المقارنات السياسية الفاسدة ، تفسِد العقول ، قبل إفساد السياسات !

 *) القياس ، أحد المعايير، التي تدلّ على صحّة العقل ، أو اعتلاله ! فالقياس الصحيح ، دليل على سلامة العقل، والقياس الفاسد، دليل على فساد العقل،أو اعتلاله!

 *) المشركون ، قالوا ، في العهد النبوي : إنّما البيع مِثـل الربا ! فقد قاسوا البيع بالربا، استناداً إلى عامل الكسب المادّي ، في كل منهما ! فصحّح القرآن الكريم ، الأمرَ، وقال : وأحلّ الله البيعَ وحرّم الربا ..

 *) دخل رجل ، على الخليفة الأموي ، عبد الملك بن مروان ، وحادثه ، فأعجِب الخليفة ، بحديثه ، فقال له : إنك لرجل ، لولا أنك تلحَن ! فقال الرجل : ابنك الوليد يلحن ! فقال عبد الملك: ولكنّ ابني سليمان لا يلحَن! فقال الرجل : وأنا ، أخي فلان لا يلحن ! 

 *) بعض الساسة ، يلجأون إلى أنواع من المغالطات ؛ فيقيسون أموراً ، على أمور مختلفة عنها ، سعياً منهم ، إلى كسب جولة معيّنة ، أو تسجيل نصر معيّن ، في ظرف معين !

 *) أمثلة :

 1) تشبيه النظام الدكتاتوري التسلّطي ، بالنظام الديموقراطي..بحجّة أن كلاً منهما، يوجد فيه بعض الرجال الفاسدين ، الذين يرتشون ، أو يسرقون من المال العامّ !

 2) ادّعاء المساواة ، بين منهجَين سياسيين ، أو برنامجين انتخابيين .. بذريعة أن كلاً منهما ، فيه نقاط صعبة التنفيذ ، على أرض الواقع .. برغم التباين الكبير بينهما ، في الأهداف ، وفي كفاءة الفريقين اللذين يطرحانهما .. وصدقهما لدى الناس !

 3) ادّعاء التشابه ، أو المساواة .. بين رجل صالح ، وآخر فاسد .. بحجّة أن كلاً منهما ، يوجد في قبيلته ، أو حزبه ، رجل فاسد !

 4) التسوية بين أبي بكر الصدّيق ، وأبي جهل.. بحجّة أن الأول قد يخطئ في كلامه ، فيجتمع لديه الخطأ والصواب ! والثاني قد يصيب ، فيجتمع لديه ، كذلك ، الخطأ والصواب .. فهما ، إذن ، متساويان في المنزلة !

 5) تشبيه الرئيس السوري ، بشار الأسد ، نظام حكمه، الموغل في التسلّط والاستبداد، بأنظمة الحكم الديموقراطية ، في أوروبّا .. بذريعة أن كل نظام ديموقراطي أوروبّي ، فيه بعض الخصائص والملامح ، التي تميّزه عن الأنظمة الأخرى ! وهذا يعني ، أن كل دولة ، تأخذ بالنظام الديموقراطي ، الذي يناسب ظروفها وأوضاعها ! وسورية أخذت بالنظام الديموقراطي ، الذي يناسب ظروفها وأوضاعها ، وطبيعة شعبها ! إذ شكّل حافظ أسد ، من بداية حكمه ، جبهة صورية، من بعض شراذم الأحزاب ، التي تمزّقت .. ووضع هذه الشراذم ، في مجلس ، سمّاه : الجبهة الوطنية التقدّمية ! وزعم أن هذه الجبهة ، هي مظهرممتاز، من مظاهر الديموقراطية ، التي تناسب سورية ، في ظروفها ، وطبيعةِ شعبها ! وقد التزم ابنه بشار ، بعده ، بهذه الديموقراطية الخاصّة البديعة !

وسوم: العدد 750