هكذا قال الإمام الشهيد حسن البنا
[ مختصراً من رسالة: "دعوتنا" ]
نحب أن نصارح الناس بغايتنا، وأن نجلّي أمامهم مناهجنا، من غير لبس ولا غموض.
ونحب أن يعلم قومنا أنهم أحبَّ إلينا من أنفسنا، وإنه لعزيز علينا أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نستكين لليأس.
وكل الذي نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحداً من أربعة:
1- مؤمن صدّق بقولنا، وأُعجب بمبادئنا، فهذا ندعوه أن ينضم إلينا، ويعلو بصوته صوت الداعين، ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل.
2- متردد لم يتّضح له وجه الحق، فنحن نوصيه أن يتصل بنا ويقرأ عنا، ويتعرف إلى إخواننا، فسيطمئن بعد ذلك إن شاء الله.
3- نفعي ينتظر ما يعود عليه من مغنم، فنقول له: ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت، والجنة إن علِم اللهُ فيك خيراً.
4- متحامل ساء فينا ظنه، فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود، فهذا ندعو الله لنا وله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه.
* * *
ونحب أن يعلم قومنا أن هذه الدعوة لا يصلح لها إلا من حاطها من كل جوانبها، ووهب لها ما تكلفه من نفسه وماله ووقته.
والفرق بين إيماننا وإيمان قومنا، بعد اتفاقنا على المبدأ، أنه عندهم إيمان مخدَّر نائم في نفوسهم، لا يريدون أن ينزلوا على حكمه، ولا أن يعملوا بمقتضاه، على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل قوي يقظ في نفوس الإخوان المسلمين.
وإن أجمعَ ما توصف به دعوتنا أنها "دعوة إسلامية"، ولهذه الكلمة معنى واسع، فالإسلام ينتظم شؤون الحياة حميعاً، ويفتي في كل شأن منها، ويضع له نظاماً محكماً.
وموقفنا من الدعوات المختلفة أن نزِنَها بميزان الإسلام، فما فما وافقته فمرحباً به، وما خالفته فنحن براء منه.
وسوم: العدد 1069