ملحمة الشام
14كانون12004
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
ملحمة الشام
الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي
يا شامُ هل يحجُزُ الأشواقَ قضبانُ
أم يحجب الطيفَ أسوارٌ
وجدران
قد استوينا فكلٌّ رهن
محبِسِهِ
للظلم من حوله سوطٌ
وسجان
لنا إذا هبت الأنسام
لاعجةٌ
من حُرقة الوجد فالأكباد نيران
|
يغشى الأسى ناظِرَينا كلما إذا تألق في عليائها أملٌ لا عتـْبَ أنْ فرقتنا للنوى سبلٌ وهكذا تنضُبُ الأرواح نازفةً لم يبق إلا صُباباتٌ نجاذبها نباكِرُ الغمَّ في الإصباح متقداً تطير أرواحنا شوقاً ولو قَدَرَت أنتم نـَدامى الهوى ما للهوى بدل لسنا من الحب في شيء لو انصرفت نسلو الحياة ولا نسلو تذكرَكم وحسبكم أنكم في القلب مسكَنُكم عسى تراسُلُ أشواقٍ يعللنا أواصر الحبِّ كلُّ الحب تجمعنا إمَّا سألتَ فإنا معشر نُجُبٌ وكلُّ ناعورةٍ بالشام نادبةٌ الله أكبر! هذا الظلم فرقنا كأنه لم يكن بالمرج مرتعُنا ولم يكن في الثغور الغرِّ مرصدُنا وفي السواحل نيرانٌ وأربطةٌ وفي المدائن أنسابٌ مؤلَّفةٌ وأعذبُ الحب ما كانت موارِدُهُ يا شامُ يا معقِلَ الإسلامِ ما ركضت إذا تضاءل هذا الحب عن بلد تاللهِ ما الغوطةُ الغناء مُنْيَتـُنا ولا رسومٌ لأجداد بساحتكم ولا صبا بردى يَسْبي مشاعرَنا من البراق أصولُ الحب قد بزغت إذا سرى الطيف منكم وانثنى سحراً للهِ حبٌّ رسولُ الله أسَّسَهُ وقام من بعده الصديقُ يورِدُهُ بعزمةٍ عقد الرايات مرتقباً وقال: إن لم نبادرهم بمعمعة والدهر ما عزمَ الصديقُ مرتجفٌ إذا تحنن فالإعصار مرحمةٌ يعطي وليس لمخلوق عليه يدٌ دع ليلة الغار فالقرآن خلدها والروم قد أثخَنَت في الفرس عن حَنَقٍ حلاوةُ النصر لازالت تداعبها لكنَّ قلبَ هِرَقْلٍ واهنٌ وَجِلٌ لديه من سابق الأخبار عن سلف شمسُ الرسالة هذا حينُ مطلعِها "ساعير" و "الطور" للإسلام تَقْدِمةٌ والله يختار مما شاء مرسلَهُ والملك في فرع إسماعيل منتقل ملك الختان بدا في الأفق شاهده وأخمدت نار كسرى حين مشرِقِهِ تلا كتابَ رسولِ اللهِ في أدبٍ هذا الرسولُ الذي كنا نُؤَمِّلُهُ وهذه الشام للمبعوث عاصمةٌ إن اتبعناه فالدنيا لنا تَبَعٌ وإن أبينا فأمر الله غالِبُنا نعمْ هِرَقْلُ لقد أسمعتَ ذا صَمَمٍ أبت بطارقةُ الرومان موعظةً والكبر ما كان في طياته حسدٌ إلا "ضُغاطرُ" إن الله أكرمه محمدٌ نحن في الأسفار نعرفه تواترت عندنا أنباء بَعْثَتِهِ لولاه ما هاجر الأحبار واصطبروا وللنبوة أعلام إذا نُشِرت وحْيٌ يصدق بعضاً بعضُه أبداً والحق أوله مهدٌ لآخرِهِ تقدس الله أن يدعَى له ولد وكلكم عارف ما قلتُ فاتبعوا فأشعياء حكى أوصاف طلعته ودانِيَالُ فقد جاءت نبوتُهُ وفي المزامير يأتي أحمدٌ فإذا وسوف تُخْدِمُهُ أقيالهَا سبأٌ ويُهْرَعُ الناسُ نحو البيتِ عاريةً تُهدَى إليه قرابينٌ مقلَّدَةٌ وفي شكيمٍ له جيشٌ ذوو غُرَرٍ وأرضُ بابلَ يعنو سحرُها هلعاً هم أمةُ الحمدِ والتكبيرُ ديدَنــُهم وفي النهارِ لُيوثٌ لا يساوِرُها هذا هو الملكوتُ الحقُّ قد بزغت كأنني أبصر الأملاكَ تحمله وذا المباركُ باسم الرب مَقْدَمُهُ تمت على الحجرِ المرفوضِ نعمته أيخفض اللهُ بنياناً ونرفعُهُ؟ ويبتلي اللهُ تقوانا فيلبَسُها فمزَّقوه وقد كان الإمامَ لهم كانت دمشقُ ترى هذا وتسمعه وكلُّ مؤتمر في أي محتــَضَرٍ بكى هِرَقْلُ ولكنْ كان ذا جَلَدٍ يا أيها الرومُ إن لم تُسْلِموا فلنا ومُلْكُ أحمدَ حدُّ الشمس مَبْلَغُهُ وسوف تسجُدُ روما وهي صاغرةٌ قالوا أندفعُ للأعراب جِزْيتــَنا فقال يا ليتني عبدٌ لأعسَفِهِم وكنت ألثــُم من خير الورى قَدَماً وقد تمنى مسيحُ الله خدمَتــَهُ ثم انثنى من وراءِ الدربِ مكتئباً وكان ما كان مما الدهرُ سجَّلَه ملاحمُ الحق واليرموكُ رايتُها وكلما أوقد الرومانُ ملحمةً جئنا صقوراً على شُقْرٍ مضمَّرةٍ قد انتضينا سيوفَ الحق ليس لها وللبطولات أصداءٌ مزلزِلَةٌ فما تظن بجيش في ذؤابته ملائكُ الله بالإرعاب تنصرُهم تمضي القرون ونونُ الدهر عاجزةٌ ودِّعْ هرقل وداعاً لا لقاءَ له ودعْ على حسرةٍ ما كنتَ تعشقه غال الحقيقةَ قومٌ أترِعوا بَطَراً فاقنعْ بمشطورِ مُلكِ الروم ما بقيت ومن يعظِّمْ رسولَ الله يجُـْزَ بِهِ والحمد لله صانَ الله ملَّتــَنا وأورثَ الله أرضَ الأنبياء لنا والرومُ ما شئتَ من رأيٍ ومن عَدَدٍ وإنما خَذَلَ الرحمنُ مجمعَهُم وكي يظلوا عدواً دائماً أبداً والشام بالشوق قد أخفت شماتَتَها يا شام قد لاحت البشرى على ظمأ حان اللقاء فتيهي وارقصي جَذَلاً أبو عبيدةَ والتقوى تجلِّلُهُ وعانقته دمشق وهي غارقةٌ قالت ألا ترتوي من مَبْسِمٍ سقطت هذا العفاف وهذا الزهد أذكَرني يا حبذا النورُ نورُ الله يغمُرُني هذا الحواريُّ لا ما كنتُ أحسَبُهُ هذا الأمين كنوزُ الأرض تطلبُه والزهدُ في الفاتحين الغرِّ مَنْقَبَةٌ سل الفتوحَ التي كانت شريعتُها يا من وسادته تُرْسٌ ومسكنه ما الشام قبلك إلا مقْبَرٌ خَرِبٌ |
ومضت
|
في الأفق بارقة تخبو وتزدان هوى إليه هوىً وانساب ألحان فالدهر ذو دولة والوصل ميَّان بكل جرح مرارات وأشطان لا ترتوي فالجوى باليأس حرَّان وفي العشية آهاتٌ وأشجان طارت إليكم مع الأرواح أبدان منكم إذا سامر المشتاق َ نـَدمان عنكم صبابتـُنا أو ضل وجدان وهل تَداوَى بغير الذكر ولهان حيث الأسى راتع واليأس حيران وربما خفتت بالشوق أحزان رغم القيود أما قد قال حسان؟: الأزد نسبتنا والماء غسَّان عهد الوصال فهل للهَيْض جُبران وللمقادير إيلاف وإظعان ولم يكن في ربى جيرونَ جيران وفي المضائق حراس وسكان وفي الجزيرة أحباب وإخوان وفي العشائر أصهار وأختان بالقدس أواه هل للقدس نسيان بُلْقُ الخيول ومد الظلَّ أفنان ففي مرابعكم فيءٌ وأكنان وفي مسارحها للحسن غِزلان إذ كان يملكها أزد وزهران لكنما حبكم دين وإيمان وقد أضاءت لها بصرى وحوران يهيج بالقلب للإسراء عنوان وهل لنا غيرَهُ أُسٌّ وأركان والشرق والغرب نيران وصلبان بشرى الرسول وأمضى وهو عجلان تُنسِي الحلومَ فلا كنا ولا كانوا والأرض مائدة والبحر طوفان وإن توعد فالأنسام حُسْبان إنفاقه