تغريبة الست رغدة!

في الكيان الصهيوني الغاصب تقوم أجهزة الأمن المكونة من الموساد والشاباك وأمان بدورها الطبيعي في حماية الأفراد الذين ينتمون إلى هذا الكيان ، وتعمل هذه الأجهزة على توجيه طاقتها ليل نهار إلى من تراهم خطرا على الكيان ومؤسساته وعناصره من الغزاة .

الموساد ( المخابرات العامة ) يوجه طاقته خارج الحدود نحو الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، فيتابع أنشطتهم وتحركاتهم التي يفترض أن تكون ضد وجوده العدواني على المستويات كافة ، بدءا من السياسة والدبلوماسية حتى الاقتصاد والتعليم والإعلام مرورا بالصناعة والزراعة ومصادر القوة وموارد الثروات ، واتخاذ القرارات الملائمة استباقا لما يتوقع حدوثه . الأمر لا يعبر عن قوة صهيونية بقدر ما يعبر عن أداء واجب - كما يتصور الغزاة - بهمة ونشاط! ولذا لم يترددوا في قتل العديد من زعماء المقاومة الفلسطينية في أرجاء العالم ، وقتل علماء الذرة المصريين والعراقيين ، وتحريض دول عديدة ضد العرب والمسلمين في قضايا متنوعة.

الجهازان الآخران يقومان بحماية جيش الدفاع داخليا وخارجيا ، وأفراد الكيان الغاصب من الأخطار المتوقعة .

على الجانب الآخر فإن أجهزة الأمن العربية تقوم بمهام أخرى معاكسة ، تنحصر في الغالب في تأمين الكرسي الذي يجلس عليه الحاكم ، وحمايته من المعارضة الوطنية أو من يفكرون في الانقلاب عليه من  الرفاق أو الطامعين في كرسيه.. ومن أجل ذلك ينصرف نشاط هذه الأجهزة إلى متابعة نشاط المواطنين وقمعهم والتجسس على هواتفهم وحواسبهم واجتماعاتهم وندواتهم ومحاضراتهم ومقالاتهم وكتبهم ، ولا بأس أن تعمر السجون والمعتقلات بعشرات الألوف من أفضل أبناء الأمة دون محاكمات أو عبر محاكمات صورية أو اتهامهم بتهم ملفقه من أجل ما يسمى بالاستقرار ..

إلى جانب ذلك فالأجهزة الأمنية العربية مشغولة بمهمات غريبة من عينة كشف العذرية ، وبث الفتن بين قيادات الأحزاب الكرتونية أو توجيه الأذرع الإعلامية لاتهام المعارضين بالإرهاب والعمالة والقبض من الخارج ، مع نشر الشائعات التي تلهي الشعب عن الفساد والقضايا الكبرى والمشاركة في مسيرة الحضارة الإنسانية ..

الأجهزة الصهيونية  تحمي وجود كيانها الغاصب وأفراده الغزاة ، ولكن الأجهزة العربية تحمي فردا واحدا وتسحق شعبه من أجل سواد عينيه .. وقد عشنا مثلا مرحلة كان فيها رئيس المخابرات يتفاخر أمام محظياته بأنه قادر على أن يحرك الحاكم الفرد وفق مزاجه ، ويرفع سماعة الهاتف ليتصل به ويقول له لا تذهب إلى المكان الفلاني لأن الظروف غير جيدة ، فينزل الحاكم على أمر رئيس المخابرات ، وتقهقه المحظيات إعجابا بنفوذ المخابراتي الكبير على سيده الأوحد ..

ينصرف جهد الأجهزة الأمنية في بلادنا العربية إلى تجنيد العناصر المؤثرة في الرأي العام من أجل بقاء الحاكم الفرد إلى ساعة رحيله الإلهية أو القيصرية . مثلا تقوم الأجهزة بتجنيد من يسمونهم بالفنانين والفنانات أو الإعلاميين والصحفيين أو الشخصيات العامة والفاعلة ، لتمرير القرارات والأوضاع التي تخدم الحاكم الفرد ، وقد عرف الناس في فترة ما أن هناك ما يسمى أمن السيطرة ، أي السيطرة على العميل – وقد يكون مسئولا مهما أو شخصية شهيرة - بمستمسكات تشينه وتفضحه إذا عرفها  الناس ، فيظل العميل خاضعا لأوامر ضابط في سن أولاده ، وينفذ ما يملى عليه دون نقاش .. وقد أنبأتنا هزيمة 1967 بشيء من ذلك بعد التحقيق مع ضابط كان موكولا إليه السيطرة على بعض الفنانات والفنانين ، وذكر في أوراق التحقيق كيفية السيطرة وأثمانها وأشكالها ، كما نشرت اعتماد خورشيد كتابا تحدثت فيه عن وقائع مريعة لمن كانت صورتهم مثالية في أذهان الشعب المكلوم !

