"جنيف-7" عتبة اخيرة قبل المفاوضات المباشرة؟
سبع نقاط ضمن سلة "مكافحة الارهاب"، طرحها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال اجتماعاته في اليوم الاخير مع وفدي الحكومة السورية ووفد الهيئة العليا للمفاوضات، من دون أن يقدم آليات لتطبيق اقتراحه، أو تحديد الجهة المخولة بذلك، ليضاف الاجتماع الأخير إلى جلسات عقدت على مدار خمسة أيام من دون تحقيق أي خرق، فيما تقاطعت آراء عدد غير قليل من المشاركين في المحادثات حول أن "دي ميستورا لم يقدم جديداً، واكتفى بتكرار ملفات والتنقل من ملف إلى آخر نظراً لغياب جدول أعمال واضح أو طرح جديد لهذه الجولة".
دي ميستورا الذي قدم أحاطته لمجلس الأمن حول مجريات جولة جنيف السابعة، حاول التمسك بالتفاؤل، على عادته، رغم الفتور الذي ساد معظم انطباعات المعارضين، والمقربين من وفد الحكومة السورية، حيال ما انتهت إليه الجولة السابعة "الفارغة من المضمون" حسب رأي أحد المعارضين. رغم ذلك ركز دي ميستورا على ما اعتبره ايجابيات خرجت بها جلسات التباحث، بالاشارة الى فريق العمل الذي أقر انشاؤه، لبحث المسائل الخلافية التي مازالت تعيق إنشاء وفد واحد للمعارضة، ومهمته أن يكون قادراً على تجاوز العقبة الابرز لمفاوضات جنيف، اي عدم جهوزية المعارضة لمواجهة فريق الجعفري، كندّ، بعد تجاوز عقبات الاختلاف في الطرح والنظر الى مستقبل سوريا.
وبينما توصلت منصتا الرياض والقاهرة إلى تفاهم تام على كل النقاط، برزت تباينات بين موقفي الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة موسكو على سلة دي ميستورا الأولى، سلة الحوكمة، وعلى تفاصيل العملية الانتخابية.
رئيس منصة موسكو وأمين حزب "الارادة الشعبية" قدري جميل، قال لـ"المدن"، إن المنصتين انجزتا اتفاقاً تاماً على سلة الدستور، وهذا سيمهد لتشكيل وفد موحد للمعارضة، خصوصاً مع استمرار الاجتماعات التشاورية في سويسرا اعتباراً من نهاية هذا الشهر. وعلى عكس معظم المتذمرين مما انتهت اليه هذه الجولة، قال جميل إن اندفاعة حقيقية حصلت هذه المرة. وأوضح "قد تكون هذه الجولة أفضل ما حدث من جولات حتى الان رغم التعتيم الاعلامي على منجزاتها".
ويلمس جميل أن قرب نضج التفاهمات الدولية حول سوريا سيؤدي قريباً إلى تشكيل "وفد واحد غير موحد للمعارضة، سيكون جاهزاً على الارجح للمشاركة في الجولة الثامنة للمحادثات ونتوقع أن تكون هذه المرة وجهاً لوجه مع وفد الحكومة السورية".
وتشير نقاط دي ميستورا السبع التي قدمها شفهياً للوفود السورية في اليوم الأخير من المحادثات، إلى اعتماد تصنيف الامم المتحدة للتنظيمات الارهابية في سوريا، "جبهة النصرة" (جبهة تحرير الشام) و"تنظيم الدولة الإسلامية"، وكل الفصائل المنضوية تحت هذين التنظيمين، وإلى ضرورة وقف تمويل الارهاب ونشر افكاره وتجفيف منابعه، وتحديد الدول الممولة للتنظيمات الارهابية، واعتبار أن سياسة التجويع والحصار تصنف أيضاً كعمل إرهابي؛ كما تشير الورقة إلى أن مسار محاربة الارهاب مواز لمسار الانتقال السياسي.
مصدر مقرب من وفد الحكومة السورية قال إن الجعفري اعتبر أن المبعوث الدولي مقصّر في طرح ملف الارهاب كمطلب رسمي موثق في بيانات الامم المتحدة، وطالبه بعرض هذا الملف على مجلس الأمن، وهو ما وعد به دي ميستورا خلال الجلسة الأخيرة من المحادثات معه.
ولدى إعلانه اختتام الجولة الحالية، قال دي ميستورا، إن الاجواء الدولية باتت مواتية لتحقيق انجازات على صعيد مكافحة الارهاب، وهذا الأمر ظهر فعلياً بعد اجتماعات هامبورغ، ولقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون. وأوضح "الكل مهتم بمساعدتنا في مهمتنا، نحن لا نعمل في فراغ"، وأضاف "أولوياتنا الآن توحيد المعارضة وترسيخ مناطق خفض التوتر، وهذا يتعزز في (مسار) أستانة المكمل لجنيف. المجتمع الدولي يريد تسريعاً في هذا الملف وطلبت من وفد الحكومة التحضير لمناقشة الانتقال السياسي وباقي السلال في الجولة المقبلة".
وسوم: العدد 729