نيرون
24أيلول2005
محمد المجذوب
محمد المجذوب
"لا بد قبل قراءة هذا النشيد من تصور الواقع الذي خلفته كارثة حزيران 1967"
نـيـرونُ!.. يـا فـرحَ الـغواةِ ويا شقاء المؤمنينا رفـقـاً بـآمـال الـذيـن فَـضَـحْتَهم دنيا ودينا * * * قـالـوا "اسـتـقـلت. وأيُّ مهزلةٍ وراء الاستقالة! أفـتـسـتـقـيل وفي ربوع الضاد من رمقٍ ثُماله! * * * الأرض مُـذ قـيـل اسـتـقـلتَ بأهلها كادت تميدُ يـا مـن لـه فـي كـل قـلـبٍ مؤمن جرحٌ جديدُ * * * وعـلام مـثـلـك يستقيل – وأين مثلك – أو يُقال! وهـو الـمـنـيـل يـهود من أعراضنا ما لا يُنال * * * أم هـالـك الإخفاقُ سقتَ به على العربِ القواصِمْ! فـنـسـيـتَ أنك لم تَكُن يوماً سوى بطلِ الهزائم! * * * هـذي الألوف من الضحايا، والزحوف من الأسارى أدنـى تـكـالـيـف الـزعامة في قوانين السكارى * * * أمـا الـجـيـاعُ الـظامئون الهائمون على الرمالِ فـاحـجُـب أنـيـنـهـم بتصخابِ الأناشيد الثِقالِ * * * أغـرودةٌ مِـن أم كـلـثـومٍ تـزلـزلُ تـل أبيبا والآهُ مـن عـبـد الـحـلـيم تحيل ضحكتها نحيبا * * * وكـلـيـمـةٌ من (هيكل) أو صرختان من (السعيدِ) تـكـفـي لدكِّ قوى العدو على الأثيرِ وفي الصعيدِ * * * فـدع الـجـنـودَ تـخوض في سيناء دُفَّاع العذابِ فـجـيـوشُ مـثلك لن تكون سوى أغانٍ أو سبابِ * * * وإذا عـجـزتَ عـن الـوقوف بوجه أحفاد القرود فـعـلـيـك بالمستضعفيـن العُزل في اليمن الشهيد * * * فـاحـصـد بـغاز الموت إخوان العروبةِ والعقيدة وذرِ الـيـهـودَ فـحـسبهم منك التصاريح المبيده! * * * ومـتـى سُـئـلت عن المضيق وغزةٍ وعن الخليلِ والـمـسـجد الأقصى وما يشكوه من رجس الدخيل * * * فـاهـتـف بـكـل جـراءةٍ: أفليس يكفيكم بقائي! كـل الـوجـودِ، وبـعـضُه أنتم، لنا بعضُ الفداء * * * (الـظـافـرُ) الـجبارُ أين؟.. وأين إخوته القواهر! ألـعـلـهـا سقطت مع الأسلاب في أيدي العواهر! * * * أم تـلـك مـن نسجِ الخيالِ بها استثرتَ الجاهلينا! حـتـى إذا دُعـيـتْ نـزالِ تـحولتْ كذباً مبينا! * * * وزعـمـت أنـك كـنت تنتظر المُغير من المشارق فـأتـاك مـن قـبل الغروبِ فكانت النوُّبُ المواحق * * * وصـدقـت. كـان على عدوك لو درى أدب القتالِ أن يـسـتـشـيـرك للعبور من اليمين أو الشمالِ؟ * * * بـدَعٌ لـعـمـرك من فنون الحرب أعيت كل قائد وبـهـا أقـر الـكـون أنـك لـلعروبة خير رائد * * * أفـكـلُّ هـذا الـوحـي من (تيتو) مدربك الأمينِ! أم أُمـرُ (جـونسن) إذا أتاك عليه خاتمُ (كوسجين)! * * * قـل مـا تـشـاء ولا تـهـب رداً، فقولك لا يردُ أفـلا تـرى الـغـوغـاء من أنصارِ غيك لا تُعدُّ! * * * فـي كـل صـوبٍ يـهـتـفون لمن أذلهم وأخزى! حـتـى الأُلـى دمـرتـهـم زعموك للأمجاد رمزاً * * * فـاصـنـع غـداً ما تشتهيه وسمِّ عار اليوم نصرا فوراء خَطوِك من يرى الإيمان – إن تجحده – كفرا * * * نيرونُ!.. عرشك لا تدعه، ولا تخف غضب الشعوب أفـتـسـتـقـيلُ.. وبعض رومة لم تنلهُ يدُ اللهيبِ! |