تذكرت كل هذا بمناسبة تصريحات السيدة رغداء محمود نعناع الشهيرة برغدة وعمرها 58 عاما من مواليد ريف حلب بسورية وتعمل ممثلة . نذرت  المذكورة أن تقص شعرها حين ينتصر السفاح الدموي النصيري على الثورة السورية ، وتلقي بشعرها في ساحة سعد الله الجابري بحلب . ثم ادعت أن السفاح لم يقصف حلب بالطائرات ، مع أن قنوات العالم تنقل صور الطائرات وهي تقصف بالبراميل المحرمة أطفال الشعب السوري ونسائه ورجاله ومستشفياته وأسواقه  ومدارسه.

الست رغدة لمعت في مجال التمثيل السينمائي أواخر السبعينيات ، عندما جاءت إلى مصر بحجة دراسة الأدب العربي في كلية الآداب ، ولكنها ذهبت إلى المجال السينمائي ووجد فيها المنتجون بضاعة جيدة ومربحة ، حيث ظهرت بالمايوه البكيني مع الشباب الوسيم من الممثلين في هذه الأيام من عينة محمود عبد العزير وحسين فهمي ونور الشريف وغيرهم .

كانت الأنباء تتحدث أن الست رغدة متعاونة (؟) مع قيادة الدفاع الجوي السوري أو سلاح الجو السوري ، ولكنهم غضبوا عليها لسبب ما ، فحُكِم عليها وفقا للقانون السوري بالتغريب ، وكان تغريبها إلى بيروت ، وهناك وجدت من يوجهها إلى القاهرة نظرا لميولها الفنية ، وفي أم الدنيا تزوجت الست رغدة تاجر سجاد غني وأنجبت منه أربعة أولاد : منة وبثينة وتميمة ومحمد – نتمنى ألا تطال براميل معبودها بشار بعضهم – ثم طُلّقت ، وتفرغت للأدب والصحافة والزعامة !إلى جانب التمثيل مع الفتى الأسمر الراحل أحمد زكي ، وأعادت المياه إلى مجاريها مع النظام النصيري ، وقامت بتمثيل فيلم التقرير أو الحدود مع غوار الطوشة صديق النظام !

الأخطر في الأمر أن النظام المصري من خلال الحظيرة الثقافية - وعناصرها أمنية بامتياز - تبنت الست رغدة ، وقدمتها ثقافيا للشعب المصري من خلال أكبر مؤسسة ثقافية رسمية وهي المجلس الأعلى للثقافة ؛ بوصفها شاعرة وأديبة ، وفتحت لها قاعة الأوبرا لتلقي كلاما ركيكا ما هو بنثر ولا شعر ، تسبّ فيه أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها - وتصفها بأنها تربية يهود بني قريظة ، ثم تشتم الشعب المصري الذي صار يعمل بالنخاسة . وراح مرتزقة الحظيرة الأمنيون يحتفون بها ويدافعون عنها ولم يملك الشعب المصري إلا أن يعدها شبيحة نصيرية مأجورة.

الشبيحة رغدة تقمصت دور الزعيم السياسي ، وذهبت لتأييد صدام قبل قدوم السادة الصليبيين الأميركان وتدمير العراق وقتل شعبه وزعيمه ، وأشادت بالقذافي وميليشيا حسن نصر الله حزب الشيطان . هل تلاقت مع الشاويش عفاش ؟ لا أدري ! المهم أن الست الشبيحة تصف ثوار سورية الأحرار بأنهم بلا ملة ، وتؤيد الانقلاب العسكري الدموي الفاشي في مصر ، و تهاجم الشعب المصري وتصفه بأوصاف قبيحة ، كما تهاجم تركيا ، وغيرها .

هل عرفتم الآن لماذا يقوم بعض العوالم والغوازي في بلادنا العربية بدور الزعامة والحديث في السياسة تأييدا للحكام الطغاة وإهانة للشعوب ؟ أسألوا اعتماد خورشيد ، وفنانات الأوردرات !

الله مولانا ، اللهم فرج كرب المظلومين ، اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم !

وسوم: العدد 666