مصر في المخطط التوراتي
إن أهلها يستغنون عن كل بلد حتى لو ضُرب بينها وبين بلاد الدنيا سور، لغنيَ أهلها بما فيها عن سائر بلاد الدنيا)
إن ماجرى ومايجري في مصر لايمكن إعتباره حالة مستجدة أوطارئة أو عارضة بالكلية سواء من حيث مرجعية الحدث التاريخية والدينية أو من حيث النية القصدية وسبق التخطيط والإصرار، إذلا يمكن لنا فصله عن التراث الديني اليهودي فهو نتاج الحقد الأسود المختمر في منعرجات العقل اليهودي، والذي يترسم خطى النبوءات الدينية التوراتية المتراكمة في ذهنه منذ ألاف السنين.
وقد وجد الفرصة مواتية لإفراغه في الساحة المصرية، في مستوى شراء الأراضي، وإثارة الفوضى كمقدمة لتعزيز النفوذ اليهودي وسيطرته وفق وصايا توراتية.
---------
إن نبوءات التوراة في محصلاتها، إستراتيجيات وخطط بعيدة المدى، رسمها دهاة اليهود والفرس للسيطرة على المنطقة العربية برمتها، مثلما هى أيضا بمثابة خارطة طريق تم رسمها منذ قرون، لتسترشد بها أجيالهم.
لذا فإن مايحدث على الأرض يتطابق تمام مع خطط التوراة .. من بينها تولية حاكم ظالم وتجفيف نهر النيل وتدمير بابل ونصب الشراك لها وإحتلال خمس مدن مصرية .
فالخطط التي بالتوراة كافية لدمار أي مجتمع وإنهيار مؤسساته وعليه فإن اليهود والفرس ومن تبعهم من النصارى يتحركون وفق نبوءات تم إختلاقها على يد الكاهن عزرا في البلاط الفارسي بحضور القادة العسكريين الفرس ودهاة اليهود أصحاب الخبرة في جغرافية البلدان والأقاليم كونهم عملوا جواسيس للفرس وفق رواية المؤرخ هيرودتس .
جاء في صحيح مسلم:
((منعت العراق درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها. ومنعت مصر إردبها ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم)) (( شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه)).
بما أن مصر صاحبة الثقل الحضاري والسكاني في العالم العربي فمن المنطق أن يكون المخطط كبيرا بشكل يتناسب مع حجمها ووزنها التاريخي والحضاري، والمرسوم لها بدقة في التوراة يتحدث بوضوح عن كيفية السيطرة عليها وإخضاع أهلها.
( 2 وأهيج مصريين على مصريين، فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه: مدينة مدينة، ومملكة مملكة)
< سفر إشعيا الإصحاح التاسع عشر>
إن الشعب المصري الذي كان متكاتفا ومتعصباً لمصريته حتى النخاع أصبح الأن منقسماً على نفسه ويعيش حالة إستقطاب حادة وصدام بين العلمانيين والإسلاميين بلغ مرحلة دقيقة تلامس خطوط التماس العميقة التي تفصل المجتمع المصري.
فالإعلام المصري وصل إلى الحضيض وأصبح يثير الفتن والشائعات والأكاذيب ويستفز شرائح المجتمع بجميع أطيافه وألوانه عبر الإعلاميين المأجورين من ماركسيين وعلمانيين ويهود ونصارى يجتهدون بتنفيذ المهمة الموكلة لهم وهى تهيئة الأرضية لإشعال النار وتقسيم البلاد بالتعاون مع الكنيسة التى أعلنتها صراحة حين وصفت المسلمين ( بالضيوف الذين طالت ضيافتهم ) .
وسفر إشعيا يتكلم بشكل صريح عن مخطط إثارة الفتن . ( يسطو بلا سبب وتلك طبيعة الكلب العقور)
(4 وأغلق على المصريين في يد مولى قاس، فيتسلط عليهم ملك عزيز، يقول السيد رب الجنود).
< سفر إشعيا الإصحاح التاسع عشر>
يقول إبن خلدون ( الطغاة يجلبون الغزاة) . والحلقة الأخرى في المخطط هى تولية حاكم ظالم يسرق خزائن البلاد ويبطش بالعباد.
قال مسلمة بن مخلد الأنصاري، وكان زاد في بعث البحر فكره الجند ذلك، وهو على المنبر، فقال: «يا أهل مصر، ما تنقمون مني، فوالله لقد زدت في عددكم، وكثرت في مددكم، وقويتكم على عدوكم، اعلموا أني خير ممن يأتي بعدي، والآخر فالآخر شر»
(5 وتنشف المياه من البحر، ويجف النهر وييبس
6 وتنتن الأنهار، وتضعف وتجف سواقي مصر، ويتلف القصب والأسل
7 والرياض على النيل على حافة النيل، وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون
8 والصيادون يئنون، وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون. والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون
9 ويخزى الذين يعملون الكتان الممشط، والذين يحيكون الأنسجة البيضاء
10 وتكون عمدها مسحوقة ، وكل العاملين بالأجرة مكتئبي النفس ).
< سفر إشعيا الإصحاح التاسع عشر>
كمقدمة لحصار مصر وتجفيف منابع النيل كان التركيز منذ خمسمائة عام على تنصير شعوب دول منابع (أثيوبيا ,أوغندا,كينيا,تنزانيا,الكنغو الديمقراطية,رواندا وبورندى) وقد عانى المسلمون في هذه البلاد من حصار وقتل وتهجير أدى إلى تراجع عدد المسلمين إلى 24% في أوغندا وفي كينيا 35% وفي تنزانيا 75% وفي الكنغو 40% وفي رواندا 15% وفي بورندى 6% في الوقت الذي كانت الحكومات المصرية المتعاقبة ( نايمة بالعسل ).وحدث انفصال جنوب السودان أول هذه المؤشرات التي لم يقرأها أحد، ثم حصلت الضربة القاصمة إثر تدشين السد الأثيوبي ( النهضه ) وقد نشرت يديعوت أحرنوت بتاريخ 26/2/2015، تعليقاً حول ما سربته وكالة مخابرات جنوب إفريقيا (SSA) استناداً الى الجارديان البريطانية من وثائق سرية تشير الى سعي الموساد الإسرائيلي الى تجفيف النيل من منابعه.
إن مصر والسودان تنتظران زلزالاً مخيفاً سيطيح بالدولتين ومؤسساتهما وتعطيش وتجويع شعوبهما وتكرار
( الشدّة المستنصرية ) ولكن بصورة أكثر قساوة وهذه نتيجة طبيعية لإهمالها ملف المياه والأمن القومي بشكل مريب، وخذلان حكوماتها الشعوب المسلمة الأفريقية.
أما العراق (بابل) في التوراة فتم إسقاطه وتدميره وفق النبوءات والخطط التوراتية وقد فصلنا في مقالاتنا السابقة والله المستعان .
وسوم: العدد 670