القطيع البشري البائس
تيوسه: تتناطح فيما بينها ، وينطح التيس معزاه ، بلا رحمة !
كباشه: تتناطح فيما بينها، وينطح الكبش شياهه ، بلا رفق !
كلابه المكلفة بحراسته : تتهارش فيما بينها ، حيناً .. وحيناً تنهش من القطيع ماشاءت ، وتفترس منه ، ما لذّ لها وطاب !
رعاته المكلفون برعايته : يمعنون فيه : ذبحاً ، وحرقاً ، وتقطيعاً، وخنقاً ، وإبادة بالجوع والعطش ، والحبس، والتشريد !
ذئاب الفلوات والغابات - من شتى الأنواع - : تفتك به، وتمزق لحومه ، وتشرب دماءه !
فما وسيلته للخلاص ، وما حيلته .. ( وهو في فتنة تدع الحليم حيران ؟ ) :
لاراعيَ صالحاً ، يجتمع حوله القطيع : يثق به ، ويحبّه ، ويطمئن إلى حكمته وإخلاصه ؛ ( فهذا هبة من الله ، لايمنحها ، إلاّ لمن يستحقها ، من قطعان البشر) ! لا مجلس حكماء ، لديه أهلية صنع القرار الصائب ، للقطيع ( كلّه ، أو جُلّه ) ويملك صلاحية الأمر والنهي ، والمحاسبة ! لمْ يبقَ إلا أنفاسٌ طاهرة ، من مخلصين ، يتجهون إلى ربّ السموات والأرض ، الذي لايشرك في حكمه أحداً ، وليس له شريك في الملك .. الفعّال لما يريد، الذي لديه مفاتيح النصر، ومفاتيح الفرج ، وخزائن الرحمة.. لكشف البلاء ، عن القطيع البائس !
فهل فقِدت هذه الأنفاس الطاهرة ، أيضاً ، وشغِل عنها البائسون : بالشتم واللعن ، والتلاوم فيما بينهم ، وإلقاء المسؤولية على ( الاستعمار وأذنابه ) !؟
وسوم: العدد 666