تحالف قوى الشر لم يعد لغزا
إن ما يجري على الساحة السورية أمر لم يعد يحتاج إلى مزيد من الفطنة والتأمل والتفكر والتحليل، فسداسي التحالف القائم عملياً على الأرض بين (النظام السوري وإيران – مع من جيشت من مرتزقة وميليشيات طائفية – وروسيا والحزب الديمقراطي الكردي وأمريكا من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى) في مواجهة الشعب السوري الذي يواجه كل هذه القوى الشريرة بصدور أبنائه العارية، التي تأبى الخنوع والاستسلام، ويسطر كل يوم ملاحم من البطولة عبر فروسية المواجهة مع هذه القوى الشريرة الغادرة، التي تستقوى على المدنيين الآمنين ودور العبادة والمستشفيات والمخابز والمدارس والبنى التحتية بكل صلف وسادية وتوحش، لم يرو التاريخ مثيلاً لها حتى في أحلك صفحاته قتامة وظلمة.
الطيران الروسي وبقايا طيران النظام يقطّعان أوصال مدينة حلب ومدينة إدلب وريفهما، ومئات المدنيين بين قتيل وجريح يسقطون على أسرة المستشفيات وأسواق الخضار والمخابز، والحزب الديمقراطي الكردي يحاصر مدينة مارع من الجهة الغربية ويدك طريق الكاستلو بحمم قذائفه لمنع تواصل مدينة حلب مع ريفها الشمالي، والطيران الأمريكي يقطع الطريق الواصلة إلى هذه المدينة لمنع وصول المساعدات والإمدادات عنها، في الوقت الذي يشن تنظيم داعش هجوماً عنيفاً عليها من جهات ثلاث.
وأسأل: هل هذا الذي يجري هو محض صدفة أم تخطيط وتدبير، ونحن نعيش في عصر تكنولوجيا الاتصالات والرصد والمراقبة والتصوير؟
طبعاً لا يختلف اثنان على أن كل هذا الذي يجري هو تخطيط وتدبير وعن سبق إصرار وتفاهم بين كل هذه القوى الشريرة، ولكل منها أجندته ومصالحه التي التقت على ذبح الشعب السوري، تحت مسميات ويافطات مقاتلة الإرهاب، المتمثل في الشعب السوري الأعزل بدءاً بأطفاله ونسائه وشيوخه ورجاله وانتهاء بحجره وشجره، وللضغط لحرف مسار المفاوضات الجارية في جنيف عن طريقها، لإلحاق مجموعة من حلفاء النظام بصفوف وفد المعارضة، وبالتالي على الإبقاء على الأسد كشريك في رسم خريطة مستقبل سورية.
ومن المفارقات أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يقفان وراء هؤلاء القتلة للوصاية على سورية ومستقبلها ومصيرها، والإقرار بما يقررون بفرز الفصائل الإرهابية والمعتدلة، والإقرار بما يفصّلون لها من دساتير وقوانين تلزم السوريين للعمل بها عن غير إرادتهم!!
هذه القوى الشريرة التي تتأله على الله وتتحدى نواميس الحياة وتدير ظهرها لما روته كتب التاريخ من أحداث وفتن وإحن، ولا تتعظ بما كان مصير قوى الشر من يوم ثمود وعاد وإرم وفرعون وأبرهة ونيرون، وحتى هتلر وموسوليني وستالين، والعشرات من أمثال هؤلاء الطغاة والمجرمين والقتلة، الذين كانت مزابل التاريخ مقراً لهم.
ختاماً أقول لهؤلاء القتلة والمجرمين دبروا ما شئتم من التدبير وخططوا ما يحلو لكم من التخطيط، وسنوا ما شئتم من قوانين ودساتير فكلها غثاء كغثاء السيل وسراب كسراب صحاري الربع الخالي، لأن النتيجة ستكون بانتصار الشعوب الصابرة المصابرة، والشعب السوري هو في طليعة الشعوب الصابرة المصابرة والمقاومة التي لا تلين له قناة ولا تكسر له شوكة، وسيظل يقارعكم حتى يحقق الله لهم النصر والحرية والكرامة.
وسوم: العدد 670