، وليس إلى وزير الدفاع ؟! فما علاقة وزير الخارجية في التعامل مع عدوان العسكري وقع على بارجة أمريكية في أعالي البحار...؟!
أمام الصحفيين وقف السيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يعلن : أنه يدين بأشد العبارات هذا النوع من السلوك المتهور والاستفزازي ، وأن الولايات المتحدة لن تخضع للتهديد ، وتأمل أن هذا السلوك لن يتكرر
ثم يقول لقد كان من حقنا إسقاط الطائرة حسب قواعد الاشتباك ، وكنا نستطيع ذلك ؛ ولكن صاحب القرار الأمريكي لم يمتلك الشجاعة التي امتلكها أردوغان يوم قرر الإجابة على التحدي الروسي بمثله . فقد توارت شمس الرؤساء الأمريكيين ...
تستوقفك بلا شك في تصريح الوزير الأمريكي : أن الولايات المتحدة لن تخضع للتهديد ؟! لتتسائل هل بلغت الجرأة ببوتين أن يهدد الولايات المتحدة ؟ ! ثم تجيب نفسك ولم لا ؟! ،مادام رئيسها أوباما ن ووزير خارجيتها يتولى ملفات وزير دفاعها المشغول بقتال صبيان التطرف المستضعفين المقهورين حول العالم ؟!
ثم تعيد على السيد كيري السؤال : وما هو موضوع التهديد ؟! أي لماذا تهدد روسيا الولايات المتحدة ، وفي أي ملف تريدها أن تنصاع ؟! والولايات المتحدة قد خلعت على مسرح العالم كل ما كان عليها من لباس في أوكرانيا وفي العراق وسورية واليمن أيضا ؟
يتجرأ الصحفي الذي يجري المقابلة مع كيري : ولكن لماذا ؟ يعني ( لماذا يهددكم بوتين أيها البؤساء المستضعفون ) ؟!
يجيب كيري : لا أريد التكهن ...
هل حقا هناك نعجة لا تعلم ماذا يريد منها الذئب ؟!
وسوم: العدد 664