حوار مع صاحبي
قال لي يرنو إلى جواب شافٍ
1- كيف يكون التعايش بين الاسلام وباقي الأديان في مجتمعنا هذا
قلت:
أ- بقاء النصارى وغيرهم في البلاد أربعة عشر قرناً دليل على التسامح الإسلامي مع الآخرين لا استئصال ولا تغيير معتقدات ،بل إننا نجد منهم الوزراء وضباط الجيش والمحافظين فهم من نسيج مجتمعنا.
ب- والقرآن يؤكد أنه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ) ، (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين) ...وانظر ما فعل الإسبان في أهل الاندلس، وما يفعله حكام بورما الآن، وما فعله الشيعة في المسلمين في إيران،وما فعله النصارى بمسلمي أمريكا حين فتحوها ووجدوا فيها مسلمين فقتلوهم جميعاً ويقدّرون بالملايين.
ت- وللقضاء على الإسلام في بلاد الإسلام نصّب أعداؤنا على المسلمين وهم الكثرة الغالبة حكاماً من الأقليات يسومونهم سوء العذاب ويعملون لإخراج المسلمين عن دينهم، مع أن الحكم في العالم كله للأكثرية مع المحافظة على الاقليات ، وهذا ما فعلناه في القرون كلها فحافظت الأقليات على دينهم وكان منهم الأمراء والوزراء.
2- ماهو دور رجال الدين في توعية المجتمع الإسلامي في الابتعاد عن اشكال التطرف وهل في الدين الإسلامي آيات أو أحاديث تحض على التسامح والتعاطف الديني والتعايش السلمي؟ قلتُ:
أ- أولاً ليس في ديننا إكليروس ( رجال دين ) فأنت وأنا وكل مسلم رجل دين ,,يجب أن نطرح كلمة رجال دين من قاموسنا الإسلامي،
ب- عندنا علماء ،.. ودور العلماء المخلصين توعيةُ الأمة والسيرُ بها إلى الحضارة والقوة وقيادة الأمم كما كانت أمتنا في السابق.
ت- كلمة التطرف ألصقها أعداؤنا بنا، فليس في الإسلام تطرف، إن الخروج عن الإسلام هو التطرف بعينه لأن التطرفَ الابتعادُ عن الحق والخروجُ عليه ، والمسلم لا يخرج عن الحق فهو ليس متطرفاً والمتطرف من يخرج عليه ويدعو إلى نبذه. ويعاديه ،ويحاربه ،وعدُوُّنا - وهو الإرهابي الحقيقي- ألصق بنا تهمة الإرهاب ، فمن الذي يقتل الآخرويدمره ويسلبه قوته وماله ويعتدي عليه في دياره؟ ومن الذي يفرق بين مكونات شعبنا ويؤسس عصابات وميليشيات باسم الإسلام ليشوهه،ويسيء إليه؟
ث- يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة)، وقال من بعده أمير المؤمنين يعلن حرية الإنسان جميعاً:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟"، ويرى الفاروق رضي الله عنه شيخاً يهوديا يتكفف الناس فقال: أخذنا منه الجزية في شبابه وتركناه في شيخوخته، أجروا على أمثاله راتباً من بيت مال المسلمين .وقال رسول الله "ألا من ظلم معاهَداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، والحجيج الخصيم ، يخاصم النبيُّ صلى الله عليه وسلم من يظلم ذمّياً.
وشدَّد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الوعيدَ على من هتك حرمة دمائهم فقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة وإنَّ ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً»،
وعن عمرو بن الحمق رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما رجل أمَّن رجلاً على دمه ثم قتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافراً، رواه ابن ماجة وابن حبان فى صحيحه واللفظ له، وقال ابن ماجة فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة.
وقال ابن حزم فى (مراتب الإجماع): (واتّفقوا أن دمَ الذميِّ الذى لم ينقض شيئاً من ذمّته حرام ).وعدونا جيّش الجيوش تقتل الملايين من شعبنا وتدمّر عليه وتشرده في الآفاق..
ويقول الله تعالى {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} سورة النحل:91، وقال سبحانه: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} سورة الإسراء:34. (
تلك صور من سماحة الإسلام مع غير المسلمين،إن معاملة المسلمين لمواطنيهم من الأقليات رحمة وعدل وحضارة.