حِسْبةٌ والعتق إحسان تقاصرت هممٌ عنها وأزمان فالشام قلب وباقي الملك جثمان ونشوة النصر في الطغيان طغيان تصارعت فيه أنوار وأوثان من النبوات آيات وبرهان فلتبتهج بسنا الرحمن أكوان والنور تعلنه في الأرض "فاران" والخلق ليس لهم رأي ولا شان حتماً ولو كرهت روم ويونان فبان أن الملوكَ القُلْفَ قد بانوا واهتز بالشُّرُفات الشُّمِّ إيوان وقال للروم والأرصاد حيطان العين نائمة والقلب يقظان للسيف ظل وللزيتون أغصان وسائر الناس خدام وولدان وملكنا ضائع والسعي خسران لو كان لقوم آذان وإذعان وغلَّ أحلامَهم كِبرٌْ وبهتان فشرُّ وادٍ تردَّى فيه إنسان وقال يا قوم إنَّ الحق فرقان فكيف يوبقنا في الكفر نكران فالخلق ينتظرون الإنسُ والجانُ على لظى يثربٍ والشامِ جِنَّان أصغى وأبصرها بكمٌ وعميان توراة موسى وإنجيل وقرآن جبريل ناموسُهُ والرسْلُ إخوان أو أن يكون له نِدٌّ وأعوان حكيمةَ النمل إذ وافى سليمان كما حكى صورةً بالرسم فنان نصاً كما يبصر الإنسانَ إنسانُ كلُّ الجزائر والأنهار خُضْان وسوف تُتـْحِفُه بالورد لبنان أطرافُهم ولهم عَجٌّ وألحان تسوقها حسبةً مصرٌ ومديان يقتص مما أراقت قبلُ رومان إذا ترنم بالتهليل عربان إذا علوا شرفاً أو لاح علوان غُمْرٌ وهم في ظلام الليل رهبان أنواره فالدجى المبهور وسنان وهم صفوف لمبداه وفرقان بنوره محفِلُ الأملاكِ زهوان فصار تاج الذرى والدين بنيان ويصطفي الله مختاراً ونختان من التعصب إغماط وشنْآن لكنْ تملَّكَهم بغيٌ وأضغان كذاك أصغت لقول الحبر جولان غيرَ السقيفة أسمارٌ وبطلان وقال قولة نصح وهو لهفان في الصلح خير وبعض المر حلوان والترك من جنده والصين أقنان مهما تقادمَ أجيالٌ وأزمان أبناءِ هاجرَ؟! هم للروم عُبدان! ملكاً ولا مُلْكَ لي فيكم ولا شان يحيى بقُبلتها روح ووجدان وحملِ نعليه والإنجيلُ برهان إذ أقبلت لجنود الله فرسان وشهدت آيَهُ حِمْصٌ وبَيْسان فاضت بها من روابي الشام شطآن هوى لنا شُهُبٌ وانقضَّ عِقبان وهم على الدُّهْمِ يوم الرَّوْع غِربان في النقع إلا جُسومَ الروم أجفان سارت بها في فجاج الأرض ركبان أصحابُ بدر وسيفُ الله أركان لهم من الذكر أحرازٌ وأحصان عن كَتْبِ أمجادهم والسطرُ عيَّان ضاع الهوى فَقَدَ الأحلامَ هيمان مراتعَ العز حيث الملك جذلان كما قد اغتالها في الدير رهبان من البطاقةِ أطلال وعنوان دنيا إذا فاته دين ورضوان من مثل ما عاث "قسطنطين" أو جان والسيف للسيف أكفاء وأقران لكنما الأمرُ توفيق وخذلان كيلا يَمُنَّ على الإسلام منَّان لا يستكين لهم حقدٌ وأضغان والحب يوقده للصب كتمان واستشرف الفجرَ أكمامٌ وسيقان فموكب الشوق للأعراس بستان هشت لملقاه آكام ووديان في سكرة الحب والمشتاق نشوان منه فدى لرسول الله أسنان يحيى الرسولَ فقل لي: كيف أزدان وحبذا الجندُ جندُ الله مَن كانوا إذ للنواقيس في الأرجاء إعلان وكم سباها من الأحبار خَوان ما نالها قط عربيدٌ ودنَّان ما سار "إسكندرٌ" أو سن "ساسان" خُصٌّ ومِزْوَدُهُ ملح وأُشنان تناثرت فيه أشلاءٌ وأكفان |