من كتاب الجبرتي ( بين شهيق وزفير - الجزء الأول )
أثناء إختراق الجيش الفرنسى لحى بولاق أبو العلا بعد أن احتل القاهرة.. فوجئ بزفة كبيرة جدا تضم المئات من الأطفال والنساء والرجال يتقدمهم طفل راكب على حمار بالمقلوب ولابس على رأسه طرطور ويسير خلفه الجميع في فرحة بالطبل والمزمار والزغاريد .
تقطع هذه الزفة موكب الجيش الفرنسي وهي تهتف في بلاهة شديدة (يا أبو الريش إن شالله تعيش) ... (يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات) ... يندهش نابليون بونابرت قائد الجيش الفرنسي ويسأل :
ما هذا ؟ ولماذا لم تكترث هذه المظاهرة بالجيش؟ فقالوا له إنها زفة (الطهور) فالمصريون (طهروا) الطفل ويحتفلون به.. فنظرنابليون بونابرت إلى المحيطين به من العلماء والجنود في أسى وحزن وقال : إن الشعب الذي تلهيه هذه التوافه عن المحتل لا يستحق أن يأتي إليه نابليون بنفسه.. إنني نادم على حضوري وسوف أعود) .. وعاد نابليون .. ولكن بقيت الهيافة والتفاهة.. من جيل إلى جيل.. )
نابليون صُدم بتخلف الشعب المصري وسلبيته، واكتشف أنه كان مخطئا عندما جاء بنفسه، وأن احتلال مصر أمر سهل يحتاج لفرقة بقيادة ضابط صغير من الجيش الفرنسي .
وسوم: العدد 827