الإسلام السياسي والمعركة القادمة
من كتب د. مصطفى محمود
لا مانع عندهم أبدا فى أن نصلى ونصوم ونحج ونقضى ليلنا ونهارنا فى التعبد والتسبيح والإبتهال والدعاء ونقضى حياتنا فى التوكل ونعتكف ما نشاء فى المساجد ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له فهم لا يعادون الإسلام الطقوسى .. إسلام الشعائر والعبادات والزهد .. ولا مانع عندهم فى أن تكون لنا الأخره كلها فهذا أمر لا يهمهم ولا يفكرون فيه .. بل ربما شجعوا على التصوف والإعتزال وحالفوا مشايخ الطرق الصوفية ودافعوا عنهم .. ولكن خصومتهم وعداءهم هى للاسلام الأخر .. الإسلام الذى ينازعهم السلطة فى توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم اخرى .. الاسلام الذى ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم فى حركة الحياة .. الإسلام الذى يريد أن يشق شارعا ثقافيا آخر ويرسى قيما اخرى فى التعامل ونماذج اخرى من الفن والفكر .. الإسلام الذى يريد أن ينهض بالعلم والاختراع والتكنولوجيا ولكن لغايات أخرى غير التسلط والغزو والعدوان والسيطرة
الإسلام السياسى .. الإسلام الذى يتجاوز الإصلاح الفردى الى الإصلاح الإجتماعى والاصلاح الحضارى والتغيير الكونى ..
هنا لا مساومة .. ولا هامش سماح .. وإنما حرب ضروس هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص
وسوم: العدد 754