3- هل الاجتهادات في التفاسير أحياناً تؤدي بشكل أو بأخر لفهم خاطى للآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة وتحويلها إلي اتجاهات متطرفة؟، قلتُ
أ- لن ترى العلماء العاملين يفتون إلّا بالحق ،لكننا رأينا من خوارج هذا الزمان الذين صنعهم العدو على عينه يفتي بما تَعلَّم على أيديهم ليخدم أغراضهم، خوارج هذا الزمان من كل الأديان والملل لبسوا لبوس الإسلام ليهدموا الإسلام فكان في داعش وما يزال شيعة ونصارى ويهود لبسوا لبوس الإسلام وقادوا بسطاء المسلمين إلى العنف المتمثل بالقتل والذبح والفساد ليعطوا صورة مخيفة عن الإسلام وليسيئوا إلى المسلمين ..وما ينكشف هؤلاء ويُفضحون حتى نجد غيرهم، فعدوُّنا ماكر خبيث ، وعلينا أن نكون واعين لما يراد بنا
ب- ولعلي قلت: ليس في الإسلام تطرف ..التطرف في الخروج على فهم الإسلام الصحيح وهؤلاء لا يمثلون الإسلام.
4- برايك كيف استطاع بشار الأسد استخدام سلاح الطائفية ليبقى إلى هذا الوقت على كرسيه وهل نجح ياترى في ذلك؟ أقول:
أ- حاول حافظ أسد وابنه على مدى عقود خمسة أن يبنيا جيلاً من المسلمين الجاهلين دينهم ، يسيرانهم كما يشاءان ، فخرج منهم الشبيحة : لا يمُتّون إلى الإسلام بصلة ،
ب- وخرج منهم المسلم العاطفي البسيط الذي تحركه الشعارات والعواطف يقاتل بحمية ، وكثير منهم لا يصلي ولا يصوم، يلبسون ثياب القتال ، فهم في حل من ذلك، جهل كبير بالإسلام وغاياته.
ت- ولأنهم يجهلون الإسلام أساءوا إلى من احتضنهم – الشعب السوري- فانتقل الناس من بشار واحد إلى بشاشير كثيرة.
ث- ربط بشار وأبوه الأقليات الأخرى بطائفته وخوَّفهم من المسلمين والإسلام ولعب على طرف الطائفية مع أنه مارس عليهم الفوقية وسحقهم، لكنه بأدواته الأمنية القمعية كان يسيّرُهم على خوف منه وطمع بآن واحد، كما فعل فرعون باليهود، يستضعف طائفة منهم، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
ج- ساعده على ذلك جهل المقاتلين الذين أساءوا إلى الأقليات حين عاملوهم بغلظة واستعدوهم ، وكان عليهم أن يتآلفوهم ،فهرب الكثير منهم وانضموا إلى بشار وزمرته.
5- في ظل هذا الوضع الصعب كيف يجب أن يعامل المسلمون من بغوا بالارض، هل يكون بالقتال أو بالتسامح؟
أقول:
أ- وعلى الباغي تدور الدوائر.
ب- نحدد الباغين ..(داعش والعلمانيون من العرب وغيرهم) صناعة أمريكية أسدية إيرانية إسرائيلية ..وانطرح السؤال التالي:أهم الباغون أم من صنعهم ليغتالوا ثورتنا ؟
ت- دور هؤلاء وأمثالِهم القضاءُ على شعبنا وأمتنا وديننا، ألا ترى أنّ النظام الاسدي والروس وإيران وواشنطون كذلك هجّروا من المسلمين خارج سورية ثمانية ملايين على الأقل،وداخل سورية خمسة ملايين على الأقل ، كما جنّس النظام الأسدي قريب المليونين من شيعة العراق وإيران ليغير ديموغرافية البلد؟!
ث- تسامح من؟ ، وهل تسامح من يستأصلك ؟ ويسعى لإبادتك أو طرْدَك أو تهميشَك؟ هذا يذكرني بقوله تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ..ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ج- أم تكون واعياً لما يمكرون ؟
ح- إن استطعت دون قتال أن تأخذ حقك فهذا اولى ، وإلا، فلا بدّ من القوة ، ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ، وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم.
خ- من الذي دعم هذا الظالم وأباه وجعلهما يجثمان على صدورنا؟ وسلطهما علينا؟ إنهما أداتان للّاعب الذي كلن خفيا ،وانكشفت ألاعيبه فأضحى ظاهراً للبسطاء والأطفال.
د- حربنا الحقيقية مع صانعي الدمى لا مع الدمى
ذ- ماذا طلبنا في ثورتنا سوى طرد الظالم المتحكم في رقابنا ونيل حريتنا؟ ،في أوربا تسقط الحكومة لخطإٍ يرتكبه أحد وزرائها. فكيف يبقى بشار وقد دمّر البنية التحتية والفوقية، وخرّب البلد وقتّل العباد، واستعان على شعبه بالعالم الهمجيّ كله؟! إذا سامح بعضهم ولا أظنّ أن هناك من يسامح في حقوقه ، فما من السوريين أحد إلّا اكتوى بنار المجرمين، وقد صمم شعبنا على نيل حريته مهما غلا الثمن وطال الزمن .
وسوم: العدد 741